shopify site analytics
مئتا يوم على “طوفان الأقصى” وحرب غزة.. معادلات ترسم مستقبلاً جديداً للمنطقة - السراج رئيس المجلس الرئاسي السابق يظهر من جديد - ياهؤﻻء حب اليمن.. ليست شعارات ومهرجانات - تفاعل متنوع في الأردن مع ظهور السنوار - ذبح قرابين "الفصح اليهودي" في المسجد الأقصى - جثث دون رؤوس وأجساد دون جلود في غزة - التحالف يحتجز 13 يمنيا في مطار عدن للحد من السفر إلى روسيا - حسين محب..يكفينا..يكفي..!! - الهجوم العسكري الإيراني على إسرائيل رسائل متعددة - زيارة السوداني الى واشنطن... الدلالات والنتائج. -
ابحث عن:



صنعاء نيوز -  ناصر الحريري 
يتم تأصيل جذور الخوف في الموروث الثقافي، وثقافة السلطة، 

  يتم تأصيل جذور الخوف في الموروث الثقافي، وثقافة السلطة، وهيمنة منهج النقل على منهج العقل، وتسويغ الواقع، والدفاع عن فقهاء الرأي الواحد، واستبعاد الآراء البديلة.

السبت, 12-سبتمبر-2009
ص -
ناصر الحريري
يتم تأصيل جذور الخوف في الموروث الثقافي، وثقافة السلطة،

يتم تأصيل جذور الخوف في الموروث الثقافي، وثقافة السلطة، وهيمنة منهج النقل على منهج العقل، وتسويغ الواقع، والدفاع عن فقهاء الرأي الواحد، واستبعاد الآراء البديلة.
وفي هذا السياق، تكمن مشكلة المثقف العربي في الموقف الصعب ما بين قول كلمة الحق، وهذه هي مهمته الأساسية، وبين الخوف من انتقام السلطات.
وهكذا تبرز نتائج ثقافة الخوف في أغلب الدول العربية ففي مرحلة الطفولة الأولى : يكون " التخويف " خفيفاً ليتلاءم مع المرحلة العمرية ، طبعا فكل شيء مدروس ومحسوب بدقة .
عندما يتم العربي الست سنوات يكون قد ختم مرحلة الـ"عو" الذي يترصد في الظلام بانتظار إشارة الأهل فيأتي باللحظة والتو ، و الـ"سبدلا" الذي يشق الحائط ويتدلى ، والـ" الجنية " والتي لا تعرف الحنيّة وتخطف كل طفل يعذب أهله ، و الـ" الشرطة" التي تسجن الأطفال المشاغبين ، وكأن الشرطة قادرة على حمل بطيخة إضافية خاصة وأنها مازالت تحقق في قضايا صغيرة لم تجد لها حلاً .
و الـ "الشحادة" أو " المتسولة " التي تنتظر أن يترك الطفل يد أمه حتى تنقض عليه ، لتحضر أخاً صغيراً لابنها العاشر ، أو ربما لتبيعه في حارة الأولاد ، والـ"بعبع" والـ"غول" والـ"جارة أم جميل" والتي يوقع صوتها الصقر من علوه وينزل كراً فراً ، مقبلاً مدبراً معاً يخترق كل الجدران ، ماعدا " أبوك "الذي سـ" يضربك ويعاقبك ,ووو والـ"الله" الذي سيحرقك بنار جهنم ....
في الصف الأول نرتقي إلى مستوى جديد من الـ" تخويف " المدروس ،وتدخل الشجرة كعنصر فاعل في التربية الهادفة ..
بداية إذا لم تسمع بـ"جب الفار" فقلبي معك على طفولتك الفارغة من أي معنى ..أما عن الشجرة فعدا أنها تقوّم ظهرك ومؤخرتك على مقاعد الدراسة ، فهي تقوّم حياتك ، فالـ"مسطرة" الخشبية العريضة والغير مصقولة تختصر لك درس الحياة :
شخص أكبر وأعلى منك يقف على ذات الأرض ، يستطيع التحرك وأنت في معقدك محجوز ، صوته عال ويستطيع التكلم وقتما يشاء ، وإن حصلت على إذن بالحديث فأنت المحظوظ ، يملك مسطرة وتملك راحتي كفين مفتوحتين ، إذا بقيت معه كالمسطرة التي بيده ، نلت الرضا والتعزيز ، وإن قصّرت أو تجاوزت ، انعزلت....أعادتك إلى الصراط وثبت أقدامك في الأرض لتؤدي ما عليك من فرض.
في سن الخامسة عشرة من عمر العربي تتحول كل أفلام الرعب الخيالية منها والواقعية ، إلى فنتازيا لا تثير أكثر من ضحكة أو تعاطف من نوع " ما الذي سيحدث لك؟ هو الموت مرة واحدة " مع البطل الذي سيفصل رأسه عن جسده ، ظلما، بمقصلة متعرجة ومدماة .
ولكن العربي في هذا العمر لا يملك وقتا ليتابع الأفلام طبعا ، لأن عنده مرحلة دراسية صعبة ، ولأنه إذا لم يتحصل على مجموع جيد فإن مستقبله ضاع و سيوقع شهادة وفاة مستقبله و تتبرأ منه العائلة وسينتهي كأجير .
المرحلة الأخيرة " مرحلة الوحش " ، جاءك الموت يا تارك الصلاة ، مرحلة البكالوريا ، أو التوجيهي أو الثانوية العامة .
في هذه المرحلة يلتقي ميسورو الحال والفقراء في التوق إلى الشهادة المجردة ، ويفترقان في اهتمام الفقراء بالمجموع لعجزهم عن تحمل شفط الجامعات الخاصة ...وتكون الأداة هنا " إن أردت العمل حتى بواب فإنك تحتاج شهادة التوجيهي أو البكالوريا ( الثانوية العامة )
مراحل أخرى من الخوف الذي عشعش في الإنسان العربي عذاب القبر، وغدر الدهر ، وحمل العائلة الكاسر للظهر ، غلاء المعيشة ، خوف وخوف وخوف ..
القضاء على : البطالة والفقر ، و الاستغلال و العنوسة والعسر ، وحماية صوت المواطن وأصابعه من الكسر ، لكل متشرد قصر ، وبدلا من الخبز المبلول سيأكل الشعب الهبر .. ليست مجرد شعارات مرافقة لابتسامات أعضاء البرلمانات العرب على لافتاتهم الإعلانية ..هي حلقات فعالة في شبكة الفزع المتطورة عند البالغين ....
ففي بلدي نفخر بأبرع عمال صيانة لأقوى المحركات ....الخوف ....
بس طبعا الفرج لا يأتي إلا بعد الصبر ..ماتخافوا ...لسه خايفين يا جماعة ..والله مو معقول ...قال خايفين قال ؟!...

نقلا عن الأردن
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)