shopify site analytics
ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة الى اكثر من ٤٣ الف شهيدا - زلازل تضرب تايوان واليابان وإندونيسيا في يوم واحد - إسرائيل تنسق جيداً مع مصر والآن علينا انتظار رد حماس - القدوة يكتب: الحراك الدولي الرافض لجرائم الإبادة الجماعية - سنا كجك تكتب: إنه الشرف... لكل دولة عربية تستضيف قيادة حماس! - اجهزة الامن في تعز تبحث عن مسلحين هددوا زيد النهاري بالقتل - حادث جديد يضرب طائرة من طراز "بوينغ" أثناء تحليقها في السماء (فيديوهات) - شاهد.. لحظة اصطدام سيارة الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير وانقلابها - هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة - هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحال -
ابحث عن:



الأحد, 18-ديسمبر-2011
صنعاء نيوز - من العار أن يأتي تقرير منظمتين إنسانيتين " أوكسفام " و" الإغاثة الإسلامية" ليعكس صورة الفقر في صنعاء نيوز /علي ربيع -

من العار أن يأتي تقرير منظمتين إنسانيتين " أوكسفام " و" الإغاثة الإسلامية" ليعكس صورة الفقر في اليمن الذي تعدى رقم الخمسة والسبعين في المائة بجوار بلدانٍ عربيةٍ خليجيةٍ غنية وعالم آخر يُدلل كلابه أكثر من البشر"، هذا نص اقتباس من افتتاحية صحيفة الرياض السعودية، احتفى به الناشطون اليمنيون في صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي المنتديات والأخبار الإلكترونية وكأنما وضعوا أيديهم على خبيئة نفيسة مما ترك قارون، والحق أنه لا جديد في هذا الكلام سوى الحرقة التي حملتها لغة الخطاب في هذا المقال، كما أنه ليس بجديد أن يسارع متخصصو النياحة إلى مجاراة مضمون الخبر الكئيب لذرف الدموع المستجدية، كطفل ذكره عابر سبيل بموت أبيه فانتبه ليتمه وفاجعته من جديد.
< قد يرى آخرون أنه ليس ذنب اليمنيين أن يكون واقعهم فقيراً وثرواتهم الطبيعية محدودة وتناميهم السكاني يطرد بنشاط، وهو ما يقتضي إنسانيا وأخلاقياً وبحكم الجوار الجغرافي والانتماء الديني والقومي أن تلفت الدول المتخمة عنايتها للحال اليمنية بغية الإسهام في رفد اقتصادها بكل ما يمكن على قاعدة: الأقربون أولى بالمعروف، وهي وجهة نظر صحيحة وعادلة لكن في سياقها الطبيعي وليس في سياقها الاستجدائي، أو المشوب بالمن والأذى، أو الممزوج بأجندة سياسية في إطار صراع الأقطاب ومعارك الوهم العربية بين أبناء الجلدة ذاتها بطراَ أو مباهاة أو ما هو أسوأ من ذلك.
< لن يعفي التاريخُ اليمنيين أنفسهم، قادتهم وأحزابهم وعلماءهم ونخبهم الثقافية والفكرية من وزر العار، لا يوجد بلد فقير إذا وجد الإنسان المبدع والمنتج والمؤهل، ليس النفط كل شيء ، وليس بمستصعب على أحد أن يتذكر من جديد الإمكانات الاقتصادية والثروات الطبيعية وغير الطبيعية التي تزخر بها اليمن براً وبحراً، غير الثروة الحقيقية وهي الإنسان الذي تراهن نظرية الاقتصاد المعاصر على الاستثمار فيه قبل أي شيء، فهل يستوعب اليمنيون أن مستقبل شعب يعول فيه على الهبات والصدقات والمساعدات والقروض الممنونة لن يكون سوى مستقبل كسيح يفرخ مزيداً من الفقر والجهل والمرض وأعداداً من المشاريع المتصارعة على امتلاك جسد الوطن الهزيل.
< لا يمكن بأي حال التنكر لجهود بذلت في لحظات صفاء قليلة ونادرة حظي بها اليمنيون في الماضي وكانت على الأقل في الجانب النظري منها تطمح إلى تحقيق الأفضل للإنسان، وهي بذرة صالحة ليراجعها اليمنيون اليوم وينطلقون منها نحو امتلاك المشروع الوطني للدولة، المشروع الحضاري الذي يمكن الإنسان من تفجير طاقته وإيقاد مداركه لينتج ويعمل بأقصى ما هو متاح له ليحقق هويته الحقيقية وينجز تاريخاً لكرامته ولوجوده الإنساني.
< هل يلتقط السياسيون اليمنيون اليوم اللحظة ليغسلوا عن أنفسهم عار مد الأيدي باسم اليمن أو باسم أنفسهم؟ المسألة مرهونة فقط بالإرادات الحقيقية التي تمتلك مشاريع وطنية، لقد تشبعنا من وهم الخطابات الدوغمائية اللا مجدية سواء تلك التي هيمنت على ماضٍ عمره خمسون سنة من تاريخ اليمن المعاصر، أو هذه التي تحد اليوم أنيابها المتصارعة لتأكل حلم اليمنيين في مستقبل خالٍ من وعثاء الارتزاق على باب الشقيق أو الصديق مقابل ارتهان وتبعية تكرس فينا الجبن وتروضنا على المداهنة والخنوع.
< على كل حال لا نملك سوى أن نقول شكراَ لمن يذكرنا بمواجعنا، وشكراً للخطاب الإعلامي الإنساني المبرأ من خلفيات اللعب السياسية كما هو الحال الناصع فيما أحسبه للاقتباس أعلاه، لكنني وبإصرار أقول لليمنيين سواء من ذرف منهم الدمعة أو من شرع منهم في المتاجرة السياسية باسم معاناة اليمنيين وفقرهم، أقول للجميع" ما حك جلدك مثل ظفرك" مهما بلغ عطف الآخرين عليك بإلقاء الفتات. صحيح قد يكون الفقر عاراً لكن لا يمكن أن يطهره ماء التسول.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)