shopify site analytics
رئيس وزراء إيرلندا يفاجئ بايدن بدعم صريح للقضية الفلسطينية - يأمر بالبدء بالزحف الى الاقصى رسالة صوتية لقائد هيئة أركان الكتائب في غزة - 4 أسئلة عن اسرائيل يجب على اللاجئ العربي إلى ألمانيا الإجابة عنها - دخول سفينتين حربيتين روسيتين البحر الأحمر - نظرة على الدورة الخامسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان - القدوة يكتب: حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية - أياد راضي وعقدة جلد الذات - دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك" - منيغ يكتب: ليبيا شَظَايَا نَوَايَا (1من5) - العفو الدولية تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن لمنع “الإبادة” في غزة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - اكد وزير الثقافة الأسبق , عضو مجلس الشورى الحالي الدكتور عبدالوهاب الروحاني  ان اليمن تعاني من أزمة إرادة  سياسية لأن ما نكتبه في الأوراق لا نجده في الواقع وقال في حوار مع صحيفة "العاصمة " أن قضيته مع شقيق الرئيس بدأت بالتحايا وشد الأعصاب وانتهت بتحكيم عرفي , وأكد احترامه لكل القادة السياسيين (عسكريين ومدنيين ) وكل الناس وذلك في إطار احترام الكرامة الإنسانية , وقال ان العصر هو عصر المدنية ، والمدنية بحاجة  للحوار ، وعلى الجميع أن يفهم  بأن الحوار يجب أن يكون هو البداية وهو النهاية .

الى نص الحوار :

الثلاثاء, 03-نوفمبر-2009
صنعاء نيوز -

اكد وزير الثقافة الأسبق , عضو مجلس الشورى الحالي الدكتور عبدالوهاب الروحاني ان اليمن تعاني من أزمة إرادة سياسية لأن ما نكتبه في الأوراق لا نجده في الواقع وقال في حوار مع صحيفة "العاصمة " أن قضيته مع شقيق الرئيس بدأت بالتحايا وشد الأعصاب وانتهت بتحكيم عرفي , وأكد احترامه لكل القادة السياسيين (عسكريين ومدنيين ) وكل الناس وذلك في إطار احترام الكرامة الإنسانية , وقال ان العصر هو عصر المدنية ، والمدنية بحاجة للحوار ، وعلى الجميع أن يفهم بأن الحوار يجب أن يكون هو البداية وهو النهاية .

الى نص الحوار :

-بداية ما قراءتك للمشهد السياسي في بلادنا؟

*المشهد السياسي بحاجة إلى مراجعة ، وللأسف هناك تراجع كبير في مسارات البناء يتطلب إجماع كل القوى الوطنية على رأي يقود المجتمع إلى بر الأمان ويمكّن الدولة والمجتمع من أن تتفادى المشاكل والأزمات التي تعاني منها.

فالمشكلة ليست مشكلة سلطة أو مشكلة معارضة ، بل هي مشكلة دولة ومجتمع على حد سواء

-ما أبرز مظاهر هذا التراجع؟

*هذا التراجع يتمثل في فهمنا الدقيق لمفهوم تحقيق التنمية الشاملة ولمفهوم تحقيق الأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية والمساواة التي أكدت عليها أهداف الثورة اليمنية، وهذه برأيي هي أسس هامة ومحورية لا بد من التفكير فيها جيداً وإعادة النظر في فهمها لأن أغلب القضايا قد تحولت من مسارها إلى مسار آخر.

-كيف؟

*مسار الثورة هو مسار تنموي ونهضوي ، هذا المسار يجب أن يتعزز بأفعال وليس بأقوال تقود إلى تحقيق تطور شامل للمجتمع، يلمسه المواطن في كل مناحي حياته ، يلمسه في المدرسة وفي الشارع والمستشفى، والمؤسسة ، ويلمسه في المدينة وفي القرية ، يعني تغيير نهضوي شامل يعم المجتمع .

-لماذا الآن بعد أكثر من أربعة عقود من الزمن يجب أن يتعزز اليوم؟

*هذا هو السؤال الذي يجب أن نبحث فيه لماذا، وما هي الأسباب ؟!

- البعض يرى بأن بلادنا مرت بمشاكل وأزمات وحروب متالية، مما أدى إلى تعثر هذا المسار التنموي الذي نتحدث عنه ؟

* أنا أتصور أن هذه ليست أسباب كافية ، لأن المشكلة برأيي تكمن في أننا منذ قيام الثورة لم نعمل على إيجاد ثقافة بديلة لثقافة ما قبل الثورة ، فالثورة التي قامت من أجل تغيير شكل وجوهر النظام الذي كان قائما ، وجدت بعد 48 عاما من قيامها ، أن الثقافة القديمة لاتزال تفرض نفسها إلى اليوم .

- ما أبرز ملامح هذه الثقافة؟

* أي حركة تغييريه لا بد أن تأتي بالبديل الثقافي الذي يقود إلى تغيير جذري في المجتمعات، وأنا هنا أعني أننا لم نتمكن من أن نتعامل مع القبيلة مثلاً، أو أن نحدّث القبيلة ، ولم نتمكن أيضا من أن نتجاوز المشكلات الثأرية ومخلفات الماضي ، من ظلم وجهل وغياب دور القانون في تنظيم الدولة والمجتمع.

- ما هو السبب في ذلك؟

* السبب عدم وجود استراتيجيات تنموية ، وثقافية تعليمية، وتربية وطنية تعمل على ترسيخ ثقافة جديدة بديلة تقود إلى إعمال النظام والقانون بدلاً عن التعامل بالعرف ، فنحن في اليمن نخضع أغلب المشاكل في كل مناطقنا للمعالجات العرفية، ولولا العرف لغرق المواطنون في مشاكلهم، فأحياناً الحاكم والقاضي ومدير الأمن والوزير والدولة يلجؤون إلى العرف والتعامل به. أنا لست ضد العرف ، فهو قانون غير مكتوب كلنا نتعامل به، وهو ملزم ورادع أخلاقي ، لكني مع وجود دولة ونظام يقوم علي اساسهما المجتمع الحديث.

- وما ذا يعني هذا؟

* يعني أن الدولة خلا ل الفترة الماضية لم تتمكن من فرض البديل الثقافي الأمثل، البديل العصري القانوني الذي يتعامل به كل الناس، في عصر جديد مفعم بالحداثة والتطور والنماء.

- وما العائق أمام الدولة؟

* أعتقد أننا استمرأنا خلال الفترات الماضية أن ننتج المشاكل والأزمات وربما اعتقدنا بطريقة أو بأخرى أن العيش مع الأزمات بين الوقت والآخر هو الطريق الأمثل لإدارة البلاد وقيادتها ، وهذا للأسف مفهوم خاطئ، ونحن بحاجة لإعادة النظر فيه.

- تقول نحن ، من أنتم هنا؟

* نحن كدولة وكمجتمع، وأعني بدرجة أساسية الدولة. لأن المنظم للعلاقة بين الدولة والمجتمع هو عقد اجتماعي اسمه " الدستور" ، فلو احترماناه وتعاملنا به سنكون قادرين على التطور واللحاق بالعصر.

- وكيف تفسر استمرار الإدارة بالأزمات حتى اليوم؟

* غياب الرؤى الإستراتيجية سواء كانت اقتصادية أو ثقافية أو سياسية هو السبب، فحينما تغيب الرؤية تكون كل قرارات الدولة انفعالية ومزاجية لا تخضع لدراسات ولا لرؤى واستنتاجات ، فليس لدينا – مثلا - مؤسسات بحثية تعنى بدراسة المشكلات التي توكلها إليها، والتي من المفترض أن تتعامل الدولة على ضوء ما تتوصل اليه من استنتاجات وتوصيات بنتيجة هذه الدراسة أو تلك.

ويقال " من استبد برأيه هلك ومن شاور الناس شاركهم في عقولهم" فمن السهل أن تشارك الناس مثلاً في أموالهم ومسؤولياتهم وصداقاتهم وإمكاناتهم ، لكن أن تشارك الناس في عقولهم فهذا هو منتهى ما يتمناه عاقل.

- وما هو دوركم كسياسيين وكمثقفين وأصحاب عقول وكأحد مكونات هذا النظام؟

* كلٌ معني بأن يعمل من موقعه ، وبقدر استطاعته ، أنا عملت الدور الذي أنا مقتنع به سواء كنت صحفياً أو برلمانيا أوسياسياً أو دبلوماسياً، نحن نقم الرؤى والأفكار والملاحظات ولكن القرار ليس بالضرورة أن يكون بأيدينا.

- لمن قدمت هذه الرؤى ومتى؟

* أنا لا اتحدث فقط عن نفسي ، الناس يقدمون اراءهم للجهات المختصة والمعنية .

- مالذي عملته عندما كنت وزيرا للثقافة مثلاً؟

* حينما كنت وزيراً للثقافة ، قدمت رؤى هامة جداً متعلقة بالبنية الثقافية إجمالاً، وهذه الرؤى كانت نتيجة جهد وحوار مثقفين ومختصين كبار، وقدمنا هذه الرؤي انطلاقا من مصلحة وطنية ، ومنها رؤية حول صنعاء عاصمة الثقافة العربية ، وهذه الرؤية كانت تضمن بنية تحتية ثقافية لليمن لمائة عام قادمة لو تم تنفيذها .

- أليس هذا نوعا من الخيال والنرجسية؟

* قيل لي هذا الكلام في حينه ، لكنها وأوكد لك ليست نرجسية، ولم تكن أحلاماً أو خيالاً نسجناه وإنما وضعت رؤى ومشاريع فعلية بالحقائق والأرقام والتمويل وآليات التنفيذ ... الخ، وكان يمكن ببساطة العمل على تنفيذها ، ولا تزال وثائقها موجودة إلى الآن.

- والآن مازلت أحد قيادات الحزب الحاكم، فلماذا لا تطرح هذه الرؤى؟

* أنا في التنظيم المؤتمر الشعبي العام، ولا زلت – ان اتيحت لي الفرصة - أطرح ارائي ، لكن المشكلة ليست مشكلتي أنا ولا أنت، وإنما مشكلة دولة يجب أن تتوفر لديها الإرادة السياسية لعمل شيء ما.

و الاشكالية الأخرى تكمن في أن الناس قد دُجِّنوا، والخوف على المصالح يسهم بشكل كبير في تدجّين أصحاب الرأي، وقد دجّنت كفاءات وطنية وعلمية وسياسية وهذا منهج قائم في البلد.

- ماذا تقصد بتدجين الكفاءات؟

* أقصد إسكات الآخرين، قد يتهم النزيه والشريف بأنه فاسدا، وسارقا ولوثا ، وينعت الفاسد بالشرف والنزاهة، ويتهم صاحب الرأي والمنطق بالجهالة والخمول وعدم القدرة في فعل شيء، ويتهم الناجحون بالفشل، وبالتالي يسهل أن يتهم اصحاب النزاهة والشرف بالفساد ويصدق المجتمع!

- لماذا هو سهل التصديق؟

* لأن المجتمع جاهل ، فالمجتمع غير متعلم ، ولذلك نقول أن من أبسط حقوق الفرد في المجتمع أن يتعلم ويفهم وأن يعي، لأن المشكلة التي نعاني منها في اليمن هي مشكلة ثقافية تعليمية، بعكس دول العالم المتحضر التي جعلت التعليم من أهم أولوياتها.

- لكن أولوياتنا اليوم ليست مكافحة الجهل والمرض والفقر فحسب، بل هناك ما هو أخطر وهو أن اليمن الآن تتجه إلى الطائفية والمناطقية؟

* يا عزيزي أريد أن أقول لك بأننا في نظامنا السياسي لو التزمنا بخمس حقائق كانت ولا زالت موجودة في الميثاق الوطني لكان الوضع مختلفاً عما هو عليه اليوم (وأنت أيضا تنظيمي، وأتمنى أن تنشر هذه الحقائق) وهي :

أولاً - أن اليمن لم يبني حضارته القديمة إلا في ظل وحدته وأمنه واستقراره، وهذه مسلمة يجب أن نؤمن بها.

وثانياً - أن الأحداث في اليمن زعزعت كل شيء في حياة افنسان اليمني ،لكنها لم تزعزع إيمانه بالله ولم تزعزعه في عقيدته افسلامية.

وثالثاً- أن التعصب الأعمى لا يثمر إلا الشر، فنحن الآن – للأسف- نتعصب في انتماءاتنا السياسية والقبلية والعشائرية ، متعصبون في كل شيء متعصبون في علاقتنا بالآخرين والتعامل معهم كرعايا وليس كمواطنين، وهذا هو التعصب الأعمى الذي رفضة الميثاق الوطني.

ورابعاً - إنه - فقط - بوجود الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية يمكن استثمار الموارد المادية والبشرية لهذا المجتمع، و يمكن تحقيق الوحدة وحمايتها (نحن اليوم حققنا الوحدة لكن كيف نحميها) فهل يمكن أن نحمي الوحدة بدون ديمقراطية، وبلا حرية الرأي والرأي الآخر، وبدون إتاحة الفرصة للكفاءات الوطنية وخلق تكافؤ الفرص وتحقيق مبدأ العدالة ومبدأ الثواب والعقاب. ولا يمكن أيضا حماية السيادة بدون ديمقراطية ، والسيادة هنا بحسب رأيي ليست فقط الحدود وإنما هي أيضا هي حماية المواطن.. والحفاظ على كرامته وإنسانيته وحقوقه وأمنه في الشارع وفي الوظيفة وفي المؤسسة وفي المكان العام.

وخامساً - هي رفض الظلم والإستغلال.

فهذه الخمس الحقائق الميثاقية لو اعتمدناها منهجاً في حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية في هذا البلد لكنا في وضع آخر، ولتعاطينا واندمجنا مع معطيات العصر وبنينا هذا البلد بطريقة نموذجية ، فالبلد مليئ بالإمكانيات والثروات الهائلة.

- كلام تنظيري مهم لكن الأهم لماذا لم يلتزم الحزب الحاكم بهذه الحقائق التي جاءت في كتابه الميثاق الوطني؟

* أنا أتمنى من القيادات التنظيمية أن تقرأ هذه الحقائق ، أوأتمنى أن تكون قد قرأتها.

- في ظل هذه الأمية التنظيمية والسياسية والثقافية والتعليمية وغيرها، إلى أين يسير الحزب الحاكم بالبلاد؟

* انا أعترض على عبارة الأمية التنظيمية والسياسية التي اوردتها في سؤالك ، لكن دعنا نقول أن هناك اشكاليات هي بحاجة إلى معالجات عاجلة وسريعة، وأنا برأيي لا بد أن يتدخل الرئيس شخصياً ويتجاوز المحيطين به والعقبات يصنعونها في طريقه، لأن في يده أن يعمل الكثير وبل ويعمل ما يريد.

- نفهم من كلامك أن ما يجري حاليا هو عكس ما يريد؟

* بالتأكيد، فالرئيس لا يريد برأيي مثل هذه الأزمات والمشاكل، لكن أيضا السير باتجاه معالجة جادة لها بحاجة إلى جرأة كبيرة منه .

- وما ذا تسمي هذه الجرأة المتأخرة في حسم مشكلة صعدة؟

* هذه المشكلة طالت ولا ندري ما هي أسبابها، والحرب على كل حال من الطرفين سواء كانت من المتمردين أو كانت من الدولة هي حرب ظالمة لأنها الحرب وقودها الناس الذين هم إخواننا وأبناؤنا من المجتمع اليمني، سواء كانوا أبناء قوات مسلحة أو متمردين ، علينا أن نتحاور وأن نحل مشاكلنا بهدوء.

كيف لقيادي في الحزب الحاكم لا يعرف أسباب هذه الحروب الستة بينما السلطة تغضب من المعارضة حين تدعي جهلها بهذا؟

أنا فعلاً لا أعلم أسبابها، وليست لدي معلومات وحيثيات كاملة عن هذه الحرب باستثناء ما أسمعه واقرأه عبر وسائل الإعلام، لكننا بحاجة إلى حقائق ونتائج واضحة، ولكن السؤال هو لماذا تستمر هذه الحرب ست سنوات؟

برأيك أنت لماذا؟

هذا هو السؤال !! الذي لا أدري له إجابة، ولذلك أقول بأن هذه الحرب إذا لم تحسم سريعا فنحن بحاجة إلى حوار.

وهل تتوقع الحسم؟

أنا شخصيا أتمنى الحسم ، ونحن حقيقة تفاءلنا بوعود الحسم ، لأن المجتمع لا تنقصه المشاكل، فنحن بحاجة إلى أن نلتفت للقضايا الإقتصادية والاجتماعية والمشاكل العامة للمواطنين وتحسين الوضع المعيشي للناس ، فهذه أولويات هامة.

- إذا كان على السلطة ان تحسم الحرب في صعدة، فماذا عليها ان تفعل حيال الحراك في الجنوب؟

* الحراك في المحافظات الجنوبية بدأ حراكاً مطلبياً، وتحول للأسف إلى حراك سياسي ، صاحبته دعوات إنفصالية خطيرة جداً، وهذه مرفوضة، لكن أعتقد بأن تحقيق العدالة الاجتماعية وتوزيع البرامج التنموية بعدالة تامة على مختلف محافظات الجمهورية وليس لمحافظة دون أخرى والنظرة إلى كل المحافظات بعين المساواة، سيكون هو مربط الفرس، وسيكون هو المنطلق الفعلي لمعالجة هذه الإشكالات.

وهذه مسائل لا خلاف عليها، يا أخي أنا لا أريد من عضو مجلس نواب، أو عضو مجلس شورى، أو شخصية اجتماعية أو شيخ أو وزير أن يتابع للحصول على مشروع مياه أو كهرباء، أو مدرسة أو مستوصف لمنطقته .... لأن...

- وماذا تريد؟

* أنا أريد برنامج تنموي يقوم على أسس وحقائق ومعلومات ميدانية كاملة، ولسنا أيضا بحاجة إلى توجيهات أو أوامر، وإنما نحن بحاجة إلى مشاريع يتم تبنيها وإقرارها وتوزيعها وتنفيذها بعدالة وبمساواة لكل أبناء الوطن وكل محافظات الجمهورية.

- وماذا تسمي هذه المنجزات اليومية في شتى المحافظات والتي تبثها وسائل الإعلام الرسمية؟

* كل بحسب حظه ، فالدنيا حظوظ - كما يقولون - وكل بحسب قوته ووجاهتة ، وحيثما وصلت اليد للأسف، ولذلك نحن بحاجة إلى إعمال القانون والنظام، وإذا ما وجدت هذه البرامج فلن تسمع صوتاً. والناس ياصاحبي عبيد احسان ، ولاينتظرون اكثر من طريق وانارة ومدرسة ومستشفى.

-هل نحن نعاني من أزمة برامج أم أزمة إرادة سياسية؟

* نحن نعاني من أزمة إرادة سياسية بلا شك .لأن ما نكتبه في الأوراق لا نجده في الواقع.

- بهذه اللهجة يبدو أنك لم تستوعب الرسالة التي تلقيتها مؤخراً عبر شقيق الرئيس؟

* هذه قضية بدأت بتبادل التحايا وشد الأعصاب وانتهت بتحكيم عرفي، ولن أخوض فيها اكثر ، فأنا شخصياً أحترم كل القادة سياسيين (عسكريين ومدنيين) وكل الناس صغيرهم وكبيرهم، ولكن في إطار احترام الكرامة الإنسانية، وهذا هو المهم.

في السابق كان المثقف يشكو من سلطة السياسي ، واليوم السياسي يشكو من تسلط العسكري، كيف تنظر إلى هذه العلاقة؟

المشكلة تكمن في أن القائد العسكري ينتظر كما لو أنه في الميدان فهو ينطلق من مفهوم " نفذ ثم ناقش" بينما السياسي ينطلق من مفهوم آخر يقوم على على قاعدة" ناقش ثم نفذ"، وهنا يكمن السر في الشكوى .لكن العصر هو عصر المدنية ، والمدنية بحاجة للحوار ، وعلى الجميع أن يفهم بأن الحوار يجب أن يكون هو البداية وهوالنهاية.

الكل ينادي بالحوار سلطة ومعارضة، ولكن كل له حواره؟

إذا لم يكن هناك قبول بالآخر، فليس للحوار أي معنى، وهنا يجب أن نفهم الآخر، لا يجوز أن ننظر للآخر بأنه عدو ومتآمر وخارج عن جادة الصواب، الناس يتحاورون عندما يختلفون ، وهنا تكمن أهمية الحوار.

عفواً دكتور، لماذا لا تتكلمون وتنتقدون إلا حينما تفقدون مصالحكم؟

أولا ليست لدي مصالح فقدتها ، ثانيا لماذا عندما يتحدث المواطن - أي مواطن - بوضوح وشفافية عن هموم ومشاكل البلاد ينظرون اليه شزرا ويقولون : شوف .. لأنه فقد مصالحه!!

يا أخي الكريم ، الشيء الطبيعي أن المواطن ، يجب أن لا يرضى بفقدان مصالحه ؟؟ وهذه طبيعة انسانية في كل مكان في الدنيا ،وهناك مثل يمني يقول " قطع الرأس ولا قطع المعاش" فحين يفقد الإنسان مصلحته فمن الطبيعي أن يتكلم ومن الطبيعي أن يصرخ ، لكنه من غير الطبيعي أن تحرص على أن الآخرين يفقدون مصالحهم !! لماذا يفقد الناس مصالحهم ؟؟؟ أنا كدولة معنية بأن أحافظ على مصالح كل الناس باعتبارهم أبناء وطن واحد وأبناء مجتمع واحد، وأنا معني بالحفاظ على كل هؤلاء سواء كانوا داخل السلطة أو خارج السلطة ، فالجميع يجب أن يحتضنهم وطن واحد.

قد يكون المقصود المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة؟

ما هي المصلحة الشخصية ؟؟ هي مرتبطة ارتباطا مباشرا بالمصلحة العامة ، الم يكن توفير وضمان العيش الكريم للمواطن مصلحة وطنية عامة؟؟ انا اعتبرها كذلك ، فالمواطن هو محور التنمية ، وإذا لم تتحقق المصلحة الشخصية للناس فماذا تعني المصلحة العامة بالنسبة لهم، ثم لكي استفيد من مشاريع المياه والكهرباء والتعليم والمستشفى والهاتف والمنتزه لابد أن تكون مصلحتي الشخصية مؤمنة أولا. وهذه – برأيي – هي الجدلية بين الشخصي والعام .

ما تقييمك لمسيرة الحزب الحاكم؟

المؤتمر الشعبي العام ليس حزباً، وإنما هو شكل تنظيمي لا معنى له دون الرئيس.

- وماذا عن دور الخزنة؟

* أكيد الخزنة شيء أساسي وبدونها يصعب ادارة وتوجيه الناس .

- ما الفرق بين الحزب وبين التنظيم؟

* الحزب هو الذي يرسم سياسات، وهو الذي يشرف على تنفيذها، لكن المؤتمر الشعبي العام هو تنظيم يضم أطياف سياسية مختلفة.

- ولماذا لا يتطور تنظيم المؤتمر إلى حزب حقيقي؟

* لأنه وعاء لكل اتجاهات العمل السياسي، قد تقول لي لماذا؟ أقول لك لا أدري رغم وجود التعددية الحزبية والسياسية في البلاد !!!

- وأين دوركم كقيادات ومؤسسين وأعضاء؟

* أنا الآن عضو في اللجنة الدائمة، وليس منوط بي أي عمل تنظيمي مباشر ،وليس لي أي رأي الاّ إذا ما دعيت إلى اجتماع في إطار ي التنظيمي يمكنني أن أقول رأيي الذي أنا مقتنع به.

- إذاً ما مصير التنظيم بعد انتهاء دورة الرئيس الحالية؟

* أطال الله في عمر الأخ الرئيس.

- أنا اقصد ولايته الأخيرة وليس وفاته؟

* وما أدراك ما الذي يخبئه الزمن.

- في حال كانت الولاية الأخيرة للرئيس، ما مصير المؤتمر بعده؟

* أنا قلت لك بأن المؤتمر الشعبي العام شكل تنظيمي لا يعني شيئا بدون الرئيس ، وكفى.

- كيف تنظر إلى توقف الحوار بين السلطة والمعارضة؟

* أنا مع أن يلتقي الجميع سلطة ومعارضة، وأن يتحاوروا، ولتقدم المعارضة رؤيتها، وويقدم المؤتمر الشعبي العانم الحاكم رؤيته، وأنا استغرب حقيقة لماذا لم يتم الحوار؟ ما هو المانع؟

- لأن السلطة لا تعترف بوجود أزمة أصلاً كما تقول المعارضة؟

* لابد أن نعترف أن لدينا مشكلات، فهناك مشكلة في صعدة، وحراك في المحافظات الجنوبية والشرقية، ولدينا مشاكل اجتماعية واقتصادية ، واستبساط أو عدم الإكتراث ببعضها هو خطأ كبير لا يجوز أن نستمر فيه، صحيح قد تكون هناك - ربما- مرئيات لدى القيادة السياسية غير مرئياتنا (نحن لاندركها ولا نفهما)، لكن ما نفهمه ان هذه مشاكل أصبحت تؤرق المجتمع والدولة على حد سواء ولابد من معالجتها ، فكيف تحافظ على الوحدة – مثلا- كمنجز وطني تاريخي هام؟ فالمحافظة عليها ليس بالشعارات وليس بالكلام، وإنما بتحقيق عدالة وتنمية شاملة ، واستيعاب الناس كل الناس.

- ختاماً ، باعتبارك سفير سابق ما تقييمك للعلاقات الخارجية لبلادنا؟

* البعثات الدبلوماسية هي عبارة عن هياكل وظيفية لا يستفاد منها، ولذلك أنا أرى بأنه لا بد من إعادة النظر في تقييم أداء هذه البعثات وفقا لمنظور أمن قومي - ليس بالمفهوم البسيط الذي يفهمه الناس اليوم كملاحقة الشرفاء وغيرهم- وإنما أمن قومي يعنى بحماية السيادة الوطنية وإحداث شراكة تنموية مع الآخر.

المصدر : صحيفة العاصمة
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)