صنعاء نيوز / علي عبدالواسع الحميري -
مرت الذكرى الأولى" لمذبحة الكرامة" ، فأيقظت معها الشعورب الواجب الإنساني تجاه أولئك الأبرياء الذين حصدتهم آلات القتل دونما حاجة لذلك العدد الذي بلغ 55 شهيدا!

ـ الجميع يتذكر يوم أن سيقت جموع الشباب تشدهم عزيمة ملغومة صنعتها أيادي الحاقدين والماكرين ، تدفعهم أيادي خفية إلى محرقة " أرمنية" دونما مراعاة لكرامة الإنسان!!

ـ قيدت حينها ضد جهتين متناقضتين لا تقل إحداهما شأنا عن الأخرى من حيث عدمالاهتمام وسوء المنقلب ، الجهة الأولى هي النظام ، والأخرى قيادات المشترك.. والسؤال :"أيهما أقرب إلى الصواب "؟.

ـ سؤال وجيه لم تدم فترة البحث عن اجابته أكثر من شهر ، إذ شاءت الأقدار أنتظهر أمام العالم حقيقة تلك المؤامرة ، على لسان أحد أبواقها!.

ـ في شهر مايو من العام الماضي نظمت قناة الجزيرة مباشر ندوة بعنوان"الثورات العربية .. الثورة اليمنية أنموذجا " استضافت عددا من الصحفيين اليمنيين على مدى ثلاثة أيام متتالية!

ـ شاءت الأقدار أن أتوقف على إحدى حلقاتها ، لمتابعة بعضا مما ورد على لسان أحد الصحفيين "اليافعي" حيث ظهر وكأنه يتحدث عن مواجهة شرسة بين الإسلام والكفر ، إن لم تكن أشد قسوة!!

ـ اليافعي وإلى جانبه الدكتور القطري "المسفر" بدأ بسرد أحداث الكرامة بالتطرق إلى ما قبل يوم الجمعة بيوم واحد ، إذ قال :" تلقينا معلومات مؤكدة تفيد بأن منزل محافظ محافظة المحويت مليء بالملفات والوثائق السرية والمهمة جدا ، والتي سوف تساعدنا فيما لو حصلنا عليها في إسقاط النظام".


ـ وأضاف اليافعي :" وصلتنا المعلومات مساء الخميس ، وفي صبيحة اليوم الثاني يوم الجمعة ، وصلتنا توجيهات بأنه وفور الانتهاء من صلاة الجمعة يتم التوجه مباشرة إلى منزل محافظة المحويت لاقتحامه والاستيلاء على تلك الملفات والوثائق"!

ـ وأضاف :" توجهنا مباشرة إلى المكان المحدد تدفعنا عزيمة قوية لتنفيذ المهمة ، وهذا ما تم بالفعل ، وبفضل إصرار الشباب وعزيمة أولئك الأبطال الذين سقط منهم 55 شهيدا ، ورغم ذلك تمكنا فعلا من الوصول إليها وحصلنا على الكثير من الملفات والأقراص المدمجة وهي الآن أمام لجنة من الخبراء لدراسة محتوياتها"!

ـ 55 شهيدا ممن لا حول لهم ولا قوة قدموا أرواحهم من أجل تنفيذ توجيهاتعليا هم في الأساس أصحاب المصالح الأولى لما عرف بالربيع العربي!

ـ إن ما حدث في ذلك اليوم جسد أبشع صور الاستغلال لخدمة فئة حاقدة رسمت طريقها باللون الأحمر من دماء أولئك الأبرياء ـ تمشي على رؤوسهم وتأكل من لحومهم ،دون أن تراعي أية مشاعر سواء دينية أو أخلاقية أو حتى إنسانية !!.

ـ لقد مضى عام كامل على واقعة جمعة الكرامة ، لكننا يجب أن لا نسكت أو نتساكت بمجرد وصولنا إلى هدف لا يساوي قطرة دم أريقت دونما ذنب ، اللهم الاستغلال وأي استغلال بلغت بشاعته إلى ذلك الحد!!

ـ إن ما رواه اليافعي ودوت له صفقات الحاضرين وعلى رأسهم الدكتور المسفر ،لا يحمل إلا الحقيقة التي نبحث عنها ويبحث عنها الشرفاء ، إذ كشفت زيف ما صنعت بعض القوى السياسية مدعومة بالأموال القطرية ، لترتكب في حق الشعب ابشع الجرائم!

ـ وفي المناسبة ذاتها يجب التوقف قليلا عن ما لحق بجمعة الكرامة من تبعات ممنهجة ، لم تكن سوى إشارة توحي بدخول ساعة الصفر نحو إعلان اسقاط النظام ممن اقتحموا أروقة الحزب الحاكم بطرق ملتوية!

ـ لقد شهدت الكثير من المؤسسات المدنية والعسكرية استقالات بالجملة ، لمتكن الا بمثابة الإعلان عن انتهاء مهام أولئك الذين تربعوا على رؤوس المؤسسات المختلفة طيلة عقد كاملة نفذوا سياسة ذكية جدا استطاعوا من خلالها قلب الطاولة على الحزب الحاكم بجموعهم الغفيرة التي استقدموها معهم إلى داخل تلك المؤسسات!!



ـ وبالعودة إلى حديث اليافعي ، فقد خرج "المتفلطح" عن آداب الحديث ووصل به الحال عندما قام بسرد أوجه الفرق بين المعتصمين اليمنيين سواء ممن كانوا مع النظام أو الذين امتلأت بهم ساحة الجامعة!

ـ فكان يمدح يمينا وينعت شمالا ، حتى وصل به الأمر إلى القذف بأشد العباراتوالتجريح بأكره الألفاظ ، وصولا إلى مرحلة التكفير!!

ـ الخلاصة : إن كان لابد من الحديث عن ذكرى "جمعة الكرامة" ،فإنه يجب أن يدرك الجميع على أن المتورطين الحقيقيين هم اصحاب المصلحة الأولى ممنوصلوا إليها على رؤوس ودماء الأبرياء إذ لا يجب أن نسكت بقدر ما يجب أن نسعى جميعانحو هدف واحد " الكشف عن الفاعل" و"الفاعل الحقيقي دون غيره" وتقديمه إلى العدالة وفاء لأولئك الأبرياء الذين انقادوا قسرا إلى معركة ظالمة عنوانها:" تجارة الأعناق ".!!!! .

* أخبار عدن