shopify site analytics
التحديات والفرص في ندوة علمية بجامعة ذمار - النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي النصر للرئيس السيسي - الهجوم الصاروخي لكتائب القسام “المدمر” - السيول تغلق مدارس في محافظة شبوة وسط مطالبات بالحماية - مقتل المقاتل اليمني في صفوف الجيش الروسي في معارك الشرف ضد العصابات الأوكرانية - افتتاح سوق الخمسين المركزي - جامعة سباء تحصل على شهادة الاعتماد الأكاديمي البرامجي الكامل - ثورات طلابية ضد حكومات دولهم بوقف الحرب في غزة،، - محافظ إب يكرم قيادة الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي - الموقع بين الواقع والمُتوَقِّع -
ابحث عن:



الأربعاء, 15-أغسطس-2012
صنعاء نيوز - صنعاء نيوز/نبيل حيدر - صنعاء نيوز/نبيل حيدر - -

* " أرأيت الذي يكذب بالدين , فذلك الذي يدُّع اليتيم , و لا يحض على طعام المسكين " . و أنا ألج إلى دار الأيتام بصنعاء في مساء فائت لحضور حفل لمواهب الدار تذكرت هذه الآية الكريمة و كيف أننا نغفل عن الربط الأخلاقي بين الدين و الإنسان , و كيف أن المولى عز وجل ربط تكذيب دينه بترك اليتيم بإغفال طعام و حاجة المسكين الذي لا يملك حولاً و لا قوة .
* جلست قرابة الساعة أشاهد أحاديث الأيتام على منصة أشرأب عنقها تحت لافتة تقول أن الحفل مقام برعاية أمين العاصمة عبد القادر هلال . فتشت عن الأمين الذي يقال أنه خريج سابق من خريجي الدار و لم أجده .. و قيل لي أنه كلف مدير مكتب التربية بالعاصمة صنعاء بالحضور نيابة عنه , في حين كان هلال قد حضر قبلها فعالية مماثلة في مؤسسة اليتيم ممثلاً لرئيس الجمهورية . وقتها تمنيت لو أن رئيس الجمهورية أخبر هلالاً بأن الأيتام كأسنان المشط و الحضور عندهم يجب أن يكون بالتساوي .
* كنت أتأمل الأطفال من الأيتام و الصبيان و أرقُب تفاعلهم مع منصة المسرح التي انطلق فيها يتيم بكلمة تهز الوجدان عن اليتيم الذي لا يرنو إليه المجتمع و لا يتذكره إلا لماماً في شهر رمضان . و وقتها جالت بذاكرتي العديد من الأشياء و الصور , تذكرت رقماً كان منتصباً ذات يوم في لوحة دعائية ضخمة يقول أن عدد أيتام اليمن مليون يتيم و لم يتسن لي التأكد من الرقم لا بحثاً و لا حتى يقيناً بأني سأجد جهة تمنحني رقماً حقيقياً .
* و عندما كان شباب و شابات من مؤسسة صناع الحياة يجوبون بين الأيتام الجلوس ويوزعون عليهم قطع الجاتوه و العصائر لفتت نظري إحدى الفتيات و رفيقتها تلتقط لها صورة فوتوغرافية و هي تسلم يتيماً قطعته , حينها تذكرت مقدار القسوة التي يتمتع بها مجتمعنا و شهوة الانتشاء بقصة اليد العليا و السفلى , و في ذات اللحظة تذكرت الشيخ الجليل الرياضي الشهير وصاحب النكتة اللاذعة عبد العزيز الحبيشي الذي أنشأ داراً للأيتام في مدينة إب على نفقته الخاصة و كيف كان يقوم يومياً بالنزول إلى الدار و الجلوس و اللعب مع الأطفال ثم المغادرة بهدوء بلا كاميرات تصوّر و بلا ضجيجٍ ينسحب خلفه . حالياً لا أظن الشيخ مستمراً في النزول بسبب عمره المتقدم و ربما أنه مستمر .
* كانت لحظات المحشر بالنسبة لذاكرتي التي استحضرت قصصاً عن أيتام الدار الذين يصلون إلى الصف التاسع الدراسي ويكون عليهم مغادرة الدار بعد إنهائه حيث يقف سقفها الاستيعابي عند ذاك الصف لا سواه و بعده يصبح لزاماً على اليتيم الخروج و البحث عن مكان بديل و لا بديل غير الشارع و الانحراف . و لم أسأل هل حلت هذه المشكلة أم لا فالخيال ذهب بي بعيداً نحو طفل عمره 15 عاماً يخرج إلى عالم لم يعرفه من قبل , في حين أن هناك توجيهات متصاعدة منذ سنوات بتنمية مؤسسة اليتيم – و هو أمر جيد – و منحها امتيازات كثيرة لا أدرك سبب منعها عن دار الأيتام و كأن الأيتام مقامات أو ... الاستثمار فيهم مقامات .! و آخر توجيه طازج قضى بشراء مصنع كامل التجهيزات على نفقة الدولة و ضمه على مؤسسة اليتيم علاوة على كفالة ألفي يتيم من أيتام المؤسسة التي تستقبل تبرعات بدون حساب من الداخل و الخارج , حتى أن أمين العاصمة نفسه لم يغادر الحفل الأخير للمؤسسة إلا و قد كفل خمسين يتيماً . و هو أمر محمود فيما لو كان أيتام دار الأيتام يحظون بنفس الرعاية . و قد شكا أيتام الدار بلهجة تتمنى لو أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة فلربما وجدوا من يشفق عليهم و على مستقبلهم .
* الدولة .. نعم الدولة .. أياً كان شكلها تجريديا أو واقعياً يلزم عليها عدم توزيع الأيتام بين( خيار و فقوس ) و يلزم عليها أن تهتم بكل دور الأيتام بلا استثناء . هو واجبها و مسئوليتها , و الدولة التي تفعل ذلك بدافع الواجب و المسئولية و ليس بدافع آخر ستكون دولة قابلة للاستئناس بها و الأمل فيها و التعويل عليها .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)