صنعاء نيوز /عبدالله الصعفاني - -


مساكين هؤلاء ممن لا حول لهم ولا طول .. لا يدرون من أين ستأتي الضربة حتى يتفادوها فهي باختصار تأتيهم من كل مكان .. وليس للواحد منهم إلا فم متلعثم وأذنان مغرقتان بجدل السياسيين ويدان لتناول الزاد والماء وليس لمواجهة تداعيات وتقاطعات الزناد والأهواء .. كان الله في عون الرئيس عبدربه منصور هادي.
> وفي المسافة الممتدة بين شريط أخبار "s" وشريط أخبار "y" يلهجون بالدعاء .. يارب "يسدوا" حتى نضمن صرف المعاش بعيداً عن تداعيات إغراق المرافق بمن لا عمل لهم وبعيداً عن منفذي السرقات الخاطفة للرواتب المحمولة فوق سيارات "البريد وكاك بنك" وما يصاحب ذلك من تسجيل عملية النهب والخطف ضد اللهو الخفي وعفاريت الجن.
> كل أسئلة الناس أو على الأقل معظمها بدون إجابات من الفساد إلى الكساد ومن مشتقات النفط إلى منتجات العصف الذهني بقنابله الفراغية التي تفزع ولا تبدع..
> قضينا خمسة عقود من الزمن نتحدث عن محاربة الثالوت الذي كنا نسميه رهيبا "الفقر والجهل والمرض" وبقي الفقر يردد ذات "الزامل" برفقة الجهل والمرض مع تطور المثلث إلى سلسلة من الأشكال الهندسية يتصدرها الشكل "شبه المنحرف".
> الفساد .. هل أتعبكم الحديث عنه وعن تجفيف منابعه..؟؟ أظنكم سمعتم مثل هذا بدل المرة مئات بل آلاف المرات لكنه أخذ في التضخم وكأن حديثنا عن أحد أنواع السماد العضوي الفاعل فيما كانت التهم توجه دائماً ليس إلى أشخاص بأسمائهم أو حتى مواقعهم وإنما إلى عفاريت الجن وفرسان اللهو الخفى .. ودائماً كان التعليق في أحسن الأحوال .. عليك بالدليل ولم يبق إلا القول وإلا أقمنا عليك الحد جلداً في ظهرك ولا بأس عليك إذا كنت بلا ظهر فستضرب في بطنك حتى مع ملفات إثبات أن الفساد ليس كائنا هلاميا وإنما بشر يأكلون ويمشون في الأسواق ..!
> ولقد انسلخ جزء من الكل وقال نعم للثورة من أجل التغيير فرد عليه الجزء الأخر ومن ذا يرفض التغيير.. لا بأس فكلنا ثوار وكلنا أحرار حسب الأنشودة ولكن لا الثورة تحققت وفق التعريف العالمي ولا التغيير ثبت هلاله لنبقى في بقايا أمل في حسم الموضوع بإكمال شهر المبادرة الخليجية .. ولولا الإجماع الحزبي والشعبي والاقليمي والعربي والدولي حول شخص الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي ونجاحه المتجدد في استحضار خبرته السياسية والعسكرية ومرونته في اطفاء الحرائق لكُنا دخلنا مربعات أكثر التهاباً وأكثر قتامة .. أليس من الصعوبة أن نتحدث جميعاً عن كوننا تغييرين إذا لم نكن ثوريين ثم نتسابق إلى وضع الأحجار والأسواق والشظايا أمام عربة التسوية الخليجية.
> خذوا مثلاً آخر .. الكل يدينون قطع الكهرباء وتفجير أنابيب النفط ولكن لا موقف باتجاه من وجدنا ظلامنا عنده أو على يدة ووجدنا موردنا النفطي يتعثر بتقطعاته .. فقط لأن ما يهم "سعد" هو آن يدكم "مسعود" ولا بأس من تقبل سخرية الأقدار اليمانية التي تشكو الاعتداء على أبراج الكهرباء قرابة مائة وخمسين مرة فيما مباراة تسجيل الأهداف السياسية على أشدها .. خارج قواعد اللعبة وتحت الحزام.
> القاعدة تتمدد وتمددها يعنى أن الدولة تنكمش وأهل بيزنطة "اليمنيون" غارقون في استفهامات واتهامات من الذي يدعم القاعدة حد نسيان القاعدة نفسها ونسيان دماء الآلاف من الذين يرتدون بدلة الشرف وكأن "الكاكي" العسكري صار مستباحاً وخارج ذهنية أقطاب تصريحات "دأب" .. وفي الحقيقة .. وفي الواقع.
> الإمارات تتمدد والدولة اليمنية تنكمش والأرواح تزهق ومصالح الناس تتعطل والأسعار تشوي الأفواه وتحرق الرموش والحواجب والأثواب ونحن منشغلون بالتجاذب وتصورات الرحيل والبقاء وقسمة القسمة وتجزىء المجزأ وسط حالة مثيرة من استعراضات القفز البهلواني على حبال الوصولية والانتهازية والترويع والتخويف حتى صرنا بلا حلم .. في انتظار إنصاف التاريخ وعرصة القيامة .. ولسان حال طموح البسطاء فقط .. يارب يسدوا ونتمكن من صرف المعاش في وطن ينتظر تعاون الجميع لإخراجه من غرفة الإنعاش.