صنعاء نيوز /نبيل حيدر -
اليوم ليس كالأمس في مؤسسة الثورة للصحافة.. لن اتحدث عن أمس مضى بل عن حاضر شعاره (على الفساد أن يحمل عصاه ويرحل) موجه ضد مظاهرالخلل المالي والإداري المتراكم والمتكدس بشكل مريع وموجع أيضا.
القيادة الجديدة التي جاءت من داخل المؤسسة ومن اليوم الأول عقب التعيين بدأت حملة تبدو حازمة قوية ضد الفساد بعدد من الإجراءات التي تعيد الأمور إلى نصابها وبشكل مباشر انطلقت من وقف ما يسمى بالتسهيلات التي كانت تمنح لجهات أخرى تتعامل مع المؤسسة تجارياً. الضربة الثانية إغلاق حنفية البترول وزيت السيارات والتي لم تكن مفتوحة فقط بل مخروطة تماما وبدون أدنى ضمير.
> استشهدت بمثالين خفيفين على اللسان ثقيلين في ميزان المصروفات حيث قيمتهما عشرات الملايين ومع بنود أخرى يجري الآن دراسة تقليصها مثل رفع الغطاء عن أسماء متوفين ومتقاعدين وإخراجها من كشوفات الراتب إلى كشوفات التأمينات ووقف رواتب المنقطعين عن العمل ووقف هدر ما يسمى بعهد المشتريات والصيانات والتي بلغت ملايين الريالات بشهادة مهندسي الشركات الموردة للآلآت الطباعية وتوقيف المكافآت الثعالبية والكثير والكثير من أوجه العبث الذي أدمى المؤسسة.. وكله يقود باتجاه وقف نزيف مئات الملايين بحسبة ميزانية العام الواحد.
> هذه الخطوات التي تمشي واثقة تستهدف إنقاذ مؤسسة ستصبح عملاقة من زاوية إدرار الدخل على خزينتها وخزينة الدولة وهو أمر سيعكس نفسه على تجويد الأداء في كافة قطاعاتها الصحافية والطباعية والتسويقية. ومؤكد سيتأثر الأداء الصحافي إيجاباً بعد أن تتم عمليات الغربلة المزمعة باستخدام منخل يعطي كل ذي حق حقه بعد أن كانت ثلة قليلة مستفيدة وغالبية المستحقين من صحافيين وفنيين وموظفين يضرسون الحصرم ويتعجبون من قصص مغارة علي بابا التي لا تفتح أبوابها إلا لطارقين محظوظين.
وبطبيعة الحال والوضع الميال ثمة من لا تعجبه تلك الخطوات ويتجرعها وكأنها علقم، وهذه ردة فعل طبيعية ممن تمرغ بالفساد ومرغ مقدرات المؤسسة في التراب وبين الأوساخ حتى أن آلات قيمتها مئات الملايين تحولت إلى هياكل حديدية ومكب قمائم.
> قيادة المؤسسة مطالبة باتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة وبلا هوادة وعلى القيادات العليا في الحكومة ورأس الدولة أن يدعموا توجهها وأعمالها دون تدخل يأمر باستثناء أيا كان نوعه يؤثر على عملية شأوها جرجرة الفساد من أذنه وقذفه خارجا. عليهم ذلك واجب ومسؤولية والتزام وطني وأخلاقي فقد قتلنا الفساد وبالإصلاحات الجارية الآن أراهن أن مؤسسة الثورة ستكون نموذجا في القضاء على الفساد والذي لا شك ستبقى له ذيول تتحرى لحظات تراخ أو توان للانقضاض والعودة، لكن وجود رقابة دائمة فاعلة سيخفف من ذلك.
وفي سياق المراهنات يراهن نفر قليل صاحب مصلحة في عدم الإصلاح على قدرته في إناخة عزم وإرادة قيادة المؤسسة وتطويعها باتجاهه، وبجانب هذا النوع يوجد فريق متخصص في النوائح كلما طلب إليه توضيح شؤون معينة أو تأدية أعماله بالشكل المطلوب قفز صائحاً هائجاً.. وهؤلاء نقبل الدخول معهم في الرهان.
> كل المرجو من رئاسة المؤسسة أن تواصل مسيرتها مع الوضع في الاعتبار ضرورة الخروج عن نص الأساليب القديمة والروتينية والنمطية، وأن الابتكار مطلوب بشدة في إدارة بشر وآلة ومال المؤسسة وأيضاً مطبوعاتها الصحافية. والخوض في ذلك يثبت للقاصي والداني أننا لا نحتاج إلى قيادة خبيرة في إدارة المال لأنه لا توجد نية حالياً للاستثمار في بورصة وول ستريت بل نحتاج إلى قيادة تمتلك حساً عالياً بالمسؤولية وإرادة موجهة لدك الفساد.. وتخليق وإبداع وتفعيل.
أقول.. كل تجربة وأداء تصحيحي ينبغي أن نقف معها في هذا المرفق أو ذاك. اليوم هنا تجربة تستحق الذكر والشد على أياديها.. وحتما.. الصبح أبلج وغيهب الليل سيتوارى.
> الصحيفة أضم صوتي إلى من ينادي بتحريك الماء الآسن للمادة الصحافية ولكن بعيدا عن تحويجة الفقيه التي لا تفرق بين الصحافة الاحترافية والرأي والموقف الشخصي.