صنعاء نيوز/بقلم/عبدالكريم الرازحي -
نحن اليمنيين جميعنا قتلة بامتياز. والمهنة الوحيدة التي نجيدها هي مهنة القتل والقتل الآخر .
والواحد منا إن لم يكن أبوه أو جده قد قتل فهو مشروع قاتل.
ذلك لأن القتل مهنة نتوارثهاأباً عن جد ونورّثها لأولادنا وأحفادنا من بعدنا .
لكن للقتل أشكالا ً وصورا ً متعددة ومتدرجة.
ومن لم يوفق منا في قتل النفس التي حرم الله قتلها يعوّض عن ذلك بقتل أي شيء يقدر عليه. واليمني الذي يبدأ يتعلم ألف باء القتل بقتل العصافير والطيور وهو طفل ينتهي بقتل كل شيء.
وقد قتل اليمنيون أكثر من فرصة للتقدم والتطور والبناء .
قتلوا الثورة والجمهورية وقتلوا الوحدة, قتلوا الزراعة وقتلوا التنمية وقتلوا السياحة وقتلوا الاقتصاد وقتلوا العملة وقتلوا كل طموح وكل أمل في التقدم.
وباسم الثورة ,باسم الجمهورية , باسم الاشتراكية, باسم الديمقراطية ,باسم الوحدة , باسم الشرعية , باسم الشريعة وباسم الأحزاب القبيلة الطائفية الدين والمذهب .
راح اليمنييون يتنافسون في قتل بعضهم البعض وفي قتل أنفسهم وإمكانياتهم وقدراتهم وفي قتل وتدمير وطنهم بأشكال وصور مختلفة ومتعددة.
كلٌّ يقتل بحسب قدرته ويقتل كل شيء وقع تحت يده وتحت مسؤوليته .
هذا مسؤول يتسلم مشروعاً ناجحاً وإذبه يقتل المشروعَ ويُجْهِزُ عليه.
آخر صحفي يصدّع رأسك بالحديث عن حرية الصحافة وبمجرد أنه يستلم رئاسة تحرير صحيفة تكون الحرية أول ضحاياه . ثالث مثقف يدوّخ بك لكثرة كلامه عن التنوير وبمجرد أن يُلوّحَ لهُ أحدهم بفخذ خروف أو ببقايا كرسي إذبه يقتلُ ضميره ويقوم بدور التزوير. رابع يقتل حلماً أو يقتل موهبة ,أملا ً, طموحا ً,خامس يقتل شجرة , كلباً أو قطة يدهسها بسيارته على الطريق ويمضي مبتعداً ومبتهجاً كونه أصبح واحداً من القتلة الذين يُشار إليهم بالبنان .
ومع أن القاسم المشترك بين اليمنيين القتلة هو الإنكار .. كلٌّ ينكر أنه قتل أو شارك في جريمة القتل، ويلقي بالتهمة على الآخر،إلا أن الحقيقة هي أننا جميعاً شركاء في جريمة قتل الوطن.