صنعاء نيوز/عبدالله حزام -


مررنا خلال تسعة أشهر بأربعة دروس غاية في التعقيد على سبورة "ربيع القتل العربي" من أربع - دول عربية- شقيقة منها من قضى نحبه ومنها من ينتظر ..دروس عشنا لحظاتها الصعبة ونتائجها الأصعب من الألف إلى الياء ..بما فيها حتى من علامات الترقيم ومواضع استعمالها..
> فيما لازال قومنا يُدهشون العالم بقوة طباعهم في القطيعة والفجور في الخصومة التي وصلت إلى أبراج الكهرباء وأنابيب النفط والغاز والطريق ومصادر رزق العيال وأخيرا إلى حرب الأحياء ..دار دار.. وحارة حارة..
> يعني باليمني الفصيح ..(طربقوا )الدنيا فوق دماغ 24مليون بني ادم مَلّهم الصبر.. ومنذ مطلع العام لم نتقدم خطوة واحدة باتجاه عتبة وقف فجور الخصومة الدائرة بين السلطة والمعارضة..!!
> قالها كثيرون :اليمن ينهار ..!لكن قومنا لايقولون إلا كلام وحديث القطيعة على الهواء الطلق ..وكما يقال الكلام أخو الحديث والإثنان لامن فضة ولا من ذهب بل كلاهما بلا ثمن..حتى باتت الشتائم والقذائف الحربية هي طريقة التواصل بين الأطراف في الشوارع والأحياء التي يموت فيها الأبرياء بطريقة الكومبارس..!
> شخصيا لا أجدني مستريبا منذ فترة وأنا أرى المعارضة تأتي شيئا أودا بصرخاتها المعلنة والمُعبر عنها بصرخة وا (أطلسيّاه)متمنية الإجابة "قبل أن يرتد إليها طرفها" كما عمل الأطلسي مع ثواره في ليبيا..لذا معارضتنا تزيد الصرخة (حبتين شوية) وبميلودراما أكثر خفة كي يسارع الناتو بتسليمها مفتاح السلطة الذي تتمناه مشفرا وإن أمكن بالبصمة هذه المرة حتى تضمن التأبيد..!!
> فيما تقف السلطة عاجزة أمام انهيار شامل أريد له أن يكون حتى تصبح الدولة (بح )..لابترول ولاغاز ولا كهرباء ولا طريق أمن ..وربما لا رواتب في القريب العاجل ..ولا حتى سلام من بعيد على المواطنين تُذكرهم فيه بوجود كائن وجودي اسمه دولة هنا ..وهذا حلم زعماء الثورة الذين يُحمّلِونَ أنفسهم من أمرها رهقا من اجل كل ذلك . .
> لكن يبدو انه لن يتحقق لأنهم يشتغلون على خيارين لاثالث لهما منذ البداية إما القوة أو الحيلة..دون التفات للقيمة الأخلاقية التي امتلكها فقط الشباب الأبيض الشفاف قبل أن يدخلوا تحت انتداب الفرقة والمشائخ..!!
> وبالعودة إلى الدروس الأربعة التي قرأناها على سبورة التسعة الأشهر الفائتة ..سنأتي على النتائج ونترك المقدمات ..ومن تونس بعد الثورة.. اليوم كلٌ هناك يعزف على وتر الحرية بطريقته.. قناة نسمة تنعش سوق الفتنة الدينية والمشاهدون (الملتزمون) !ينفذون العقاب بعيدا عن الدولة..والغنوشي (مرشد الإخوان ) هناك يهدد بإخراج الجماعة إلى الشارع تحت تبرير جاهز هو تزوير الانتخابات. .فيما البلد على بعد ياردات من أول انتخابات تشريعية.
> في مصر الحديث عن بياض الثورة بمعناها الشفاف كذبة كبرى..لكن من قاموا بها على الأقل لم يكونوا جزءاً من النظام كما هو حاصل اليوم في اليمن السعيد ..فلدينا جزء من النظام يتزعم ثورة الشباب ..وهناك فرق!!
> ومن ليبيا التي لم أحب (مُعمرها) المقتول بطائرات شركة المقاولات الدولية للقتل الجماعي الناتو ولا كتابه الأخضر ..يحاول البعض من أعراب اليوم أن يلوي رأس الحقيقة حتى لايفهم لماذا تُمطر نخوة حلف الناتو بني وليد وسرت وقبلها المدن الليبية الاخرى بالصواريخ فتقتل العرب الليبيين المسلمين مع أن الحلف جاء مظفرا بغطاء الجامعة العربية لحماية المدنيين بالحظر الجوي على طائرات القذافي وليس بالقصف الجوي!! ..
> فهمنا وشبعنا مفهومية أن دور ثوار الناتو في ليبيا كان مجرد ترتيب غداء عمل (للحلف) من اجل تقسيم كعكة النفط. .وإزاحة القذافي إلى الأبد لهذا استعجل الناتو مسح سرت وبني وليد بمن فيها من الوجود وكأن قاطنيها مجرد كائنات فائضة عن الحاجة ..ويحدث كل ذلك مصحوبا بتكبيرات الثوار الذين يمسكون في يد سيجارة وفي الاخرى رشاشا لقتل أبناء جلدتهم..!!
> سورياً لوح الملوحون مؤخرا بتأديب دمشق ابتداء من جامعة الدول العربية عبر تجميد العضوية ..فتمخض جبل اجتماع وزراء الخارجية العرب عن دعوة سوريا للحوار..فيما اشتغل "الجلبيون الجدد"من المعارضة السورية على جزئية طلب النجدة من الناتو كما فعل رهط بني غازي ومواصلة السير في طريق :اكتب مايملى عليك بخط الناتو للدفع بمجلس الجامعة لإصدار قرارات ترتب لفتح مظلة تغطي القرارات الأمريكية والأوروبية والتي قد تبدأ بمنطقة عازلة، ومنع تحليق الطيران السوري، ثمّ ..حماية المدنيين وصولا إلى خطوة إحالة سوريا إلى القائمة التي تضم العراق وليبيا اليوم ..والتي لاتتوقف عجلتها هنا بل عند تخوم حزب الله وبلاد فارس ..!!
> بين كل هذا الجحيم الذي يصوره لنا الغرب كجنة عدن ..تُرى :هل ستتخلى جامعة الدول العربية ولو لمرة واحدة عن تذكيرنا ببيت جرير : أَبَنِي حَنِيفَة أَحْكِمُوا سُفَهَاءَكُم إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُمْ أَنْ أَغْضَبَا ؟ التي تواجه بهاحتى أنياب الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين ..
> كل هؤلاء جميعا يدركون أن اليمن في خطر وأن تغول طرف على أخر فيها سيدخلها حالة من الصوملة المعقدة بتنوعات معضلاتها العتيقة كالقاعدة والانفصال والسلاح والتطرف.. لكنهم لايتحركون إلاّ لماما باتجاه إجبار فرقاء السياسة على القبول بحلول اللعبة الديمقراطية ..ويسرفون في توصيفنا ككوكب أخر لا يمكن أن يحل مشكلاته بعرق جبين أبنائه لكن دعاءنا الأخير: اللهم اهد قومي فإنهم يقتتلون ..!!