shopify site analytics
الموقع بين الواقع والمُتوَقِّع - إغلاق مستشفى خاص بذمار لمخالفاته الجسيمة - قرار باغلاق مكاتب “الجزيرة” في اسرائيل - 1.2 مليار ريال تصرفها مأرب بشكل يومي على كهرباء عدن دون ان يرى المواطن النور - تحذير: التلوث الاجتماعي يهدد بتدمير النسيج الاجتماعي - هجرة الأدمغة من الدول النامية نحو الدول المتقدمة - القدوة يكتب: اليوم العالمي لحرية الصحافة واغتيال الحقيقة الفلسطينية - ما وراء تراجع شعبية المجلس الانتقالي في الجنوب؟! (تقرير صادم) - انهض يا رجل في سطور - ملكة جمال المحجبات 2019 دنيا الخلداوي تفتتح الفرع الخامس ل مركز التخسيس الخلداوي -
ابحث عن:



الثلاثاء, 29-مايو-2012
صنعاء نيوز - ما يحدث في اليمن شيء مرعب، جرائم قتل بالجملة، تمر وتتلاشى دون أن يُعرف مرتكبوها.. صنعاء نيوز/ بقلم : د/ سعاد سالم السبع[1] -


ما يحدث في اليمن شيء مرعب، جرائم قتل بالجملة، تمر وتتلاشى دون أن يُعرف مرتكبوها.. شباب في عمر الزهور يفجرون أنفسهم ليقتلوا أكبر قدر من البشر دون أن يعرف الشباب الأسباب الحقيقية لذهابهم إلى الموت، أو يعرف الآباء والأمهات ماذا يفعلون لحماية أبنائهم...
الواقع يشير في كل الأحداث التي حدثت أن الشعب وحده هو المستهدف بالفجائع، وهو الذي يُتعمد تجهيله، وإخفاء الحقائق عنه..يقتلون أبناءنا وإخواننا وآباءنا ثم يتركون الحقيقة ذبيحة في أيدي الإعلاميين كل جهة تتكهن الحقيقة بحسب اتجاهها السياسي وبحسب أمزجة أصحابها، أصبحت دماؤنا مادة دسمة للسبق الإعلامي، يصورون جثثنا وسيل دمائنا، ولا يظهرون لنا حقيقة كيف تناثرت أجسادنا؟ وكيف سالت دماؤنا؟ ومن المسئول؟..
من يصنع الموت في اليمن؟؟!! الشعب يريد أن يعرف الحقيقة ليستعد للمواجهة على بينة، ليضع خطة لحماية أبائه من الإرهاب... إخفاء حقيقة ما يجري أفقد الجمع القدرة على التعايش، وأصبح كل واحد منا يعيش الرعب الحقيقي من أن يصبح صناع الموت مختبئين في ملابس أطفاله..
الجميع فقد الرغبة في التركيز على الوجوه، الكل يمشي في أي مكان محدقا في الصدور والظهور، مرعوبا من أي بروز فيهما، فقد أصبحنا نظن كل انتفاخ نشاهده في أي جسم متفجرات جاهزة لاختراق أجسادنا ، حتى وإن كان الانتفاخ مرضا مزمنا لدى صاحبه... لم نعد نفرق بين القنابل والأورام .. الحالة خطيرة جدا في اليمن بسبب إخفاء حقيقة ما يحدث..
جرائم كبرى حدثت خلال فترة عامين؛ ولم يجد الشعب أي معلومة صحيحة معلنة حولها، كلما يسمعه الشعب عما حدث تكهنات وتوقعات وتهم متناقضة هنا وهناك توجه حسب الدوافع السياسية من جهات متعددة، نسمع عن ملفات أتلفت وملفات أخفيت وملفات في طريقها للضياع، لا نعلم ما يدور حول جرائم الإرهاب في بلادنا، ولا يعلم الحقيقة إلا الله والذين لديهم ملفات الجرائم..من يصنع الموت في بلادنا ؟؟ أخبرونا بصدق حتى نستعيد توازننا..
لا نستطيع أن نسكت قبل أن نعرف الحقيقة؛ سقط الشباب في جمعة الكرامة بعد صلاة الجمعة، وسقط المصلون في جامع النهدين وهم يؤدون صلاة الجمعة، وسقط الجنود في السبعين وهم ينتظرون عيد الوحدة، وسقط غيرهم كثير من الأبرياء في الجنوب وفي الشمال فرادى وجماعات دون أن نعرف حقيقة ما يحدث!! لماذا لا تريدون أن يعرف الشعب الحقيقة؟!! ألا تعلمون أنها دماؤه التي سالت وتسيل؟!! من يصنع الموت في اليمن؟!! حددوا لنا... وضحوا لنا ...نريد أن نجد عدوا واحدا نحذر منه، جهة واحدة نكرهها، قاتلا واحدا نتكاتف ضده..!! لا تدعونا هكذا مرعوبين مرتبكين مذعورين من كل من يتحرك بجوارنا!! لا تدعونا نكره كل الأحياء حتى حياتنا نفسها، لا تدعونا نشك في أنفسنا!! لا تدفعوا الشعب للانتقام المجنون ..
ما شعوركم عندما ترون أما و أبا في السبعين من عمرهما يفقدان ثلاثة من أبنائهما في جريمة السبعين؟!! ماذا يمكن أن تقولوا لشباب لا يزال يحتضر في غرف العناية المركزة من جراء هذا الحادث الأثيم؟ !! ماذا يمكن أن تقدموا لأم مكلومة بفقدان فلذة كبدها الأول ولا تزال متماسكة من أجل الثاني، تتحسس جسده الجريح لترى إن كانت بقايا حياة تدب فيه ؟!! ماذا يمكن أن تقولوا لأطفال الشهداء الذين ينتظرون رجوع آبائهم لأنهم لا يعرفون بعد أن العودة من الموت مستحيلة؟!! ماذا يمكن أن تقدموا لفتيات أعددن فساتين أعراسهن للارتباط بأزواجهن، فشاهدن الأزواج المنتظرين قطعا من اللحم المتناثر على طول ميدان السبعين؟!! ماذا يمكن أن تقولوا لقائمة طويلة من المعاقين الذين ينتظرهم الوطن من جراء هذه الحوادث الإرهابية ؟!! وكيف لمجتمع الإيمان والحكمة أن يسمح لجزء خبيث فيه أن يفسد رأسه وقلبه دون أن يبتره ؟ !! أخبرونا من يصنع الموت في يمننا؟ وسنكفيكم عناءهم في فترة قياسية...
إخفاء الحقيقة عن الشعب لن يؤدي إلا إلى المزيد من العمليات الإرهابية..لا تدفعوا الشعب للجنون ولتصديق خياله، فقد صار كثير من الناس يظنون أن من يصنع الموت هم من يتولون إخفاء المعلومات الحقيقية عن الشعب..من الذي يصنع الموت في يمننا ؟؟؟ سؤال صداه يتردد في كل أنحاء البيوت ويمنع النوم عن عيوننا...أخبرونا -هداكم الله – لتهدأ نارنا..

[1] - أستاذ المناهج وطرائق التدريس المشارك بكلية التربية –جامعة صنعاء –
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)