مدير معهد صناع القرار للأسرة:

 قال لي دكتور في الجامعة (ستفشل في حياتك ياحذيفة) قلت له صدقني ستفتخر انك درستني يوما ما      

·       من ينظر بعين الذبابة ويحمل والديه ومجتمعة سبب اخفاقه فهو فاشل

·       ابتعد عن اللوم والمقارنة وتعامل مع المصاعب بذكاء

·       إذا قلت لعقلك الباطن (أنا ناجح) قال لك صحيح وان قلت (أنا فاشل ) قال صحيح ...فأيهما ستختار ؟

·       الثقة بالنفس أن تعمل ما تريد في الوقت الذي تريد بالطريقة التي تريدها

لقاء/ سامية صالح

في يوم ليس كأيام الأسبوع ...بتاريخ منتهي الصلاحية ..جلست برفقة غربتي منكفئا على ذاتي والحزن ينبت من حدقات عيني الغارقة وسط أمواج متلاطمة من التساؤلات التي تجلدني بسياطها ...لماذا يصادقني الفشل ؟؟ أمحكوم علي بالعيش بين أشباه البشر ؟؟...هل من مفر ؟؟؟ هل يفترض بي ان أغير نواميس أسراري وملامح خلقتي لأصير منهم ؟؟!!! أنا لست ذئبا ...أنا ...أنا...أنا قلب لم يجرب إنسانيته ...أنا عقل مع وقف التنفيذ ...جسد يتلاشى...هذا باختصار وجع حقيقتي)

                                     التوقيع/ كائن من طين

.......................................................................................................................................... وتمر الأيام

في يوم مازال للحلم فيه متسع ....بتاريخ اللحظة .... بعد أن أجهضت أحلامي وبالغت بتزيين القيد حول عنقي ...امتدت لي يد فتية ما احسبها إلا قدرا وسببا من الله بعد أن كدت اقنط من رحمته ....شاب يصغرني بكثير ما أن أومأت له بمساعدتي حتى اخترق

حواجزي وتسلل إلى دهاليز عقلي وأوغل في مساحات مظلمة فأشعل شمعة هناااااااك في ذلك المكان المقفر بداخلي ...فتسرب دفء الأمل إلى أوصالي ولأول مرة شعرت أني ( إنسان) هم ذلك الشاب الصغير الذي يحترف النجاح برغم صغر سنة هم بالرحيل دون أن يترك لي المجال لأشكره وودعني مبتسما ولم يتقاضى صنيع عمله وفي غمرة استعجاله وذهولي نسي بطاقته التي كشفت هويته (الاسم: د/حذيفة العمقي     العمر: 23 عام      المهنة:مدير معهد صناع القرار للتنمية البشرية ) ... وكوني لا أجيد الثناء اترك لك أيتها الصحفية هذه المهمة ابحثي عنه وانكشي خباياه لتقولي للعالم على هذه الأرض .....من هنا مر مبدع.. !!!!

·      هل تملك عصى ساحر لتؤثر بالآخرين بسرعة ؟

أنا لا املك هذه العصى لكنى املك أن أغير إدراك وطريقة تفكير من يريد ذلك ويشعر بالإحباط والفشل ,احدهم كان اليأس قد تملك منه بسبب صعوبات واجهته فكان يشعر انه لاشئ في هذه الدنيا ولا قيمة له وبعدة جلسات وحضوره الدورات التي أقمتها في التنمية البشرية استطعت بفضل الله أن أغير من طريقة تفكيره إلى الأمور الايجابية وتغيرت حياته تماما واشتغل على نفسه حتى صار الآن مدرب تنمية بشرية بعد أن كان على وشك الانتحار

·      ما أهمية دورات التنمية البشرية للإنسان ؟

تقدم هذه الدورات كل ما يدفع بالإنسان لأن يصبح أفضل ومتميزا في جميع جوانب حياته،فلو طبق

ما تعلمه في التنمية البشرية لتغلب على جميع التحديات والمشاكل وعوائق النجاح وذلك من خلال دورات «التحفيز والإدراك ،إدارة الوقت ،إدارة الأزمات والضغوط ،البرمجة اللغوية العصبية ،الثقة بالنفس،تحويل الفشل إلى نجاح،وقراءة الكتب المفيدة التي تعزز الأفكار الإيجابية والفرق  بين من يلتحق بهذه الدورات وبين الشخص العادي أن الأول يستطيع أن يتعامل مع المشكلة ويتجاوزها بأقل الخسائر و لا يزال متماسكاً ومحافظا على توازنه أفضل من الشخص العادي.

·      كثير من الناس يجهل معنى التنمية البشرية فما هي؟

التنمية البشرية هي كل ما ينفع ويخدم الإنسان لبناء ذاته ويحقق له التوازن في كل مجالات الحياة، ولا نطلق على فلان أنه ناجح لمجرد أنه غني فقط، أو لأن لديه القدرة على التحدث أمام الآلاف ببراعة أو لأنه يتمتع بعلاقات ممتازة مع الآخرين.. الناجح هو من يتوازن في جوانب حياته السبعة وهي كالتالي:

1- الجانب الروحاني: علاقة الإنسان بخالقه وأدائه لواجباته الدينية من صوم وصلاة وغيرها، فلا بد أن يكون الإنسان متصلاً روحانيا بربه ليحقق النجاح والاستقرار.

ثانياً الجانب الصحي: التوازن الصحي عامل مهم للنجاح والإنسان حين يصاب بصداع خفيف تتغير نفسيته ويتعكر مزاجه.

ثالثاًً الجانب الشخصي: بمعنى كيف ترى نفسك وما درجة تقبلك لذاتك وشكلك، هناك أشخاص يلومون أنفسهم باستمرار ويشعرون بالنقص ولا يحاولون تطوير ذواتهم ومهاراتهم بتعلم أشياء جديدة أو قراءة كتب مفيدة أو حضور دورات تنمي الثقة لديهم وهؤلاء بعيدون عن النجاح.

لتكن ناجحاً لا بد أن تكون علاقتك مع العائلة من الوالدين وأخوة وأبناء وشريك علاقة قوية لأنها تحقق التوازن، فحين تكون علاقتك مع أرحامك وأقاربك سيئة سيختل الجانب الروحاني مع الله عز وجل الذي وصى بصلة الرحم وسيتأثر الجانب النفسي حينما لا تجدهم حولك.

الجانب الاجتماعي: هل لديك علاقات جيدة مع الناس للأسف هناك أناس يموتون ولا يعلم أحد شيئاً عنهم فلا بد أن تكون لديك علاقات مع جيرانك وزملائك في العمل والدراسة في كتاب ستيفن آركوفي «العادات السبع للناس الأكثر فعالية»أدرج من ضمن الصفات التي أوردها في الإنسان الناجح حين يصل إلى مرحلة الاعتماد بالتبادل «أنا احتاجك وأنت تحتاجني.. تقدم لي خدمة وأقدم لك خدمة» وكلما كانت علاقتك بالآخرين جيدة كلما أثرت فيهم بطريقة ايجابية وكذلك هم.

الجانب المهني مهم أيضاً فلا بد أن يعمل الإنسان ويكون منتجاً لأن البطالة تؤدي إلى مشاكل نفسية وربما أخلاقية كذلك لا بد أن يعمل الإنسان في مجال يحبه ليبدع فيه ويحقق الاستقرار والتميز.

الجانب المالي: صحيح أنه ليس الجانب الأهم لكن انعدامه لة اثر سيئ على الإنسان, ولا بد أن يحدث توازناً في جميع هذه الجوانب لأن اختلال أحدها يؤثر سلبا على بقية الجوانب ومتى ما استطاع الإنسان أن يعيش باتزان في جوانب حياته السبعة استطاع أن ينجح ويعيش سعيداً مرتاح البال.

·      كيف يمكن لعقلنا الباطن أن يكون سبباً في نجاحنا أو فشلنا؟

العقل الباطن مسئول عن تخزين كل المعلومات والتجارب والأمور التي حدثت سابقاً من تجارب سلبية وإيجابية سواء من نجاح أو فشل ولتقريب المعنى إذا طلب من طبيب أن يتحدث عن الهندسة فلن يستطيع أن يقول كلمة واحدة لأن عقله الباطن ليس لديه أي معلومة مخزنة عن هذا التخصص والعكس تماماً حين يطلب منه الحديث عن أمر ما في الطب فقد يتحدث لساعات.

فالعقل الباطن «اللاواعي» مسئول عن تخزين كل المعلومات والتجارب التي مرت بالإنسان.

أما العقل الواعي فهو مسئول عن الأمور التي حدثت بطريقة واعية مثال ذلك حينما أقود سيارة لأول مرة أكون مركزاً متى اضغط على البترول ومتى ألف يمنة أو يسره في هذه الحالة أقود السيارة بطريقة واعية لأني مركز على كل شيء بينما بعد فترة من الممارسة والتعلم أقود وأنا أتحدث إلى من بجانبي أو أتكلم في الهاتف ولست مركزاً على كل تفاصيل القيادة لأن المعلومات تخزنت في عقلي الباطن «اللاواعي»، وعودة إلى حديثنا فأي كلمة يقولها الإنسان لنفسه تخزن في عقله اللاواعي وتنظم بطريقة مذهلة، فحين تقول لنفسك «أنا فاشل» لا يفرق العقل اللاواعي أن هذه الجملة صحيحة أم خاطئة لكنه مسئول عن تخزينها بل يقول لك صحيح.. أنت فاشل» وبالمثل حيث تقول أنا ناجح يقول لك عقلك الباطن صحيح.. أنت ناجح) فمهمة هذا العقل أن يؤكد على الكلمة التي ترسلها له سواء كانت سلبية أم إيجابية. فإذا قلت أنا أخاف الحديث أمام الناس أنا فاشل يقول صحيح ويفتح لك ملف الفشل ويذكرك حين رسبت في إحدى السنوات وحين اخفقت في أحد المشاريع وعندما خسرت في مشروع معين ويجرك عقلك الباطن إلى التركيز في الفشل والعثرات التي مرت بك ويعزز ما تظن به. وإن قلت أنا ناجح ومبدع يقول لك صحيح ويفتح لك ملف النجاح ويذكرك حين تكلمت يوم كذا بالإذاعة بثقة وعندما تخطيت الأزمة المالية التي مرت بك بنجاح وحين حصلت على شهادة تقدير من عملك فيؤكد لك نجاحك ويعرض لك صوراً من تميزك لذا يجب التنبه ومراجعة أنفسنا فيما نحدث به عقلنا الباطن من رسائل سلبية مدمرة.

·      ما هو مفهوم الثقة بالنفس وعلى من يطلق؟

أن تعمل ما تريد في الوقت الذي تريد وبالطريقة التي تريدها والثقة ليست مسألة جرأة ومقدرة على الحديث أمام الناس فقط، هي قناعة داخلية يمتلكها الإنسان أن ما يريد أن يعمله سيعمله ما دام لا يتجاوز الحدود الأخلاقية ولا يضر بأحد. مثلا يمشي أحدهم في الشارع وبيده كتاب يقرأ فيه أو يجلس فوق الباص ويراجع لنفسه سوراً من القرآن الكريم فيقول له أحد الركاب مستهزئاً من تظن نفسك سقراط أو الشيخ(.... )إذا أثرت فيه كلمة ذلك الرجل فثقته ضعيفة.كذلك اذا دخل شخص ما مشروع مدروس بدقة وقال له المقربون إنه سيفشل أو أن المشروع لن يحقق النجاح الذي يرجو إذا صدقهم حينها وتخلي عن فكرته فلا يتمتع هذا الشخص بقوة الثقة.

إذا وقف رجل أثناء انتظاره للباص ويتكلم بطريقة معينة ليعلم نفسه كيف سيلقى خطابه أمام اجتماع ما ومر رجل من جانبه واستهزأ به ونعته بالجنون فإذا كانت ثقته بنفسه ضعيفة سيستحي ويغادر المكان وهو لا يجرؤ أن يرى في عين أحد، أما إن كان يتمتع بثقة عالية فلن يهمه تعليقات المارة لأنه لا يعمل أمراً محرماً أو معيباً.

ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أكثر الناس ثقة بنفسه استطاع في رحلة كفاحه التي لم يسلم فيها من أذى الكفار واستهزاءهم به ومحاربتهم وحصارهم له استطاع أن يحقق هدفه وينشر رسالته ولم يرحل عن الدنيا إلا وعباد الأصنام يأتمون بسنته ويأتمرون بأمره.

·      ما سر النجاح لدى الناجحين؟

يقال قديماً إن شاباً ذهب التي حكيم فسأله عن سر النجاح فرد عليه قائلاً: أن تكون لديك دوافع للنجاح. ففكر الشاب تم سأله كيف يكون لدي دوافع. فأجابه عندما تكون لديك رغبة. فسأله الشاب وكيف تكون لدى رغبة، حينها أخذ الحكيم «وعاء» به ماء ووضعه أمام الشاب وأخذ رأسه وأغطسه وسط الماء. في بداية الأمر لم يرفع الشاب رأسه من الماء لبضع ثوان وحين شعر بالاختناق حاول أن يرفع نفسه ما استطاع فالحكيم يقبض على رأسه بقوة وعندما شعر أنه سيموت من الاختناق حاول رفع رأسه عن الماء وجاهد في ذلك  وتصارع مع الحكيم حتى استطاع التغلب عليه فقال للحكيم بغضب لماذا كدت أن تقتلني أبك جنون. رد عليه بهدوء كنت قبل قليل تسأل كيف تكون لديك دوافع ورغبة كي تنجح وحين تركتك في الماء بداية الأمر لم يكن لديك دوافع جادة فمكثت في الماء بضع ثوان وحين شعرت بالاختناق حاولت أن ترفع نفسك فما استطعت لأنه لم يكن لديك دوافع قوية من الداخل تدفعك للتغلب علي وحين شعرت بالموت ولا يوجد أحد ليساعدك حاولت أن ترفع نفسك فاستطعت أن تتغلب على قوتي لأنه كان لديك في تلك اللحظة دوافع قوية للنجاة.

إذاً المسألة مسألة دافع وإرادة من الداخل تدفعك إلى النجاح.

                                انقذ ما يمكن انقاذه

·      أنت كشاب ومثل حي ماهي التحديات التي واجهتك واستطعت التغلب عليها؟

عندما كنت في الجامعة كان هناك دكتور تعامله سيء مع الطلاب وأداؤه ضعيفاً وفي الاستبيان الذي توزعه الجامعة سنوياً على الطلاب لتقييم أداء كل دكتور، حصل على 60% فقط فدخل القاعة وهو غضبان ومستاء من تقديرنا له بهذه النتيجة فقال بنبرة تهديد حسناً سترون كيف ستكون الامتحانات فرفعت يدي وقلت هل نعتبر هذا تهديداً يا دكتور فلم يكن أمامه إلا أن يتراجع عن كلامه أو أن يصر على تهديده ويصبح في موقف محرج فقال نعم تهديد حينها عملت شكوى إلى رئيس الجامعة وإلى عميد الكلية وجمعت توقيعات الطلاب بالأمر وقال لي مستهزئآً « يا حذيفة لقد أصبحت (سوبر مان) تجمع ضدي التوقيعات وترفع شكاوى» قلت له أنصحك يا دكتور أن ترى لك جامعة أخرى لأنك لا تنفع للتدريس في هذا المكان فقال لي ساخراً ستفشل يا حذيفة في حياتك» فكان من الممكن أن يدمرني كلامه لأنه صادر من دكتور كبير لكن ثقتي بنفسي قوية فقلت له ببساطة «صدقني يا دكتور وتذكر هذا الكلام سيكون لك الشرف أنك درستني في يوم من الأيام» ومن ضمن التحديات والمصاعب التي واجهتني كمدير مؤسسة تدريبية أني وقعت عقداً مع إبراهيم الفقي رائد التنمية البشرية في العالم العربي واتفقت معه على استضافته في اليمن لعمل دورات تدريبية ومحاضرات فاشتغلت شهرين ليل نهار وروجت لدوراته ونزلنا دعايات في اليمن بأكملها وخسرت ما يقارب المليون والنصف ريال يمني وقبل الدورة بأيام قليلة توفي د/ إبراهيم الفقي رحمه الله فنزل هذا الخبر علي كالصاعقة وكان كفيلاً أن يدمرني لكن بعون الله وثقتي بنفسي وقدرتي على إدارة التحديات والمصاعب تجاوزت هذه المحنة وعملت بمقولة ديل كارنيجي في كيفية التغلب علي الأزمات « ما أسوأ ما يمكن حدوثه... تقبل ذلك... انقذ ما يمكن انقاذه» فتفاديت بعض الخسائر وتقبلت الأمر الواقع وتذكرت حينها ما قال لي الدكتور إبراهيم ذات يوم « الضربة اللي ما تقتلك تقويك» وحمدت الله وعملت بجد مرة أخرى فعوضني الله أكثر مما خسرت ووقفت على رجلي من جديد.

ما هي صفات الناجحين والفاشلين؟

الناجح يتعلم ويطبق ما تعلم إذا قرأ كتاباً مفيداً طبق ما قرأه إذا حضر دورة تدريبية يركز على الأمور الايجابية ويستغل الفرص التي تأتيه.. يجعل من المشاكل والصعوبات سلالم للصعود نحو القمة.. الناجح ينظر بعين النحلة،أما الفاشل لا يطبق ما يتعلم، كثير اللوم والنقد لنفسه ولغيره وتحميل والديه ومجتمعه والحكومة سبب فشله وبطالته، الفاشل شخص سلبي في كل الظروف دائماً ينظر للأمور بعين الذبابة.

لا يوجد شخص في العالم يمكن أن يكون سبب نجاح أو فشل إنساناً إلا الإنسان نفسه لو قرأنا سير الناجحين لوجدنا حياتهم مليئة بالأشواك والصعاب لم يكن طريق النجاح مفروشاً بالورود يوما.. نجاح الإنسان وفشله بيده هو وحده وإذا طور نفسه وتعلم وطبق وابتعد عن اللوم والمقارنة وتعامل مع المصاعب بذكاء فسيصبح ناجحاً تحت كل الظروف.