shopify site analytics
اذاعة صنعاء و(ثلاثي أضواء الوطنية) - الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين المقري ونصر الله - عملاق الدوري الإنجليزي يستقر على التعاقد مع صلاح بعد أزمته مع كلوب - سلاح روسي جديد "فريد ومرعب" - قيادي يمني يعرض استضافة صنعاء للمكتب السياسي لحركة حماس - طريقة مبتكرة لجعل البطاريات أرخص وأكثر كفاءة - تفاقم الاوضاع في عدن والمحافطات الجنوبية - القدوة يكتب: حرب غزة تكشف زيف الاحتلال وعنصريته - النجف من الترقيع إلى الاستراتيجية! - وقفة احتجاجية بذمار تضامنا مع فلسطين -
ابحث عن:



السبت, 28-يوليو-2012
صنعاء نيوز - أظهر الرئيس عبد ربه منصور هادي طلاقة غير معهودة في خطابه الذي ألقاه في الـ 18 من يوليو الجاري بالكلية الحربية بصنعاء .. الخطاب الارتجالي الذي استغرق قرابة ساعة كاملة كان واضحا في اللغة ، مرتبا في الأفكار، وخاليا من الانفعالات المصطنعة التي يتكلفها بعض السياسيين . صنعاء نيوز/عباس السيد -

أظهر الرئيس عبد ربه منصور هادي طلاقة غير معهودة في خطابه الذي ألقاه في الـ 18 من يوليو الجاري بالكلية الحربية بصنعاء .. الخطاب الارتجالي الذي استغرق قرابة ساعة كاملة كان واضحا في اللغة ، مرتبا في الأفكار، وخاليا من الانفعالات المصطنعة التي يتكلفها بعض السياسيين .
لخص فخامة الرئيس أسباب الأزمة التي عصفت باليمن بعاملين اثنين ، الأول داخلي والثاني خارجي ، وكان معظم الخطاب سردا للأوضاع التي عاشها اليمن منذ مطلع العام الماضي ، بينما اختزل حديثه عن المستقبل بعبارات قليلة موجزة أكد فيها خروج اليمن من عنق الزجاجة وطمئننا بأن البلاد لن تنجر مستقبلا إلى حرب أهلية ، وقال أيضا : نحن مقبلون على تغييرات عميقة وكبيرة ـ ولكنه لم يحدد ملامحها ـ .
وفي سياق حديثه عن العوامل الخارجية في " الأزمة " اليمنية ، فجر فخامة الرئيس قنبلة سياسية مدوية باتهام إيران بالتدخل في الشؤون اليمنية وتحذيرها من رد قاس ومؤلم .. صحيح أن اتهام إيران بالتدخل في اليمن ليس جديدا ، ولكنه لم يسبق أن يأتي بهذه اللهجة ومن قمة هرم السلطة حتى عندما كانت الحروب مستعرة بين الجيش والحوثيين في صعدة وامتدت إلى مديريات قريبة من العاصمة .
الاتهام والتحذير الذي كرره الرئيس هادي ثلاث مرات يشير إلى حصر المواجهة في المستقبل مع إيران ، ومع أن فخامة الرئيس لم يحدد طبيعة الرد القاسي والمؤلم ، إلا أن إشارته إلى المكان الذي يُلقي منه الاتهام والتهديد بقوله : " من هنا ، من الكلية الحربية ، أدعو أشقائنا في إيران ... إلخ " تشير إلى أن الرد يتجاوز الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية وقد يصل إلى احتمال الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران .
ربما يفتقد هذا التفسير إلى المنطق وقد يندرج موقف الرئيس في إطار التهويل والتخويف والحرب النفسية ، وذلك بالنظر إلى قدرات اليمن العسكرية المحدودة وعدم وجود حدود برية أو بحرية مشتركة بين البلدين ، ولكننا نخشى أن يكون موقف الرئيس تبريرا مسبقا لمشاركة اليمن في تحالف عسكري دولي لضرب إيران ، وهو التحالف الذي يجري التشاور حوله في كواليس السياسة الدولية والإقليمية بذريعة منع إيران من إغلاق مضيق هرمز.
وفي هذه الحالة يصبح من حقنا كيمنيين أن نعرف حقيقة التدخلات الإيرانية في اليمن وعلاقة شبكة التجسس التي ألقي القبض عليها بالأحداث الأمنية والأعمال الإرهابية التي شهدتها اليمن في الآونة الأخيرة ، إذ لم يشر فخامة الرئيس إلى التدخلات الإيرانية إلا تلميحا ، كما أن الخبر الذي نشره موقع " سبتمبر نت " حول القبض على شبكة التجسس الإيرانية ـ بالتزامن مع خطاب الرئيس ـ كان مقتضبا ولم يتجاوز الثلاثة أسطر، ولا يشكل غطاء كافيا للقنبلة السياسية التي فجرها فخامة الرئيس في الكلية الحربية .
أنا هنا لا أدافع عن إيران .. كمواطن يمني : أنا أدافع عن حقوقي ، عن مصالحي ، عن حياتي ، ومن أجل ذلك انتخبتُ الرئيس هادي " بعد استخارة " ودُفِع والدي المُسن على عربته إلى مركز الاقتراع لانتخابه ، ومثلنا فعل أكثر من ستة ملايين يمني .. فعندما يطلب منا الرئيس أن نستعد لخوض معركة ضد هذه الدولة أو تلك ، عليه أن يقنعنا أولا بأن من سنواجهه هو عدو لنا بالفعل ، وأن المعركة التي سنخوضها ضده ليست سوى دفاعا عن النفس وحماية للوطن ، حينها سأكون مهيئا للمعركة مستعدا لتقبل نتائجها حتى وإن كلفني ذلك التضحية بحياتي في عملية انتحارية بمضيق هرمز .. أنا مواطن يمني ، أومن بالتعددية والديمقراطية والشفافية ، وعلى رئيس الجمهورية الذي انتخبته أن يتعامل معي على هذا الأساس .. لست عضوا في القاعدة أو القمة ، واليمن ليست إمارة اسلامية ، وعبد ربه هادي ليس أميرا للجماعة .
يجب أن يكون قرار إعلان الحرب على هذه الدولة أو تلك قرارا يمنيا خالصا ، وليس من أجل الحصول على جزرة يلوح بها الأشقاء أو الأصدقاء .. لا نريد أن نكون " العوبة " بأيدي إيران ، ولا حميرا يسوقها الجيران بجزرة . فالبعض يخشى من أن يكون إعلان الحرب على إيران يهدف إلى استعادة ثقة المملكة وكسب ودها كي تُبقي الجزرة مرفوعة .
فقد جاء توقيت الاتهام بعد فترة برود في العلاقات اليمنية ـ السعودية ، تمثلت في إدارة المملكة ظهرها لليمن وإلغائها " غير المعلن " لمؤتمر أصدقاء اليمن الذي كان مقررا عقده الشهر الماضي في الرياض ، وقد تم تأجيله إلى أواخر سبتمبر القادم وتغير مكان انعقاده إلى نيويورك بدلا من الرياض . كما أغلقت المملكة قنصلياتها في صنعاء وعدن طوال الثلاثة الأشهر الماضية ، وأغلقت المنافذ الحدودية أمام الصادرات اليمنية من الفواكه والخضروات ، ولا يجد البعض حرجا في تبرير كل تلك العقوبات التي تجاوزت الأعراف السياسية والإنسانية والدينية بأنها ردة فعل على اختطاف القنصل السعودي في عدن !!
لا يمكن إنكار التدخلات الإيرانية في اليمن ، ولا يمكن أيضا لأي كان أن يبررها ، ولكن يجب علينا أن نعترف بوجود تدخلات لدول أخرى وأن نرفضها أيضا ، فالسيادة اليمنية كل لا يتجزأ .
التدخل الإيراني في اليمن ليس جديدا ، لقد تم استدعائهم لتحرير اليمن من الإحتلال الحبشي قبل ظهور الإسلام ، ولن ينتهي بالقبض على شبكة التجسس ، كما لن ينتهي تدخلات الدول الأخرى في اليمن شئنا أم أبينا ، وعلى السياسيين في اليمن أن يعملوا على مراقبة هذه التدخلات واستثمارها بما لا يفرط في سيادة اليمن أو مصالحه العليا .. بمعنى آخر : على القيادة السياسة في اليمن أن لا تضع بيضنا كله في سلة واحدة ..علينا أن تتخلى عن سياسة " القوالب الجاهزة " وصناعة الأعداء ، فالسياسة هي فن الممكن .
يعرف الدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية اهتمام إيران باليمن وتأثيرها في أحداثه ، ومع ذلك يتحاشى اللقاء بالسفير الإيراني في صنعاء ويترك المهمة لوكيله ، بينما يلتقي معالي الوزير في نفس اليوم سفراء لدول كـ " بوركينافاسو وموزمبيق " للتوديع .!
لا يمكن لنا أن ننهي التدخل الإيراني أو التقليل من حدته برفض استقبال وزير الخارجية الإيراني في صنعاء ، أو برفض المسؤلين اليمنيين دعوات لزيارة طهران ، هذه ليست سياسة خارجية ، إنها صناعة أعداء ولها أضرار بالغة على المصالح الوطنية اليمنية ولا تخدم سوى مصالح شخصية ضيقة ، فلو أن مسؤلينا أداروا علاقاتنا مع إيران بقليل من الحكمة ولم يسدوا في وجهها جميع القنوات لما لجأ الإيرانيون للبيض والحراك .

[email protected]
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)