صنعاء نيوز/عبدالرحمن بجَّاش - -
قلت في عمود سابق إن المطار بسيارات الأجرة وضابط الجوازات والمظهر العام أول عنوان يستقبل الزائر والضيف، ولا زلت عند رأيي، صديق أرسل لي رسالة بعد أن قرأ ما كتبت، رسالته تقول : كنت اليوم في المطار للاستقبال، وعند وصول الإماراتية رأيت ازدحاماً كثيفاً عند التفتيش وسمعت كلاماً وتذمراً مخجلين!! وسألت الجمارك عن الأسباب أو السبب؟ فقالوا إن جهاز التفتيش يتعطل عند انطفاء الكهرباء، وأنهم يطالبون بخازن منذ فترة دون مجيب...
ليس ذلك وغيره بالغريب علينا، فقد عُودنا وتعودنا على الإهمال والتعايش معه، ونهدر إمكانات قائمة وكبيرة ونظل نبحث عن الإمكانات من حولنا ونحن لها مهملون، ولن أسأل هنا : ما السر؟ مثلما سألت أمس الأول عن سر تلك الشعوب، فرد صاحبي : السر يكمن في احتلال العجول أمكنة أصحاب العقول، فالسر هنا يتمثل في تخلف الإدارة، وغرض يعقوب، فسوء الإدارة يطل من كل زاوية، ولكي نتجاوز الأمر لا بد من شجاعة تذهب بنا إلى إعلان فشلنا في الإدارة ونعلن البلاد منطقة كوارث إدارية، ليهبّ العالم لمساعدتنا إدارياً.
أُقسم باللَّه الذي رفع السماء بلا عمد أن الإمكانيات في هذا البلد تكفي لتغطية كل ما يحتاجه لو أحسن إدارتها، وليس عيباً أبداً أن نعترف بسوء إدارة أحرقت الأخضر واليابس، ولا حساب ولا ثواب ولا عقاب ولا تخطيط، وهنا السر الأزلي، «يصنف» المسؤول لأنه بحاجة إلى تلميع، ومن مقيله يخرج بمشروع تتبيّنه خلال أشهر، بعد صرف ملايين، هياكل عظمية تحكي تخلفنا، وبدلاً من أن تأتي المشاريع من إدارات التخطيط، تأتي من المقايل!! والأمثلة من حولنا صارخة وكبيرة، بل ومخجلة لأصحابها، وهم في قرارة أنفسهم يدركون ذلك، المصيبة أن لا أحد يحاسب!!
الآن بعد هذا إذا قُرئ بالصدفة من مسؤول فلن يتغير الأمر، لسبب واحد أن المسؤولين لن يشتروا ذلك الخازن اللعين إلاَّ مع أعياد الثورة، لكي نظل نحتفل به تحت قيادته ورعايته، وانتظروا، على أنني أقول : لماذا نؤذّن في مالطا طوال الوقت؟ لأن النائب العام، الذي هو ممثل الشعب، لا يعتبر ما نكتب بلاغات عامة لا بد أن يحقق فيها، أما «لجنة الفساد» - كما يسمّيها الناس - فلا يعنيها الأمر، ولا أدري ما هو الفساد في نظرها، فإذا كان الإهمال ليس فساداً فماذا نسمّيه؟! ولصاحبي : سأعتبرك مندوبي، واذهب بعد هذا وانظر لن تجد أحداً قد اهتزت له شَعَرَةٌ للأسباب إياها!!