shopify site analytics
التحديات والفرص في ندوة علمية بجامعة ذمار - النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي النصر للرئيس السيسي - الهجوم الصاروخي لكتائب القسام “المدمر” - السيول تغلق مدارس في محافظة شبوة وسط مطالبات بالحماية - مقتل المقاتل اليمني في صفوف الجيش الروسي في معارك الشرف ضد العصابات الأوكرانية - افتتاح سوق الخمسين المركزي - جامعة سباء تحصل على شهادة الاعتماد الأكاديمي البرامجي الكامل - ثورات طلابية ضد حكومات دولهم بوقف الحرب في غزة،، - محافظ إب يكرم قيادة الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي - الموقع بين الواقع والمُتوَقِّع -
ابحث عن:



الجمعة, 25-مايو-2012
صنعاء نيوز -  واجهة منزلي والبوابة تطل على ساحة المستشفى العسكري بصنعاء ,كانت الساحة مزدحمة بأهالي ضحايا شهداء و جرحى جريمة التفجير في ميدان السبعين منذ الصباح . صنعاء نيوز/نبيل حيدر -


* واجهة منزلي والبوابة تطل على ساحة المستشفى العسكري بصنعاء ,كانت الساحة مزدحمة بأهالي ضحايا شهداء و جرحى جريمة التفجير في ميدان السبعين منذ الصباح .
بعد صلاة العشاء خرجت بقصد التواصل معهم إن سنحت الفرصة لكني وبمجرد أن فتحت الباب و خرجت وقف أغلب القاعدين المستندين بظهورهم إلى جدار منزلي . واتجه نحوي رجل ستيني العمر غزا الشيب شعر رأسه و الوقار باد عليه , وبنوع من الارتباك الممزوج بالخجل باشرني بالقول : المعذرة يا ابني تحملنا وتحمل جلوسنا بجانب جدار منزلك فابني أحد الجنود وهو في الثلاجة الآن و……...
* لم أسمع بقية كلامه فقد أحسست بالدنيا تدور بي وشعرت بغصة شديدة في حلقي . بعدها اقتربت منه وفوجئ بي أقبل جبينه وأنا أتمتم بكلمات مختلطة مفادها أنتم على الرأس وعلى العين ثم ترحمت على شهيدهم وعدت أدراجي إلى داخل المنزل .
كان الحزن يقتله بوضوح لكنه كان صابراً محتسباً و مع ذلك كانت لديه قدرة على الاعتذار الذي كنت غير منتظر له وآلمني بشكل لم أتوقعه ولم يقصده هو .
رحم الله الشهداء وشفى الجرحى وعصم قلوب أهاليهم ومحبيهم وقلوبنا بالصبر .
* تلك كانت مشاعر إسماعيل سلامة صاغها في منشور فيسبووكي فيه ما فيه من الحزن المحتقن بالصدمة . إسماعيل أطلق ما بداخله وما بداخل بشر كثيف لا يستطيع الحيد عن طبيعته الإنسانية السوية الرافضة للقتل العبثي مهما كان الحصان الحامل له يرمح بالتبريرات . ما جعلني أنقل كلمات إسماعيل بقائي جامد الأحاسيس منذ اللحظة الأولى لمعرفتي بخبر الحادثة رغم عبارات الغضب و الفجيعة التي أطلقها العديد و لم تهزني إلا كلمات ذاك الأب المفجوع في ولده بأدبها الجم . حينها بدأت مشاهدة ذهنية لبقية المفجوعين و الاستفاقة على المأساة .
* قبل ذلك كنت قد شكوت إلى وكيع نفسي سوء برود مشاعري و لا أدري لماذا كانت هامدة .. هل السبب في أنه ليس نزيف الدم الأول ؟.. ربما . هل السبب في فكرة أن الإنسان عندنا و حرمة دمه لا قيمة لها ؟.. ربما . هل السبب في أن مصاص الدماء لا يزال يسكن في أنياب كثيرة تسرح و تمرح في طول البلاد و عرضها و تحت مسميات و اشتهاءات متنوعة ؟ .. أيضاً ربما .
* كل الاحتمالات واردة و كلها صفيح ساخن طالما بقيت حدودنا مراتع مفتوحة للرائح و الغادي , و طالما بقي التنفذ سلطاناً متوجاً بالمال الخرافي و السلاح و الأتباع و ألعاب السياسة القذرة .لسنا شيئاً و سنبقى لا شيء و سنزداد وبالاً بهبوط الأخلاق و القيم الإنسانية مع كل وقائع قتل تعلو بخطها البياني و باستمرار القتل و استمرائه . و عندما نفقد الاتزان الإنساني و الأخلاقي في التعامل مع سفك الدم يصبح التحريض على القتل مجرد عابر سبيل نكتفي بالتلويح له فيما يعمل هو عمله في قيمنا و قدرتنا على التمسك بأدوات السلم الاجتماعي والأمن الأخلاقي و الحيواتي .
* مع الدم لا يمكن أن نكون أمام مفترق طرق حيث لا طريق إلاّ طريقا واحدا,
وليس من اليوم فقط فالتاريخ القريب قبل البعيد أثبت لنا أن هتك الأرواح و التلاعب بها و تحريك تروس التأجيج عليها لا ينتج عنه سوى مزيد و مزيد من الهتك , كما أن ترك حبل المجرم مطلقاً على الغارب و خاضعاً للكر و الفر و للكيد السياسي أو الأيديولوجي ليس إلا منازلات مفرغة من الفاعلية.
نحتاج إلى الصرامة لمرة واحدة في حياتنا على الأقل , و نحتاج إلى تقديس دم الإنسان أيضاً على الأقل مرة واحدة في الحياة . فهل نفعل أم نستمر في الترديد البائس : ليتني لم أخرج .. إلى الحياة ؟؟.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)