shopify site analytics
خارطة العمل الاستراتيجي لوحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية - رئيس جامعة ذمار وقيادة المحافظة في زيارة لمبنى كلية الحاسبات والمعلوماتية - تقيم الدكتورة عائشة القذافي المعرض الفردي لرسومتها في سلطنة عمان - هل تعلمون لماذا الإمارات لا تريد التنازل عن جنوب اليمن? - بالشراكة مع البرنامج الانمائي للامم المتحدة - الحج ركن من أركان الاسلام - القدوة يكتب: الهجوم على رفح يعني المزيد من المعاناة والشهداء - تكتيكات البقاء للنظام الإيراني: القمع والإرهاب والحرب - ياسر عماد وخريجة ذا فويس سحر الصديقي في مهرجان بين الثقافتين - مــن الــفــوائد الــزواج -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - يبدأ الطلاب المتوقع تخرجهم من الجامعات اليمنية رحلة العناء والشقاء في الإعداد لحفلات التخرج منذ الوهلة الأولى لبدأ الدراسة في السنة النهائية

الأربعاء, 18-يناير-2012
صنعاء نيوزد/ محمد نايف -
يبدأ الطلاب المتوقع تخرجهم من الجامعات اليمنية رحلة العناء والشقاء في الإعداد لحفلات التخرج منذ الوهلة الأولى لبدأ الدراسة في السنة النهائية وذلك باختيار اللجان المختلفة بدءًا باللجنة التحضيرية والفنية والمالية والإعلامية و انتهاءً بما لانهاية له من اللجان! ولا يحق لأي أحد أن يلومهم أو ينتقدهم على ذلك على الإطلاق فقد تخلى عنهم من يجب عليهم أن يقوموا بهذا العمل ويَدَعوهم يتفرغوا للعلم والتحصيل العلمي الذي جاءوا من أجله في المقام الأول إلى الجامعات خاصة في السنة الأخيرة من الدراسة. وفيما يلي طائفة مختصرة جداً من أشكال وصنوف العذاب والشقاء والمعاناة التي يخضع لها الطلاب مجبرين وبعض الحلول التي أرى من وجهة نظري المتواضعة أنها قد تَلفت الانتباه إلى هذا العناء المزمن وتسهم في تحفيز الطلاب والأساتذة و إدارة الجامعة على وضع بدائل أخرى للتخلص مما يحدث للطلاب نتيجة لهذه التقاليد الاحتفالية التي تكلف الطلاب الكثير من العناء مقارنة بما تمنحهم من لحظات فرح وبهجة وسرور:

1. لا شك أن هناك الكثير من الطلاب الذين يعانون مادياً، ولا يتحملون تكاليف الاشتراكات في هذه الاحتفالات وقد يضطر بعض أولياء أمورهم إلى الاقتراض ويتحملوا أعباء الديون ويقتصدوا في مأكلهم ومشربهم وملبسهم إلى درجة التقتير حتى لا يحرموا أبنائهم من أن يفرحوا مع زملائهم بهذه المناسبة، وربما يتعذر على بعض الطلاب وأسرهم المشاركة بسبب ضيق اليد والحاجة الماسة لكل فلس لتغطية احتياجات ملحة وأكثر أهمية و قد يشعرون نتيجة لذلك بالحزن والحسرة على عدم القدرة على المشاركة في مثل هكذا مناسبة مدى الحياة.

2. ما يسهم به الطلاب من مبالغ مالية لا تغطي تكاليف الاحتفالات المختلفة بالتأكيد، فيلجأ الطلاب المنظمون لهذه الفعاليات الاحتفالية في وقت مبكر من السنة الدراسية الأخيرة إلى طلب المساعدة من رجال الأعمال والشركات والمؤسسات ولا يخفى على الجميع ما يلاقيه الطلاب من مواعيد عرقوبية ومماطلات واعتذارات، واستخفاف، الخ.

3. يقضي الطلاب الفصل الأول والثاني من العام الجامعي في الإعداد لهذه الاحتفالات ويكون هذا على حساب محاضراتهم وتحصيلهم العلمي وراحتهم، وهذا أمر يعلمه الطلاب أنفسهم وهيئة التدريس في كل قسم وكلية وإدارات الجامعات المختلفة. فتبدأ الأفراح والأيام الملاح في بداية آخر عام دراسي ولا تنتهي إلا قرب موعد الامتحانات والتخرج الذي يُحتفى به لمدة عام كامل قبل أن يحدث فعلاً فنضع بذلك العربة قبل الحصان كما يقول المثل الإنجليزي!

4. تحدث انقسامات وانشقاقات بين الطلاب وصراع له أول وليس له آخر قد يصل في بعض الأحيان إلى العراك بالأيدي والعصي وأشياء أخرى أكثر خطورة ربما تُحدث عاهات وتشوهات تحتم على المُحتَفِل أن ألا ينعم بالاحتفال أو يُحرم من الاحتفال! طبعاً، لا داعي للخوض في أسباب هذه الانشقاقات والانقسامات بين الطلاب لأن السبب يعرفه الجميع، بل قد يفاخر به البعض أحياناً ويشجعون عليه وهي مأساة ابتُلِيَت بها الأمة اليمنية منذ أمدٍ بعيد!

5. تقام الاحتفالات قبل التخرج الفعلي وقبل الامتحانات والنتائج النهائية وهو أمر لا يحدث على حد علمي إلا في بلاد الإيمان والحكمة وأصبح قاعدة وتقليد راسخ لا جدال فيه ولا يناقشه أو يعترض عليه أحد، فترى بعض الطلاب يحتفلون بتخرجهم قبل الأوان مرة أو اثنتين أو ثلاث مرات ولا يجدون في ذلك حرج!

6. يَحتفِي الطلاب بأنفسهم ويكرموا أنفسهم، بل إنهم يكرموا رؤساء الأقسام وأساتذتهم وإداري كلياتهم بدلاً من أن يَكرموا هُم من قبل أساتذتهم ورؤساء أقسامهم وكلياتهم وجامعاتهم، وقد يسأل من ليس له علاقة بالجامعات وما يدور فيها وفي كواليسها، لماذا يتحمل الطلاب كل هذا العناء؟ والإجابة ببساطة هي أن الطلاب وجدوا أن من يفترض بهم أن يقوموا بهذا العمل قد تخلوا عن مسؤولياتهم وأداروا ظهورهم لهذه التقاليد المتبعة في جامعات العالم فحاولوا أن يملئوا الفراغ ورويداً رويدا انقلبت الأمور رأساً على عقب فأصبحوا هم المسئولون عن تكريم من يفترض به أن يُكرمهم.

بناءً على ما تقدم فإنه من الواضح أن هذا العمل الذي يقوم به الطلاب ليس ترفاً وإنما ضرورة اقتضتها الظروف وغياب المسئولية والتغاضي عما يجري، وهذه فقط نبذة مختصرة من المعانات والصعاب التي أصبحت تقليداً راسخاً ولا بد أن يعاني منها خريجي الجامعات اليمنية في كل عام حتى تتعمد شهاداتهم الجامعية وتحصل على الاعتراف المحلي والإقليمي والدولي!! على حد علمي لم يتحدث أو يحاول أي أحد حتى الآن أن يناقش هذه القضية أو يَلفت الانتباه إليها بحيث تتم معالجتها ووضع الحلول لها. وهنا أريد أن أطرح تساؤلاً: لماذا لا تقوم الجامعات اليمنية بدورها في هذا الجانب وتنظم حفل تخرج لجميع الخريجين في كل جامعة بعد انتهاء العام الدراسي والامتحانات وبعد الإعلان عن نتائج الخريجين كما تفعل العديد من جامعات العالم؟ هل الأمر بهذه الصعوبة البالغة بحيث تتخلى الجامعات اليمنية عن أهم نشاط تختتم به الأنشطة العلمية والأكاديمية للعام الجامعي؟ هل ستكلف هذه الفعاليات الاحتفالية والاحتفاء بالخريجين الجامعات ما لديها من ميزانيات وتجعلها تعلن إفلاسها؟ هذه بعض التساؤلات أطرحها للتأمل والتفكير فقط وفيما يلي أضع هذا المقترح بين يدي القائمين على التعليم العالي والجامعات اليمنية وعلى وجه الخصوص جامعة صنعاء-الجامعة الأم- التي أنتمي إليها وترعرعت في أحضانها طالباً ومعيداً وأستاذاً:

1. تضع الجامعات خطة لفعالية احتفالية للاحتفاء بالخريجين وتكريمهم في كل عام وفي يوم محدد بعد انتهاء الامتحانات وإعلان النتائج وإعلان عدد الخريجين في جميع أقسام الكليات كما تفعل العديد من الجامعات في العالم. إذا تحملت الجامعات هذه المسئولية المناطة بها أصلاً، سيركز الطلاب على التحصيل العلمي والجد والمثابرة فيما أتوا من أجله إلى الجامعات وسيتجنبون الكثير من المشاكل التي طرحتها آنفاً- والكثير من المشاكل الأخرى التي لم أذكرها تحاشياً للإحراج- وما تحدثه من إرباك للعملية التعليمية والنشاط الأكاديمي وسيتم توجيه الطاقات والجهود التي يبذلها الخريجون في كل قسم للقيام بأنشطة أكاديمية ودورات تدريبية في مجالات مختلفة تزيد من فرص حصولهم على وظائف بعد التخرج والمشاركة الفعالة في خدمة وطنهم بأفضل السبل معتمدين على ما اكتسبوه من علم ومعرفة ومهارات وليس على فن الخلافات والشقاق والمعارك الجانبية التي لاتسمن ولا تغني من جوع وليس لها علاقة بالمهارات العلمية والأكاديمية التي التحقوا من أجلها بالجامعات.

2. تكرم الجامعات- ضمن هذه الاحتفالية الكبرى بالخريجين- عدد محدود في كل سنة من الأساتذة والإداريين في كل كلية بحسب معايير مهنية بحتة حتى تُوصل رسالة للمخلصين في عملهم أنهم سيثابون على جهودهم ومهنيتهم، فتقدم الجامعات بهذا العمل الشكر والعرفان على الملأ لهؤلاء لمخلصين والمثابرين في عملهم وفي ذات الوقت تعمل على تحفيز المقصرين على المنافسة وتقديم أفضل ما عندهم لينالوا شرف الحصول على هذا التكريم والعرفان في الأعوام المقبلة.

3. قد يقول قائل كيف تستطيع الجامعات وبخاصة الحكومية منها أن تنفق على هذه الاحتفالية الضخمة؟ والرد على ذلك هو إن لم تستطع الجامعات تخصيص جزء من ميزانياتها لمثل هذا النشاط الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من وظيفتها، فعليها أن تبحث عن ممولين من رجال الأعمال والشركات العاملة في البلد كما يفعل الطلاب الخريجين الآن ولكن بمعايير مهنية تحقق للجامعة هدفها في الحصول على التمويل اللازم وإتاحة الفرصة للشركات لتسويق منتجاتها لشريحة كبيرة من الطلاب وتنظيم دورات تدريبية على مهارات محددة لموظفي هذه الشركات تخدم مصالحها واحتياجاتها وكذلك إتاحة الفرصة لهذه الشركات لاستقطاب العديد من الطلاب للعمل في هذه الشركات بعد التخرج، وهناك مجالات تعاون لا تعد ولا تحصى يمكن أن تخلق أنواع مختلفة من التعاون والشراكة بين الجامعات والقطاعين الخاص والعام بما يخدم مصلحة جميع الأطراف وتساعد في الرقي بالتعليم العالي وتوجيهه في خدمة المجتمع بصورة صحيحة وفعلية وليست شكلية فقط.

4. قد يتحجج البعض بمسألة إيجاد مكان يستوعب هذا الكم الهائل من الخريجين والموظفين والأساتذة من جميع الكليات وكذا أولياء الأمور والضيوف وردي عليهم ببساطة هو أنه لا يجب إدخال جميع هؤلاء الناس إلى صالة مغلقة في آن واحد والاستفادة من المساحات الشاسعة في الحرم الجامعي وإقامة يوم مفتوح في الهواء الطلق. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن أن يمر الخريجون من كل كلية في الطريق الرئيسي ويصطف الحاضرون على جانبي الطريق ليحيوا الخريجين حتى يصلوا إلى القاعة الكبرى في كلية الشريعة ويدخلوا من أحد الأبواب الخلفية للقاعة فيكرم أوائل الدفعة من كل قسم وبعض موظفي وأساتذة الكلية المعنية من الأقسام المختلفة ويخرجوا من الباب الآخر للاحتفال مع أهاليهم وذويهم في الهواء الطلق ويدخل طلاب الكلية الأخرى وهكذا دواليك. هذا مجرد مقترح وفكرة وأنا متأكد أنه متى ما وجدت العزيمة والإرادة فإن الكثير من المعنيين والمختصين بهذا النوع من الفعاليات سيقدمون مقترحات وأفكار فيها إبداع وقد تكون أفضل ألف مرة مما طرحته هنا من مقترح متواضع للتفكير في بعض الحلول لأي عراقيل قد تُعيق إقامة مثل هذا الاحتفال والحُلم الذي طال انتظاره.

أخيراً، هذا حلم لطالما حلمت شخصياً أن أراه يتحقق منذ أن كنت طالباً في الجامعة وأتمنى أن لا أرحل قبل تحقيقه! أتألم ألماً لا حدود له وأنا أرى الطلاب الخريجين في الجامعات اليمنية يعانون الأمرين ليكرموا أنفسهم ويكرموا غيرهم في ظل الغياب المزمن للجامعات عن القيام بدورها في هذا الجانب المهم لتتويج سنوات الدراسة الجامعية بصفة رسمية وحضور مميز لرئاسة الجامعة وعمادة الكليات وأعضاء هيئة التدريس وأسر الخريجين والضيوف والشخصيات الاجتماعية والثقافية في يوم مشهود يحظى بتغطية إعلامية تبين اهتمامنا بالعلم وتقديرنا واحترامنا للقائمين عليه قولاً وفعلاً، والله من وراء القصد.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)