shopify site analytics
سفرة إلى الماضي، بانوراما من وحي خيال الكاتب. - صحيفة أمريكية تتحدث عن انتصار السنوار في الحرب وهدفه النهائي - مدينة أمريكية تسحب استثماراتها من الشركات التي تعمل في إسرائيل - ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة إلى 34596 شهيدا - فضيحة عصابة أشهر tiktokers يغتصب الأطفال تهز الشارع اللبناني! - تحسين اوضاع الصحفيين وزيادة مستحقاتهم هدف رئيسي لقيادة مؤسسة الثورة للصحافة - تفجير معسكرات أمريكية في دولة خليجية - اطلاق الرصاص من قبل قوات صهيونية على الحدود المصرية - الكشف عن كلمات كلوب التي أغضبت صلاح قبل مشادتهما الشهيرة (فيديو) - كولومبيا تقرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - أيام رائعة لا تعوض في أعياد المحبة والتراحم والعطاء والتقرب إلى الله عز وجل بمواساة المحتاجين والفقراء, لتستريح فيها النفس من محطات الكفاح والعناء

الأحد, 11-سبتمبر-2011
صنعاءنيوزتحقيق/ أمل عبده الجندي – أسماء حيدر البزاز -

إسراف وعصبية وطلاق


أيام رائعة لا تعوض في أعياد المحبة والتراحم والعطاء والتقرب إلى الله عز وجل بمواساة المحتاجين والفقراء, لتستريح فيها النفس من محطات الكفاح والعناء ويستعيد الجسد من خلالها نشاطاته وطاقته, فالعيد فرصة لتنمية العلاقات الحميمة وبالذات تلك العلاقات الزوجية والأسرية بما يحمله من مشاعر دافئة ولحظات هانئة قل أن يجد لها مثيل إذ أن التعاون والتآلف هو سر دوام تلك العلاقة , ولنا في رسول الله قدوة وأسوة حسنة حيث قال: " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ..

ومن هذا المنطلق كم هو عظيم أن يقدر كل طرف شريكه الآخر ويشعر بذاته وحقوقه, ويقدر مكانته العظيمة ودوره الجوهري في التماسك الأسري , إلا أن ما قد يعكر جمال وصفو هذا الجو هم التمادي الذي يحدث في هذه الأيام من الإسراف والكرم الجنوني في إعداد الولائم المختلفة بذريعة العزائم والضيوف لتتحمل الزوجة أعباءً أخرى عن واجباتها الأساسية والتي قد تكون هذه المعضلة سببا في خلق المشاكل الزوجية وتفاقم حالات الطلاق...


"كل عام وأنتي طالق"

يقول محمد فائق – تاجر جملة كنت قد ابتليت بزوجة لا تقدر ولا تعطي بالاً لمعنى الحقوق والواجبات ولا أدري كيف صبرت عليها لمدة ثلاث سنوات .. ففي أول أيام عيد الفطر المبارك من العام الماضي اتصلت لها بأنني قد عزمت على وليمة الغداء مجموعة من الأصدقاء المقربين وبعض التجار القادمين من الإمارات الذين تربطني بهم صداقة عمل وتجارة ناجحة ونبهت عليها مراراً وتكراراً بالاعتناء بهذه المناسبة الكبيرة خاصة وإننا في أول أيام عيد الفطر المبارك بالإضافة إلى مكانة هؤلاء التجار.
ويضيف فائق لأعود إلى البيت مع ضيوفي وأتفاجئ حينها بعدم تواجدها في المنزل ولم تقم بتجهيز أو إعداد أي شيء للغداء، اتصلت بها على الفور فردت أنا اليوم "معزومة" عند بيت أهلي، دبر نفسك فلم أتمالك أعصابي حينها ولم ألقى جواباً مناسباً لها سوى كل عام وأنتي طالق بالثلاث.
بينما تخالفه الرأي فدوى إسماعيل مدرسة مادة الاجتماعيات قائلة: المشكلة أن بعض الأزواج لا يقدرون قيمة المرأة وأهميتها في المجتمع خاصة إذا كانت موظفة فهم يكلفونها القيام بأعمال فوق طاقتها، وأضافت إن زوجي ينتظر قدوم المناسبات والأعياد بفارغ الصبر لإقامة الولائم والعزائم ويربطني معه في البيت طيلة إجازة العيد فتارة يقول اليوم أقربائي سيأتون من القرية واليوم التالي يقول عزمت أصدقائي .... الخ، وهكذا ناهيك عن أصدقاء عمله الذين يتوافدون معه يوماً بعد آخر حتى أهلكتُ نفسياً وأضافت فدوى: أنه في إجازة عيد الفطر من العام المنصرم نشب صراع كبير بيني وبينه إزاء هذا الأمر فأنا لا أقوى على إسرافه ومجاملاته الجنونية لينتهي الأمر برمي كلمة الطلاق الأولى ولكني هذا العام دعيت أختي لتساعدني في إجازة عيد الفطر المقبلة تجنبا للطلقة الثانية.

دليل على الكرم
إن العزائم وإعداد الولائم خاصة في الأعياد والمناسبات هي دليل على الكرم والشهامة، هكذا استهل حديثه نعيم حسن طاهر – تاجر جملة وأضاف أن الناس يحبون ويكرمون الإنسان الكريم بجميع تصرفاتهم وتعاملاتهم معه، حتى أنه يصبح ذا قيمة وأهمية بين الناس مخالفاً عن أولئك الممسكين المقترين على أنفسهم قبل غيرهم، وليتهم يدركون أن الرزق بيد الله وأن المال بلا شك زائل ولا يبقى للإنسان إلا عمله الطيب.
وأوضح نعيم بأنه يقيم في كل مناسبة مائدة غداء كبيرة يدعو من خلالها كل أصدقائه وأقاربه من الرجال والنساء.
بينما تبدي هند عبد الغني ربة بيت استيائها الشديد من عمها وعمتها الذين يكلفانها فوق طاقتها وتقول .. لا حول ولا قوة إلا بالله، لا نعرف مع أهل زوجي عيد ولا يوم سعيد إذ أننا طيلة أيام العيد نقضيها في أعمال المطبخ وتجهيز وإعداد الطعام للقادمين والوافدين إلى المنزل من الضيوف حيث يغادر بعضهم بعد الغداء بينما يبقى اللذين يأتون من القرية عندنا لأيام، لأنتهي من إعداد الفطور حتى أستعد لتجهيز الغداء وما يتبعه من تنظيف وغسيل وترتيب وهكذا متاعب وأشغال العيد التي لا تنتهي.
واختتمت هند حديثها بنصيحة لكل الأزواج وأهاليهم قائلة من حقكم أن تدعوا وتعزموا من شئتم ومن حقنا أن نأخذ راحتنا ولا تكلفونا فوق طاقتنا فإذا أبيتم إلا ذلك فأجروا خادمة تساعدنا.

كثرة الولائم
يقول مطيع محمد عبده شبالة أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة صنعاء ينبغي أن ينظر إلى هذه المناسبات الدينية والأعياد على أنها أيام من أيام الخير التي خصصت بها الأمة المحمدية وأن يتصف بحسن الخلق إقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم, وهذا يتحقق في علاقة الأسرة بعضها البعض.

وأضاف شبالة : يجب على كل رجل أن يعرف ويدرك تماما أنه قدوة لزوجته وأولاده بحسن خلقه معهم، وبالمعاملة الطيبة لهم بل وتزداد هذه الطيبة في هذا العيد الكريم والسعيد بكونه فرحة للمسلمين جمعا, كما تتجلى في المحافظة على شعور زوجته وأسرته بألا يصدر قولاً أو فعلاً يغضبهم فهم أمانة بين يديه وكما ينبغي على الزوج ألا يكلف زوجته عناء هذه الولائم وأن يمنح لها الفرصة للشعور بالسعادة والفرحة وصلة أرحامها بدلاً عن خدمة ومجاملة الأصحاب.

وأكد شبالة على ضرورة مراعاة الزوج لحدود الله في جميع تصرفاته وإنفاقه وتجنب الغضب والعصبية من أجل آل بيته وقدسية هذه الأيام. فمن صفات المسلم أن يمسك نفسه عند الغضب لذلك يقول رسولنا الكريم " لا تغضب " فالغضب قد يؤدي الى مشاكل أسرية لها عواقب وتداعيات وخيمة على البنيان الأسري، فيا حبذا لو تحلا كلٌ منا بروح الصبر في تعاملاته مع الآخرين ولا يخرج الى الزيادة المفرطة التي تلهيه عن جو المحبة الأسرية والسعادة الحقيقية حيث مكنونها جمعة الأبناء وبهجة العائلة ليعيشوا جو فرحة العيد بقلوب ملؤها السعادة والرضا..

تقول عفاف العيمي أستاذ علم الاجتماع يجب على كل زوج أن يراعي ظروف زوجته خاصة إذا كانت الوحيدة القائمة بأعمال البيت, فلا يطلب منها ما يثقل كاهلها ويصعب عليها القيام به من إعداد أطعمه زائدة على الحد المعهود, ومثلما يحرص الزوج على إدخال فرحة وسعادة العيد على الآخرين وتوفير ما ألذ وطاب لهم فعليه أن يوفر ذلك لزوجته لتشعر بذلك مثله.
وقالت العيمي لقد كان لشهر رمضان دور كبير في تهذيب النفس وتأديبها بالجوع الذي في ظاهره العذاب وباطنه الرحمة, وخير مدرسة لتعلم الصبر وكظم الغيظ لذا فإن اللقاءات الاجتماعية في أوقات الوجبات تساعد على اقتراب الناس وعلى تبادل المشورة والمشاعر الطيبة وحل المشاكل بروح التسامح وهذه اللقاءات يكون فعلها مثل جلسات العلاج الجمعي التي تتبع أحياناً بناء على الإرشادات الطبية بهدف تبادل المشاعر والأفكار والإفضاء بالمكنونات وتقريب وجهات النظر والمشاعر، وفي النهاية يشعر الإنسان أنه أنجز شيئاً ذا قيمة بتغلبه على شهواته النفسية والجسدية وهذا يشعره بالنجاح وتحقيق الإنجاز والثقة ويساعده على مواجهة الصعوبات في المستقبل،وما أجمل أن نجعل تلك المزايا لمن هم أحق بنا رعاية ومحبة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)