shopify site analytics
محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ - بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل نتنياهو - " بالأدلة".. فوائد ممارسة العادة السرية للرجال! - سيف المنشطات مسلط على عنق الصين - جامعة الدول العربية تتدخل في تشكيل الحكومة في ليبيا - شحنات المبيدات كحرب إبادة لليمنيين وكقضية وطنية ؟! - الإفراط في استخدام المبيدات وسوء استخدامها في ورشة عمل بذمار - 200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل - المملكة المغربية..أفول مغرب القرن التاسع عشر وبزوغ فجر عهد جديد!! -
ابحث عن:



الأحد, 27-مايو-2012
صنعاء نيوز - 
تعرفت على الزخم سيد "الجعالات " بامتياز في نهاية السبعينيات من القرن المنصرم ..وهي شيكولاتة سائلة في قالب بلاستيكي صغير مزود بملعقة صغيرة.. وظهرت تسمية هذه الجعالة صنعاء نيوز/أروى عثمان -


تعرفت على الزخم سيد "الجعالات " بامتياز في نهاية السبعينيات من القرن المنصرم ..وهي شيكولاتة سائلة في قالب بلاستيكي صغير مزود بملعقة صغيرة.. وظهرت تسمية هذه الجعالة حسب اعتقادي بعد الأغنية الشهيرة " وازخم" التي غناها الفنان الكبير أيوب طارش، وكلمات الشاعر الرائع عثمان أبو ماهر المخلافي، أثناء حملة التشجير في عهد الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي في منتصف السبعينيات.
تَزخمتُ في يفاعتي حتى شبعت ، كان كل مصروفي يذهب في دكانة عمي "علي الحجري " وعم " بُريقة " ومقصف المدرسة لشراء هذه الجعالة السحرية.
ومن وحي الأغنية الشائعة سمعت كلمة زخم تتردد بأنغام وإيقاعات المارة من الرجال خصوصاً الشباب والعمال وتحديداً عمال المطاعم والبناء عند مرور النساء ، كانت تلك موضة فن المغازلات، فما أن تمشي امرأة إلا وتحيطها البسبسة، والهسهسة وأحياناً بالصوت العالي " وازخم واسمر حالي حالي خطر ".
ما لم أنسه بعقلي الصغير " المُنعنع " بالزخم ، كان زخم الكرنفالات الصغيرة في شارعنا و"سوق الصميل" عند مرور موكب الفنانين/ات الجوالين بطبولهم ومرافعهم وملابسهم الزاهية، وباقات المشاقر الزكية ، ونسائهم الجميلات اللابسات للزنن المشجرة والملونة، والمكياج الصارخ والمقارم المتللة اللامعة .. وكنت أرى الناس يتحلقون مسرورين يصفقون ويغنون ويرقصون وهم يرددون " لما رأيتك وازخم بمكف تغرس شجر " ..الخ و" وادقيق وارشيق آه واغالي "و" أفديك أنا وامحنى ".
أنه عالم آل"زخم" حيث السحر والطعم المُسكّر، الذي لم ينتشر سحره فقط في المدينة بل ووصل وهجه إلى القرى ومدن الحديدة وربما مدن أخرى، فأصبحت ثقافة "زخم" ليست مقصورة فقط على فنون الغزل المصحوب بالغمزات ورفع شعر مقدمة الرأس المنسدلة أيام "الخنفسة " (موضة الغزل آنذاك)، بل صحبتها تسميات لسلع جديدة ظهرت آنذاك مرتبطة بالاسم فكانت أنواع الأقمشة تحمل مسمى "زخم" من الدروع والزنن، والمصرات والمقارم، حتى العطور حملت نفس الماركة وأصبحت النساء يتنافسن على شراء أي شيء ممهورً باسم "زخم" بل ويقتنينها بأغلى الأثمان, أتذكر نساء قريتي ، خصوصاً العرائس اللواتي يأتين إلى المدينة للتجهيز، فأهم مكونات جهازهن كان تلك الملابس والأدوات بماركة " وازخم ويظل جهازها ناقصاً إذا لم تستكمله بملابس وأدوات "وازخم".

وكنا حامدين الله وشاكرين فضله على زخمنا الغني المرتبط بالفن والجمال.. والشيكولاتة من: ملبس ولون وشجرة،وضحك، وسلى ووو..الخ، إنه زخم تعز عندما لبست حلتها الخضراء في التشجير في العهد الزاهي المرتبط بالرئيس الحمدي، مع الخضرة والجمال والبهو أورقت نفوسنا وأزهرت.
***
ذات أيام لم نحسب عدها وماكنهها، حضرت حصص "الميثاق الوطني" المقررة على سكان اليمن بإنسهم وجِنَّهم، وفي حضوره تغير معنى ووظيفة "الزخم " من معاني الجمال والمغازلة والشيكولاتة والخضرة .. لتصهر وتكرع لمنجزات الصالح الخارقة, بعدها ضاع طعم الزخم بالرغم من أنه كان يخبزها في الخطاب ألف ألف مرة.
كان الزخم الديمقراطي هو أحد كوارث عهد الحكومة السعيدة المنفلشة وبالرغم من تكاثر أنواع الزخم في كل المحلات والباعة المتجولين لكن بلا شيكولاتة ،بلا طعم ، بلا زنة ولا مصر، بلا "بالله عليك وازخم لملم لي أشواقي "جف حضن" زرع أممحبة شجر بكره نتلاقى أمشجر بين أمشجر" وضاع طعم الزخم جراء تدافع سيل المنجزات، المعمدة بفتاوى التحذير وعدم الاقتراب أو لمس أو طعم أي زخم، مالم يعمد بختم ممالك المشائخ والدعاة القبيلة والقيامة وكُرع لنا البديل "الزخم الإسلامي" برائحة البترول.
***
بعد ذلك شهدت اليمن أهم انجاز إنساني هي الوحدة ،لكن سرعان ما صهرت بالزخم فضاعا معاً، لتنجب المنجز الزخم الكارثي: حرب الردة والانفصال التي كان النظام يعدها من أهم انجازات عصر الزخم اليمني الناسف لكل ورقة مخضرة، زخم يزخ غيثه الأسود علينا فيبهتنا، ويستغبينا، لينبت لنا في اليوم الواحد ألف سبلة وسبلة.
***
المدرسة منجز كارثي آخر، لم يكن بمنأى من زخم السلطان، حيث جرى ضخ الزخم في المناهج المدرسية، ليغرق الطلاب بدوخة زخم الإعجاز العلمي في القرآن وبالشمع الوهابي الأحمر، فتشمع العقل والروح، ليغلق المعمل بشمع الزخم، وكذلك الطابور، والفن والمسرح، وحصة الرياضة والفنون وو..فكانت ومازالت مقصلة الزخم التعليمي تشتغل حتى قذفت بملايين زخم الألغام والأحزمة الناسفة بما يسمى طلاب وطالبات لشارع وكهوف الجهاد لقتال الكل ضد الكل.
***
الرائحة المُزخمة، تصهر اليمن أرضاً وإنساناً عنوان الخراب الممتد، ويقال والعهدة على الراوي أن جن اليمن جرى ملاحقتهم بالزخم، وتجريعهم إياه، فأصبحوا كائنات ممسوخة ليسوا بالجن ولا بالأنس، مخلوقات عجيبة, فترى الكلب تحول دجاجة، والدجاجة قملة، والأسد حبة بلسن/عدس: انه عداد زخم المراحل الانتقالية.
***
عندما تناهى إلى مسامع "حماة الجربة/المزرعة " بأن اليمن مقبرة الزخم، شحذت القبائل بمشائخها وعكفتها وفقهائها، حيث شربت وتشربت بمشروب الطاقة " زخم المرحلة "فسمنت وتصلبت واستشرست وبدأت الدولة/ المزرعة، فحرثت وصربت وخزنت في المدافن: الحبوب والمطر والناس، وهكذا فعلت بثورة الشباب حطوا زخم بركاتهم وبركوا بركة "شخعسكر"واحد (شيخ+عسكري)، وتوسدوا بقوة الغلبة وهاهم يتجشأون زخمهم في وجوهنا ويقذوفون حممهم من الزعيق والنفير: فلا نسمع إلا عن الزخم الثوري، الطفرة الزخمية، والزخم" السلمي المسلح "زخم التبرعات والشهداء والجرحى، زخم الحراك، والحوثية، والهيكلة والهيكلة المضادة، وزخم الأنصار من الله وشريعة، وحق، ورحمن " السعودة "و"القطرنة" و"الأيرنة"، و"الأمركة " وووو كلها لتواصل دق العرق المنهك بثورات الزخم والزخم المضاد.
***
وأخيراً رأينا مسيرة(طيسي ..فيسي) لاستعادة الزخم الثوري في شوارع صنعاء، هادرة هائجة، سائحة في شوارع صنعاء، نفس خطاب الزخم التعبوي ..زخم المنصة الثورية .. قلت طيب فين كان الزخم هارب؟ وأين أعتقل ليفك أسره وتستعاد حريته؟ ومن سرق الزخم الثوري حتى تستعيده مسيرات عكفة المنصة وحماتها؟
وكما عرفنا زخمهم في دقيق ثورتهم .. فمتى ما أرادوا أن يحبسوه في غمد جنبية وشص التثوير فعلوا، ومتى ما أرادوا أن يفكوه، أطلقوه مثل جن أحمد ياجناه تبعاً لبوصلة ومعادلة ومزاد "كلما زدنا شهيد "و" ثورة نحو القصر الجمهوري"و" الهيكلة قبل الحوار والعكس".
***
باسم زخمي الزاهي الحضور والذاكرة الحاضرة، زخمي الذي سرق وفقدته في ليل حاطب وحاصب، كيف أستعيد ذاك الحضور والصخب الجميل من فك زخم العائلة/المزرعة وتناسلها؟ ذاكرة مفتوحة على ألوان الزخم: إيقاع الحياة المعاصرة، زخم الحداثة...
فكيف تشوفوووووووا؟
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)