صنعاء نيوز ،بقلم/ نجلاء ناجي البعداني -

اليوم وبعد أن أصبحت يافخامة الرئيس في موقع المسؤولية وتقف على رأس هرم السلطة كما قدر لك وفي هذه الظروف العصيبة التي يختبر فيها كفاءات القادة وحنكتهم وقدرتهم على تجاوز الصعاب..
ولهذا فإن من حق المواطن اليمني الذي صوّت لك ومنحك ثقته وراهن عليك دون سواك.. أن يجني وبأسرع وقت ثمار الثقة التي منحك إياها في صناديق الاقتراع ويشعر بأن صوته لم يكن مجرد شخطة قلم بجانب صورة فخامتكم فوق ورقة الاقتراع وذهب كل شيء أدراج الرياح..
نعم يافخامة الرئيس الجديد المنتخب، كنتم ولازلتم فرس الرهان في نظر رعاياكم البسطاء المستضعفين المستمسكين بحبل فخامتك.. فلا تخذلهم وكن عند حسن ظنهم بك.. ولتعلم فخامتكم إن كانت الانتخابات الرئاسية المبكرة التي حملتكم إلى كرسي الرئاسة بالنسبة لكم تكليفاً من الشعب لأحد أبنائه ومسؤولية ثقيلة ألقيت على عاتقكم وواجباً دينياً ووطنياً يحتم عليكم القيام به من أجل خلاص الشعب والوطن.. إلا أن تلك الانتخابات التي جرت يوم 21 فبراير 2012م بالنسبة لملايين البسطاء من رعاياكم على امتداد الوطن والذين تقاطروا نحو مراكز الاقتراع.. لحظة ميلاد لحياة جديدة وعدوا بها تولد من رحم صناديق الاقتراع وهي بالنسبة لرعاياك البسطاء طوق نجاة ينتشلهم قبل أن يغرقوا ووطنهم في مستنقع حرب أهلية بدأ دخانها الأسود يتصاعد من بعض أجزاء الوطن.. وهي عند ملايين المواطنين المغلوبين على أمرهم جسر عبور يحملهم نحو ضفاف الأمن والاستقرار بعيداً عن متناول يد الميليشيات المسلحة وعصابات النهب والتقطع التي تملأ شوارعهم وأحياءهم وتحاصر مدنهم.. وحيث لاتطالهم السيارات المفخخة ولاترهبهم العبوات الناسفة المعدة على الطريقة الإسلامية وتحت إشراف كبار علماء الدين ومشائخه.. والدين منهم براء.
نعم يافخامة الرئيس.. هذا مارآه المواطن البسيط في الانتخابات الرئاسية المبكرة، وهذه هي أحلامه التي أرسلها لفخامتكم داخل صناديق الانتخابات من كل أرجاء الوطن العزيز.. وهو اليوم يدعوكم لتحقيقها عاجلاً واعتبارها مهمتكم المقدمة على كل المهمات الأخرى.
نعم يافخامة الرئيس.. إن المواطن اليمني الذي أقلم نفسه منذ عقود رحلت على تحمل أعباء الحياة وشظف العيش ومرارة الحرمان.. لايطمع من فخامتكم ومن حكومة باسندوة بحياة البذخ والرفاهية ولايُمنِّي نفسه العيش بمدينة فاضلة تعوضه عن حياته الماضية المثقلة بالهموم والمآسي.. وكل مايريده ويتمناه من فخامتكم ومن حكومة الوفاق هو أن تعيدوا له أمنه واستقراره المفقود، وأن تحققوا حلمه المشروع وحقه في الحياة بأمن وسلام، يتنقل في وطنه حيث يشاء دون قيود، وأن لاتجعلوا منه حطباً للصراعات الحزبية والمذهبية والمناطقية والطائفية المقيتة التي يروج لها من لايريدون الخير لليمن وأهله وأنتم أعلم بهم..؟
نعم لانريد من فخامتكم ومن حكومة الوفاق أكثر من منحنا لحظة حياة هادئة مطمئنة.. لانسمع فيها أزيز الرصاص ودوي القذائف ولانشتم فيها رائحة البارود ودخان الحرائق ولانرى في جنباتها أدوات الموت المحمولة على أكتاف وصدور رجال القبائل والميليشيات.. والمخبأة تحت عمائم ولحى المجاهدين في سبيل أنفسهم.
نعم يافخامة الرئيس الجديد المنتخب، هذه أهم مطالب ملايين البسطاء من رعاياك، وهذه هي كل أحلامهم.. وأنت صاحب القرار الأول والأخير.. فإما... وإما..؟؟