صنعاءنيوز/معين النجري - -
مرت أكثر من أربعة أشهر على تشكيل مجلس إدارة جديد لإدارة الشركة اليمنية لصناعة و تجارة الأدوية (يدكو) بعد أن شهدت الشركة سلسلة من الاحتجاجات والاعتصام والاضرابات التي نفذها الموظفون والعمال مطالبين بإصلاح حال الشركة وإنقاذها من حالة الترهل والإهمال.
أربعة أشهر لم تشهد فيها الشركة أي تحسن رغم الإمكانيات التي تمتلكها الشركة ليضطر رئيس مجلس الإدارة الجديد إلى تقديم استقالته بعد ثلاثة أشهر , لتعود الشركة إلى المربع الأول الذي كاد أن يعصف بها.
ما دفع الموظفين ونقابتهم إلى رفع مناشدة إلى الأخ عبدربه منصور رئيس الجمهورية الذي وجه بدوره دولة رئيس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة لتشكيل لجنة من وزارة الصناعة و وزارة الصحة والمؤسسة الاقتصادية لرفع تقرير حول أوضاع الشركة, كان هذا التوجيه في تاريخ 4/7/2012م , لكن إلى الآن لم يحدث شيئاً ولم يخرج التوجيه من مكتب رئيس الوزراء.
ليتم تكليف شخص آخر برئاسة مجلس الإدارة لكن يبدو أن شيء لن يتغير, بل قد يتفاقم الوضع خاصة بعد منع ثلاثة من أعضاء النقابة وخمسة وعشرين موظفاً من دخول الشركة بحجة إثارة الفوضى و تحريض الموظفين على المطالبة بحقوقهم وإصلاح حال الشركة .
مع العلم إن الشركة تعمل الآن بالحد الأدنى من طاقتها الإنتاجية نظراً لعدم توفر المواد الخام , وأصبح عدد من خطوط الإنتاج التي ما تزال تعمل مهددة بالتوقف في أية لحظة.
تداعيات متتالية وخطيرة شهدتها الشركة منذ بداية العام الماضي توشك أن ترسلها إلى خبر كان, بينما لم تقم الجهات المختصة أو المالكة للشركة بأي إجراءات جدية لإنقاذ الشركة رغم إن إصلاح حالها لا يحتاج إلى جهود جبارة, فقط قليل من الحكمة و ترتيب الأولويات خاصة و»يدكو» شركة دوائية إنتاجية تستطيع أن تسترد عافيتها بسرعة كبيرة إذا توفرت النية وبذلت جهود حقيقية من قبل القائمين عليها.
بعد كل هذا هل نستطيع القول أن هناك استهدافاً مقصوداً لهذه الشركة الوطنية من أجل إزاحتها من السوق لصالح أطراف أخرى.
لقد حذر فخامة رئيس الجمهورية من هذا في توجيهه للريئس الوزراء عندما قال (هناك شركات قطاع خاص مستفيدة من هذا) . شركة يدكو تدخل ضمن إطار الأمن القومي الدوائي للبلد ويجب ألا تترك هكذا حتى تسقط . المطلوب قليل من الوطنية وقليل من العقل و الحكمة,, وألا تنتصروا للمصالح الشخصية القريبة على حساب مصالح الوطن و المواطنين.