صنعاء نيوز/نـبـيـل سـبـيـع -
قرارات الرئيس هادي الصادرة اليوم بإعادة هيكلة الجيش جريئة وبالغة الأهمية والخطورة في الوقت نفسه، لهذا هي تاريخية.
هذه القرارات يمكنها ليس أن تنهي حالة انقسام الجيش اليمني فقط، وإنما أيضا أن تؤسس لجيش وطني جديد يمثل صمام أمان لمستقبل اليمن وأبنائه. وهذا هو أحد المطالب الرئيسية التي ركزت عليها مختلف النضالات اليمنية منذ ثورات ستينات القرن الماضي وحتى ثورة الشباب السلمية. لكن عملية تنفيذ هذه القرارات، التي تشمل عملية تفكيك وحدات الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري وإعادة دمجها، تبقى الأهم والأشد خطورة.
ففي حال لم تجر عمليتا التفكيك وإعادة البناء بصورة علمية صحيحة تستهدف فعلا تفكيك الولاءات ومراكز النفوذ العسكرية التي حولت الجيش اليمني إلى مجرد "إقطاعيات عسكرية" مملوكة لعدد من القادة العسكريين وتنفذ أجندة شخصية خاصة بهم مضادة تماما للمصلحة الوطنية، في هذه الحال، ستتحول هذه القرارات إلى ما يشبه المسمار الأخير في نعش الجيش اليمني حيث يتعين على الرئيس هادي أن يضع في إعتباره إحتمال أن يؤدي فشل إدارة وتنفيذ قراراته إلى تفكيك الجيش إلى وحدات أصغر وأكثر إنفلاتا وضعفا، أو بعبارة أخرى الى ميليشيات.
إنها سمة الخطوات الكبرى والهامة حيث لا يفصل بين النجاح العظيم والفشل الذريع سوى شعرة. والشعرة التي تفصل بين نجاح عملية إعادة هيكلة الجيش وفشلها تتمثل في إدارة هذه العملية بوازع وطني متعال على المحاصصات الحزبية والأجندات الشخصية.
لهذا، على الرئيس هادي أن يدرك هذه الشعرة جيدا ويمسك بها ويرفض السماح لأي مركز نفوذ عسكري أو حزبي أو قبلي التدخل في سير هذه العملية لصالحه على حساب اليمن. فهذه هي أخطر القرارات التي أتخذها حتى الآن، وليس هناك ما هو أخطر منها سوى عملية تنفيذها. والشعرة لا يمكن العبث بها أو تقسيمها إلى حصص دون أن تنقطع.