shopify site analytics
حادث جديد يضرب طائرة من طراز "بوينغ" أثناء تحليقها في السماء (فيديوهات) - شاهد.. لحظة اصطدام سيارة الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير وانقلابها - هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة - هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحال - مقتل 4 يمنيين وجرح آخرين في هجوم استهدف حقل غاز في العراق - تدشين إختبارات الثانوية العامة بمديرية عتمة بذمار - القحطاني يكتب: الوطن الذي نحلم به.. ليس انشودة وزامل أو شعار - إتلاف أكثر من طن ونصف من الأسماك الفاسدة في إب - مؤامرة استعمارية تهدف الي اشعال الحرب بين ليبيا وتونس - أصداء التمرد مدوية -
ابحث عن:



الثلاثاء, 27-ديسمبر-2011
صنعاء نيوز - يمكنك تخيل الشعب اليمني المقهور كجمهور فُرجة يجلس أمام فيلم هندي مليء باللكمات، ودائماً هناك بطل نصفق له حتى ولو كان مضربة عادي، المهم بطل يسدد لكماته في وجوه صنعاء نيوز/فكري قاسم -

يمكنك تخيل الشعب اليمني المقهور كجمهور فُرجة يجلس أمام فيلم هندي مليء باللكمات، ودائماً هناك بطل نصفق له حتى ولو كان مضربة عادي، المهم بطل يسدد لكماته في وجوه المجرمين أعداء الثورة والجمهورية، أعداء الوحدة وأعداء الوطن.. طن، طن، طن!.

طيلة 33 عاماً فائتة، كان “صالح” هو البطل الذي يصارع التنين.. والحقيقة أننا شاهدنا النار مراراً ولم نشاهد التنين!

المهم كمّلونا فجائع، وفي الأخير طلع التنيِن معروفاً ومن البلاد!.

لا أعرف لماذا خطر على بالي الآن “علي شرف” ذلك الإنسان الهامشي الذي لم تكن تُتاح له ولأمثاله من الهامشيين فرصة الجلوس في الكراسي الأمامية إلا في صالة سينما بلقيس بتعز.

لسنوات ظل الهامشي “علي شرف” يجلس في كراسي الأمام مشدود الانتباه إلى الشاشة الكبيرة، وبمجرد أن يوجه البطل لكمة إلى خصومه، ينط من مقعده مسروراً وهو يهتف ملء القاعة: هيييييوه أفدي ربّك!.

أحزاب اللقاء المشترك التي أُتيح لها - أخيراً - فرصة الجلوس في كراسي الأمام تشبه تماماً الهامشي “علي شرف”؛ إذ ظلوا طيلة الـ 9 الأشهر الفائتة يشاهدون تنين الساحات وهو يوجه إلى “صالح” أقسى اللكمات ويصفقون من أماكنهم: هيييييوه أفدي ربّك!.

وصول أحزاب "علي شرف" إلى نصف مقاعد الحكومة، لابد أن كثيرين من أولئك الذين عاشوا حياتهم كلها معارضين لنظام "صالح" صاروا يعتقدون الآن بأن لديهم بطلاً ذي نفوذ، وهم الآن في انتظار فعل يستحق التصفيق.

وللأمانة خلال الأسابيع الثلاثة الفائتة، ثمة أخبار جيدة، هي بالنسبة إلى مواطنين متعبين تبدو لكمات مفرحة صوّبت إلى وجوه الأعداء، لكن مَن هم الأعداء؟ والله ما لنا علم، المهم أن الفيلم فيه “دكم” و”زبط”، وحيال ذلك ما علينا إلا أن نصرخ: هييييييوه أفدي ربك!.

حكومة الوفاق وجهت في أسبوعها الأول صفعة للدولار، وصرخ المتعبون: هيييييوه أفدي ربك!.

قبائل الثورة لاتزال تحاصر المعسكرات في عمران كما لو أنها معسكرات تبع دولة أخرى غير اليمن ومع هذا ثمة من يصرخ: هييييييوه أفدي ربكم، دقوا ابتهم!.

حُسين الأحمر الذي قال قبل سنوات إن إيقاف الحرب في صعدة خيانة وطنية كبرى، “نبع” مطلع الأسبوع الماضي إلى صعدة لحل المواجهة الدائرة بين الحوثيين والسلفيين.. هييييييييوه أفدي ربك يا زعيم!.

الهزائم النفسية والجراح الغائرة التي مُني بها اليمنيون طويلاً جعلتهم – بالتأكيد - يحتاجون - على الدوام - إلى بطل مُخلص، لا يهم أن يكون هذا البطل ملوثاً أو لصاً، المهم أنه يعرف يداكم ويـقـلِـب صور.

ولئن كانت الأساطير تروي أن التنين الأوروبي يأكل الفتيات والتنين الصيني يأكل السمك فإن التنين العائلي الذي يواجه “صالح” الآن يأكل الزلط!.

إنه تنين ماكر ومخادع – تماماً – كما هي عادة التنين الأحمر في إحدى ألعاب البلايستيشن الشهيرة.

سيستمر الفيلم عموماً، وسيصنع أحداثه كلها - بالتأكيد - أولئك التنانين المرابحين أنفسهم، وإنه لمن الطبيعي أن يحدث ذلك وأكثر، فكُل النُخب في البلد – أصلاً- لاتزال هامشية.

تجار كبار وفنانون ومثقفون وأدباء وديبلوماسيون وصنايعية وفلاحون، كلهم في واقع الحال “علي شرف”.. مجرد مُتفرجين يبحثون عن بطل ينبع لهم حتى من الجن!.

في حضرة البندقية - عموماً - كُلنا “علي شرف”.. كُلنا شعب هامشي.. شعب بلا عُمر ولا ذاكرة، ما جعل من السهولة بمكان اعتبار حميد الأحمر وعلي محسن أبطالاً شعبيين و..هييييييوه أفدي ربكم!.

لقد بدا كلاهما للثورة الشبابية أنه فاتن، في حين أنهما في الواقع ليسا أكثر من تنانين نبتت وترعرعت في جيب “صالح” الذي أدخلنا طيلة سنوات حكمه في حروب وصراعات التهمت أبطالنا الحقيقيين!.

إننا معظم الوقت – هكذا - شعبٌ يعيش وراء الزمن ولا نعي أعمارنا إلا في لحظات استثنائية ونادرة جداً، لكن الخطورة الحقيقية تكمن في أن الصورة النمطية للبطل الشعبي الذي انتظره اليمنيون طويلاً لاتزال حتى اللحظة من غير تفاصيل مُشرقة.

بصراحة، الفيلم حتى اللحظة يبدو جيداً ومليئاً باللكمات، لكن أحداثه الخطيرة جداً لم تبدأ بعد، ولايزال الجانب الهزلي فيه هو الآسر.

لابأس، سنصفق كثيراً، وفي الأثناء ذاتها فليفكر كل يمني إذاً بضحكة “علي شرف” التي تحمل أكثر من معنى، آملاً العودة إلى المنزل بصحبة صور لأبطال حقيقيين وذي قدر جيد من النزاهة.



[email protected]

* نقلا عن صحيفة حديث المدينة
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)