صنعاء نيوز/عبدالرحمن بجاش - -
لابد أن أمر من أمامه كلما دخلت وخرجت من البيت، وكلما أكون عائدا والمح يده على خده أحس بالغصة تجتاح كياني، أعرف أن الكهرباء في خبر كان وهذا العامل الطيب ينتظر الرزق المعلق في آل شبوان أو نهم أو نقيل بني غيلان!!!، هذا العامل في الطاحون والذي لا تكاد الريالات القليلة التي يمنحها له صاحب الطاحون تسد حاجته ما ذنبه؟؟؟ جلست إليه ذات لحظة وسالته: كم أولادا تعول؟ - أربعة وأمي وأبي - وكم الراتب - لا تسال - وكيف؟ والدموع تكاد تقفز من عينيه - أطلب من جاري صاحب الدجاج إن (يوبه) للمحل وأذهب لأجمع فوارغ المياه فقد طلب مني صاحب الكوثر تجميع ما استطعت ويشتري مني - ماذا تأكل؟؟ - حبه كدم من صاحب الفرن ما يرضاش ياخذ مني فلوس - وعلى ايش تاكلها، يختنق بالغصة ولا يستطيع الإجابه، ويعود - أرسل ما ألاقيه من القوارير والراتب للبلاد لأولادي وأمي وأبي، - وأين تنام - داخل الطاحون، وأحاول التخفيف عليه من جور الأسئلة التي تجرح كرامته - أنت من المؤتمر أو المشترك؟ - يتفرج إلى وجهي - ماهم هاذان؟ - أحزاب - وماهي الأحزاب دكاكين مثل دكاننا يدو زلط اكثر أسير اشتغل عندهم - أعود أقول له - ومنظمات المجتمع المدني تسمع عنها؟ - يضحك - عيدوا لنا كهرباء نشغل الطاحون نقصد الله. لكل هؤلاء الذين يرمون خبطاتهم أيا كانوا: ما ذنب هذا؟؟ ما ذنب صاحب الورشة والبقالة، بل ما ذنبي وزملائي من التاسعة صباحاً حتى اللحظة التاسعة ليلا (أمس) يحاولون إعادة إصلاح آلة الctb التي أفرحت قلوبنا ليومين بألوانها وبسبب الانطفاات المتكررة توقفت من جديد، وإذا رايتم أن صفحاتنا اليوم الثلاثاء دون المستوى فالكهرباء هي السبب، اعود اللحظة في وقت متأخر والزملاء من الفنيين يحاولون ويحاولون ليس من أجلي بل من أجل ارزاق أولادنا جميعا وخدمة للبلد، اقول لمن يرى هذا البلد ملكا له وحده ما قاله عامل الطاحون: اتقوا الله فينا حلوا عن سمائنا نريد أن نعيش بكرامة.
عدت أكمل هذا العمود ليلا بعد أن تعذر علي ذلك صباحا بسبب الكهرباء وانتهاء البطارية ولأنه دين علي أن اصل إلى قارئ الثورة ضغطت على نفسي وكتبت.
حيوا معي الزملاء الذين تركتهم ينجزون وانا متاكد أن جيوبهم فاضية....... لهم جميعا كل الاحترام والتقدير