shopify site analytics
مفاعل ديمونا تعرض لإصابة - شاهد تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في محافظة أصفهان الإيرانية - أمريكا تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار جزائري بعضوية فلسطين - إسرائيل شنت قبل قليل قصف صاروخي على إيران - منيغ يكتب: اصفهان دون داعي للاطمئنان - هل ستفعلها الأمم المتحدة، رسالة إلى الأمين العام. - منيغ يكتب: انتقام إيران يتوقف عن الدوران - تعرّف على 5 شخصيات أميركية بارزة من أصل عربي - إسرائيل لا تمتلك الأسلحة المناسبة لمهاجمة الأراضي الإيرانية - مناقشة الاستعدادات لتدشين الدورات الصيفية بمحافظة ذمار -
ابحث عن:



السبت, 23-يونيو-2012
صنعاء نيوز - فائز سالم بن عمرو‮ صنعاء نيوز/فائز سالم بن عمرو‮ -


حينما ثار الإمام العادل عمر بن الخطاب رضي‮ ‬الله عنه،‮ ‬ورفض ان‮ ‬يدفع الأموال إلى القبائل العربية المؤلفة قلوبهم؛ ليؤسس لدولة مدنية حديثة تستمد شرعيتها وقوتها من الاحتكام للقانون ويسودها العدالة والمواطنة المتساوية،‮ ‬دولة مدنية تجفف ثقافة العطايا والهبات‮. ‬يرد أمير المؤمنين العادل على المغرضين الذين رفعوا راية الدين والنص القرآني‮ «‬إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم‮.. «‬بقوله‮: ‬من أراد العطاء فليسجل بديوان الجند،‮ ‬وإنما أعطى النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم؛ لأن الإسلام كان ضعيفا ويتألف قلوب الناس‮.‬
تدفقت الأموال على‮ ‬اليمن لتصير هذه الأموال المسمومة كعبة زائفة أقامها بقايا أبرهة ليتعبدو حولها ويمارسوا طقوس المكاء والتصدية اقتداء بالجاهلية الأولى‮ ‬،‮ ‬ويحوّلون المحبة والرقة والحكمة في‮ ‬قلوب اليمنيين إلى العداوة والبغضاء‮ ‬،‮ ‬وينشرون ثقافة الأحقاد والشتم‮ . ‬بعد أربعة عشر قرنا من ظهور دين التسامح والرحمة تعود ثقافة المؤلفة قلوبهم من المال القطري‮ ‬الخليجي‮ ‬،‮ ‬وتشتغل لغة الأرقام وتزداد الحوالات المالية استعارا‮ ‬،‮ ‬ليتبع المال الأحمر تزايد في‮ ‬الهيئات والمجالس والمنظمات والأحزاب والتكتلات‮ . ‬فكل هذه المجموعات المؤلفة قلوبهم‮ ‬يرفعون شعار‮ « ‬اليمن أولا وحضرموت أولا والحرية أولا والديمقراطية أولا‮ « ‬،‮ ‬ويتاجرون بدماء اليمنيين وآلامهم وآناتهم بضاعة رخيصة في‮ ‬دكاكين المانحين ومراكز الاستخبارات ومجالس الهيمنة‮ ‬،‮ ‬ويتم المزاد بشكل بسيط مَن‮ ‬يدفع أكثر‮ ‬يحصل على تدخل وتذلل اكبر وعبودية مطلقة حسب العملة التي‮ ‬يدفع بها‮ .‬
المجالس الموقرة والمتكاثرة كالفطر التي‮ ‬فاقت في‮ ‬تعدادها سكان اليمن كلها تدعي‮ ‬العصمة‮ ‬،‮ ‬وتحلف بشرفها وتتلبس بالتغيير‮ ‬،‮ ‬وتزايد في‮ ‬نخاسة النزاهة والشفافية‮ ‬،‮ ‬وتطبق وتتبع قاعدة معروفة‮ « ‬قوي‮ ‬لسانك‮ ... ‬وادعي‮ ‬واكذب‮ « ‬،‮ ‬فالمغفلون بالجملة وتجار المواقف ومرتادي‮ ‬المنصات ومتتبعي‮ ‬العزائم والبوفيات كُثُر‮ . ‬والحمد لله هم في‮ ‬ازدياد لا نقصان‮ . ‬
هذه المجالس والهيئات لم تمارس الديمقراطية إلا خطابا وزيفا‮ ‬،‮ ‬فيكفي‮ ‬ان تحضر دعوة لهذه المجالس الموقرة لتجد الأوراق جاهزة والأهداف مرسومة والخطط قائمة واللجان معدة ومتوافق عليها‮ ‬،‮ ‬وما على الجميع إلا التصفيق الحار بعد تلاوة البيان الختامي‮ ‬،‮ ‬وينفض الاجتماع ليقال بعده‮ « ‬سعيكم مشكور‮ « . ‬أي‮ ‬شفافية أو نزاهة أو ريح مصداقية تملكها هذه التكتلات والمجالس‮ ‬،‮ ‬وأنت ترى أصناما مسمرة على المنصات من مدمني‮ ‬المواقف ومتصيدي‮ ‬الظهور وكثيري‮ ‬البلبلة والزعيق‮ . ‬يحلفون الإيمان المغلظة بأنهم‮ ‬يبذلون دماءهم وربما دموعهم من اجل الشباب‮ ‬،‮ ‬وإذا راجعت الرئاسات واللجان‮ ‬،‮ ‬فلن تجد حتى بالغلط شابا مركوزا أو معدودا في‮ ‬قوام هيئتها الإدارية والتنفيذية‮ ‬،‮ ‬إلا إذا كان هذا الشاب عمره تجاوز الخمسين ربيعا‮ ‬،‮ ‬كما قالت إحدى المفكرات الطريفات‮ ! . ‬
ولنتجاوز نظرية المؤامرة ولنسأل عن مصدر تمويل هذه الجهات وخاصة وإنها تنعقد في‮ ‬فنادق فخمة مصحوبة بحملة تطبيل وتزمير من وسائل إعلام ومن بياعي‮ ‬الكلمة ومنتهزي‮ ‬المواقف‮ ‬،‮ ‬ويرافق هذه الجوقات الفندقية مالذ وطاب من الطعام والشراب‮ ‬،‮ ‬وحق القات وحق بن علوان وحق القائمين عليها‮ ‬،‮ ‬فالجواب سهل‮ : ‬ألا تؤمن بالله الرازق أيها الجاحد الحاسد ؟‮! ‬،‮ ‬فإذا ألحيت في‮ ‬السؤال والكلاحة لأتاك الجواب القاطع‮ : ‬من أهل الخير والرحمة ؟‮! ‬؟،‮ ‬سبحان الله‮ ‬،‮ ‬فجأة انقلب أهل الخير‮ ‬يتبارون في‮ ‬دعم المجالس والهيئات‮ ‬،‮ ‬وجواب هذه المغالطة سهل أيضا‮ : ‬اليمن كما تفيد التقارير تعاني‮ ‬من الجوع‮ ‬،‮ ‬وليس من نقص المجالس والهيئات‮ . ‬والأمر الآخر‮ ‬،‮ ‬لماذا بعد انعقاد أي‮ ‬مجلس تجد القائمين عليه‮ ‬،‮ ‬يقومون بعمرة موسمية‮ . ‬فهل‮ ‬يوجد نص شرعي‮ ‬يوجب العمرة بعد انعقاد أي‮ ‬مجلس ؟‮! . ‬قبل ان اختم مقالتي‮ ‬يوجب عليّ‮ ‬الإنصاف ان اذكر بعض محاسن هذه المجالس التي‮ ‬أحيت سنة قرآنية قديمة ألا وهي‮ ‬المؤلفة قلوبهم وجيوبهم‮ ‬،‮ ‬ولهذا وجب التنبه‮ . ‬ولله في‮ ‬خلقه شؤون‮ . ‬

[email protected]
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)