shopify site analytics
ارتفاع حصيلة ضحايا غزة إلى 111724 شهيدا ومصابا - اغلاق قصر معاشيق عدن - القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ استهدفت سفينةً نفطيةً بريطانيةً - رمز المواجهة بين الطبقة العاملة وراس المال بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي - القدوة يكتب: حرب الإبادة وانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى - القحطاني يكتب: من آمن العقاب.. أساء اﻷدب - مدير عام مديرية بيحان يعزي في وفاة الشيخ مسعد البجاحي المصعبي - حشود مليونية بالعاصمة صنعاء في مسيرة "مع غزة العزة.. تعبئة واستنفار" - زيارة معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار/ العراق بغداد - قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار -
ابحث عن:



صنعاء نيوز -  
 استوحيته من واقعنا اليومي نحن سكان العاصمة صنعاء، فنحن حينما لا نستطيع أن نحل مشكلة أو أزمة نحولها إلى وسيلة لكسب العيش، وهكذا نحن اليمنيين مبدعون لا نقف عند استخدام الشيء لما صُنع له..

الخميس, 06-أكتوبر-2011
صنعاء نيوز د.سعاد سالم السبع - -

استوحيته من واقعنا اليومي نحن سكان العاصمة صنعاء، فنحن حينما لا نستطيع أن نحل مشكلة أو أزمة نحولها إلى وسيلة لكسب العيش، وهكذا نحن اليمنيين مبدعون لا نقف عند استخدام الشيء لما صُنع له..
قبل أيام أثار انتباهي مشهد لتجمع أطفال حول رجل مسلح في إحدى الحارات، ولأن تجمعهم كان مملوءاً بالفرح لم أشعر بالخوف فدخلت تجمعهم، ووقفت أسألهم ماذا يحدث؟! فعرفت منهم أن المسلح يسمح للأطفال بإطلاق النار في مقابل (250) ريالاً لكل طلقة...
وقف شعر رأسي من الدهشة، وتمعنت في هيئة المسلح علّني أجد علامة من علامات المبدعين أو المجانين عليه، فعرف قصدي ورأى دهشتي فبادرني بشرح مبرراته قائلا: “ يا حجة! أنا اشتريت الآلي من حُر مالي بمائتي ألف ريال كي أدافع عن بيتي إن لزم الأمر، وأنا اليوم بدون عمل قفلوا الورشة التي كنت أعمل فيها لأنها محاصرة، وصاحب البيت يطالبني بإيجار البيت المتراكم، ومسئول عن مصاريف العيال، فلم يكن أمامي أي حل إلا أن أرحل عيالي البلاد ورجعت لأقصد الله... لا تخافي خلي الجهال يلعبوا ويتعودوا على الحرب شكلها (عتطول) ومنها أنا أستفيد وأسدد ديوني... ) وقبل أن أفوق من الصدمة بادرني ولدي الصغير من جواري متوسلا: “أرجوك يا أمي.. ادفعي لي حق طلقة واحدة أريد أن أجرب إطلاق النار بالآلي.. أرجوك..”..
حاولت أن أجمع شتات خلايا مخي المبعثر مما أشاهده هذه الأيام، وأن أتخلص من الزحمة، ولكن ولدي كان يشدني من طرف ثوبي للبقاء في المكان حتى أقتنع بأن إطلاق النار من قبل الأطفال لعب وليس حرباً، وأدفع له حق طلقة نار.. ومكثت شاردة أشاهد التجارب على مضض، محاولة التخلص من هذا المأزق الذي وضعت نفسي فيه فأعجب ولدي، ووجدتها فرصة للهروب حينما قدمت إحدى الأمهات نحو الزحمة فادعيت لولدي أنني أعرفها وأريد أن أسلم عليها، ولكنها أفشلت مخططي حينما اقتحمت الزحمة بسرعة صارخة بأعلى صوتها على صاحب الآلي قائلة: “ أنت نصاب بتأجر الآلي للعيال بـ (250) وشليت من ولدي (300) والله ما وقعت إدي الخمسين حق ولدي، عندنا في الحارة بيأجروه بـ (100) ريال فقط اشبع بحقك الآلي” فزاد حزني وزاد ابتهاج ولدي بقرب تحقيق رغبته..
وأخذت أتلفت يميناً ويساراً عليّ أجد نجدة من هذا الموقف، وجاءت نجدتي من الأطفال أنفسهم فما إن سمعوا كلام المرأة حتى انفضوا عن المسلح، والتفوا حول المرأة فرحين بخبر تخفيض إيجار الآليات في حارتها، وتبعوها تاركين الرجل المسلح غاضباً على كل النساء، مغتاظاً مني لأنني اقتحمت مزاده العلني فعطلت مهمته بعض الوقت، وحاقداً عليها لأنها كشفت نصبه على الأطفال فبارت بضاعته في تلك الحارة..
أما أنا فقد تركت ذلك المشهد وأنا أفكر في البحث عن أطباء ومعالجين نفسيين قادرين على وضع خطة لتدريب سكان صنعاء بالذات على إلغاء كل الخلايا العصبية المسئولة عن الدهشة أو الحزن أو التفكير المنطقي في كل ما يحدث، ربما حينما يفقد الإنسان مثل هذه الخلايا يصبح كل شيء عنده طبيعياً حتى وإن وجد الأطفال يستأجرون الرشاشات والمدافع ليلعبوا بها في بيوتهم فلن يقلق لأن كل شيء متوقع في يمن الحكمة والإيمان..
(*) أستاذ المناهج المشارك بكلية التربية ـ جامعة صنعاء
[email protected]
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)