صنعاء نيوز/بقلم : سري القدوة -



أن القدس هي ضمير الشعب الفلسطيني وآلامه العربية والإسلامية وهي صوت العروبة والإسلام وجوهر الصراع العربي الاسرائيلي حيث لا سلام دون القدس .. ولا دولة فلسطينية دون القدس .. وان روح العمل الوطني الفلسطيني وجوهره المقاوم ينطلق من اجل القدس محور نضال شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية..

لقد تعرضت القدس الي هجمة مسعورة منظمة تقودها عصابات الاحتلال ومؤسساته المختلفة سواء العسكرية او الامنية والمدنية التي اعدت الخطط المسبقة بالتنسيق مع وحدات جيش الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين من اجل السيطرة علي القدس والعمل علي تهويدها وفرض سياسة الامر الواقع علي اهلنا المرابطين الصامدين في القدس الشريف ..

أن المخاطر التي تتهدد المسجد الأقصى المبارك مستمرة في التصاعد وتطال كافّة المعالم العربية والإسلامية بالقدس ، ومعاول الهدم الصهيونية ماضية في تخريب المدينة بشكل شرس سواء تحت الأرض او فوقها وبحسب مخططات طويلة الأمد وجدول زمني مدروس آخذة في التسارع لتحقيق الأطماع اليهودية في اختطاف القدس من أهلها وتحويلها إلى ( أورشليم ذات الطابع الغربي ) مدنياً واليهودي عقائدياً.

وهنا لا بد أن نتوقف امام الانهيارات الترابية التي وقعت حديثاً بالقرب من مسجد عين سلوان الواقع جنوبي المسجد الأقصى حيث اشارت إلى تمدد الحفريات الإسرائيلية وتقدمها إلى مرحلة خطيرة جداً باتت تهدد المسجد الاقصى وتستهدف وجودة كمبني تاريخي اسلامي في محاولة الي هدمة وإزالته عن الوجود .

وربما تقع انهيارات جديدة أكبر ضرراً خلال فترة زمنية قصيرة قد تكون شهورا قليلة، وقد تصيب هذه الانهيارات المسجد الأقصى بشكل مباشر أو أجزاء منه ؛ وفي ضوء هذا المخطط الاسرائيلي الذي يقوده المستوطنين لا بد من تحمل المسؤولية حيث تقع علي أحمالاً ثقيلة لمنع وقوعه والتصدي للمخططات الصهيونية بالقدرة المستطاعة ، وبذل كل جهدٍ لرفع الظلم عن القدس وأهلها وإزالة الاحتلال ومستوطنيه بقوة الحق والقتال جهادا في سبيل الله لدفع العدوان .

وكشفت لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في القدس عن مخطط يحاك في كواليس بلدية الاحتلال الإسرائيلي بالتعاون مع الجهات اليهودية الصهيونية وبدعم من حكومة بنيامين نتنياهو من اجل الاستيلاء على المتحف الإسلامي الملاصق لحائط باب المغاربة وتحويله إلى كنيس يهودي.

وانه تم الكُشف عن مخططات لبناء كنيس ومكتبة على مساحة 400 متر مربع في ساحة البراق التي يطلق عليها اليهود ساحة حائط "المبكي" وتحويل الأنفاق تحت المسجد الأقصى إلى كنس وملاهي وحانات ومطاعم لليهود.

اننا هنا وفي هذا المجال نؤكد علي اهمية تشكيل لجنة تحقيق دولية خاصة بالإجراءات الإسرائيلية المنتهكة لحقوق الشعب الفلسطيني ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة في القدس العربية والعمل علي رفع قضية القدس لمجلس الأمن الدولي، واتخاذ جميع الإجراءات لإجراء تحقيقات حول الجرائم التي قامت بها إسرائيل منذ احتلالها عام 1967، ومخالفتها لقرارات الشرعية الدولية بغية تهويد القدس.

أن قصية القدس هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية ، وأنه لا سلام ولا استقرار في منطقة الشرق الأوسط دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية والقدس على أساس قرارات الشرعية الدولية، ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويحفظ للشعب الفلسطيني حقه في العودة وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف .

ولعل الدعوة العربية الي تفعيل قضية القدس علي المستوي الدولي تأتي في غاية الاهمية من اجل دعم ومساندة مسيرة القدس العالمية باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة، وما يرافقها من فعاليات على المستوى الدولي في يوم الأرض الموافق 30 آذار 2012، تضامناً مع الشعب الفلسطيني وصموده على ترابه الوطني الذي تعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على انتزاعه منه ودعماً لعروبة القدس التي تتعرض لأشرس هجمة تهويدية.

بات من المهم اليوم تدويل قضية القدس وفضح مخططات الاحتلال وكشفها للرأي العام العربي والدولي من اجل التصدي لمخطط تهويد القدس التي تعمل حكومات الاحتلال علي ممارسته فتدويل القدس يعني أن يتحمل كل العرب والمسلمين المسؤولية المتكاملة من اجل حماية القدس والوقوف الي جانب ابناء الشعب الفلسطيني المرابطين الصامدين في القدس الشريف والتضامن معهم بدعم صمودهم اليومي في مواجهة مخططات تهويد القدس وتهجير ما تبقي من سكان عرب ومسلمين فيها ..

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين

http://www.alsbah.net