shopify site analytics
ياهؤﻻء حب اليمن.. ليست شعارات ومهرجانات - تفاعل متنوع في الأردن مع ظهور السنوار - ذبح قرابين "الفصح اليهودي" في المسجد الأقصى - جثث دون رؤوس وأجساد دون جلود في غزة - التحالف يحتجز 13 يمنيا في مطار عدن للحد من السفر إلى روسيا - حسين محب..يكفينا..يكفي..!! - الهجوم العسكري الإيراني على إسرائيل رسائل متعددة - زيارة السوداني الى واشنطن... الدلالات والنتائج. - القدوة يكتب: العالم يندد "بالفيتو الأميركي" ضد عضوية فلسطين - طقم للحزام الامني يصدم باص ركاب ويصيب مواطن ويحتجز مالك الباص -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
          لقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم التاسع عشر من آب/أغسطس من كل عام يوماً عالمياً للعمل الإنساني من أجل تكريم العاملين الذين يواجهون

السبت, 18-أغسطس-2012
صنعاء نيوز/بقلم د. غسان شحرور -


لقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم التاسع عشر من آب/أغسطس من كل عام يوماً عالمياً للعمل الإنساني من أجل تكريم العاملين الذين يواجهون الأخطار والمحن لمساعدة الآخرين، وتذكير العالم بهذا اليوم، الذي يوافق الذكرى السنوية لتفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد بالعراق عام 2003، وأودى بأرواح 22 من موظفي الأمم المتحدة. نعم، إن اليوم العالمي للعمل الإنساني هو احتفاء وتقدير للناس الذين يساعدون الناس.

جاء هذا اليوم مكللا جهود ملايين العاملين ومنظماتهم الأهلية والحكومية والدولية، ممن يسهمون في مواجهة الكوارث الصحية والبيئية والنزاعات المسلحة، كذلك تقديرا لمكانتهم في بناء الإنسان والمجتمع، وتتجدد في هذا اليوم الدعوة إلى جميع الناس للعمل معاً في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل لبناء وتنمية المجتمعات الإنسانية في كل مكان، وفي كل زمان.

إننا نأمل أن يكون هذا اليوم العالمي، محفزاً لانضمام المزيد من المتطوعين، إلى كافة مجالات العمل الإنساني ، وكذلك نأمل أن يحقق المزيد من الدعم المجتمعي المحلي والدولي لمنظمات العمل الإنساني.

تحديات العمل الإنساني:

من يتابع فعاليات هذا اليوم في صفحات الأخبار العالمية، يجد الكثير من الفعاليات التي تقام في هذه المناسبة، ويلمس المتابع هنا ضعف هذا القطاع في المنطقة العربية في الوقت الذي تزداد الحاجة إليه لمواجهة قضايا مهمة ومصيرية تهم مجتمعاتنا كالنزاعات المسلحة التي تنتشر وتتصاعد في أكثر من بلد عربي، والفقر الذي ينتشر بلا هوادة هنا وهناك، والتلوث البيئي، والتصحر، والتنمية الريفية، وانتشار مخلفات الحروب المختلفة من ألغام وقنابل عنقودية وغيرها، وقضايا اللاجئين العرب خاصة إذا ما علمنا أن أكثر لاجئي العالم خارج أوطانهم، وداخل أوطانهم، يعيشون في الوطن العربي، هذا بالإضافة إلى التحديات التي يواجهها أبناء فلسطين وسورية واليمن والعراق والسودان وغيرها بكل أبعادها الإنسانية والصحية والاجتماعية.

في الوقت الذي لا نغفل فيه الكثير من الإنجازات التي تحققت على يد المنظمات الإنسانية العربية، والمواقف النبيلة التي تبنتها، وعلى أكثر من صعيد، فإن حجم التحديات وشدتها أكثر بكثير الأمر الذي يدفعنا إلى بذل المزيد، والمطالبة بالمزيد، لا سيما في مجال وضع التشريعات والقوانين التي تحفز العمل الإنساني وتسهل عمل الجمعيات الإنسانية العربية، وتخلق مناخا إيجابيا، يشجع التنافس والعطاء، كذلك لا بد من حماية المنظمات الإنسانية والعاملين فيها. وعدم استغلالها، وحرفها عن أهدافها المجتمعية الإنسانية النبيلة.

أما المنظمات الدولية المهتمة بتعزيز العمل الإنساني في المجتمع، فلا شك أن لها أولويات مختلفة، وربما دوافع مختلفة، لذلك لا بد من وجود خطة وطنية شاملة وواضحة، يكون عمل المنظمات الدولية جزءاً منها، ومساعداً لها، حتى يكون العمل الإنساني فاعلاً ومثمراً ومستداماً.

من التحديات التي نلمسها أيضا، ضعف مهارات التخطيط والإدارة والبحث والتشبيك، لدى العديد من منظمات العمل الإنساني العربية، بالإضافة إلى عدم الاستثمار المناسب للثورة الهائلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتي لم يعد يخفى على أحد ما تشكله من أهمية بالغة في حياتنا المعاصرة.

لا بد من الإشارة في هذه العجالة إلى أهمية إبراز التجارب الناجحة، والاستفادة من دروس التجارب غير الناجحة، كذلك لا يغيب عنا أيضا الحاجة إلى دور الإعلام الفاعل بوسائله المختلفة، لاسيما الإعلام الاجتماعي في توجيه الرأي العام وقطاعات المجتمع المختلفة الحكومية والأهلية والخاصة من أجل ترسيخ مفاهيم العمل الإنساني في المجتمع وحشد التأييد للعاملين ومنظماتهم.

خطوات على الطريق:

ينبغي الاستفادة أيضا من هذه المناسبة السنوية، والمد الذي يشكله هذا اليوم، من أجل دراسة واقع العمل الإنساني العربي والصعاب التي يواجهها العاملون ومنظماتهم، وسبل التغلب عليها، والسعي من أجل سن التشريعات الممكّنة، والعمل على تطوير قدرات المنظمات الإنسانية العربية، وتنمية مهارات وقدرات العاملين على العمل المنظم من خلال البرامج الحديثة المستخدمة في التخطيط والتدريب والتقويم، والتقنيات الحديثة للمعلومات والاتصالات، ومن الضروري إقامة أكثر من ندوة أو مؤتمر للإسهام في وضع برنامج عربي شامل، في إطار المنظمات العربية، ودوائرها، للنهوض وتعزيز العمل الإنساني العربي.

حقاً إن العمل الإنساني يسهم في نهوض المجتمع من كبواته، والأهم من ذلك أنه يسهم في تعزيز بنيانه الاجتماعي الداخلي ويزيد من تماسك أبنائه وانتمائهم له، الأمر الذي يعزز قدرة المجتمع على مواجهة التحديات والصعاب التي يواجهها في الحاضر، ويمكّنه من السير بخطى واثقة نحو مستقبل أفضل.

في هذه المناسبة، لابد من تقدير وتكريم ليس فقط من يواجهون الأخطار والمحن وهم يقدمون العون والإغاثة في الكوارث والمحن بل أيضاً من يعملون على منع هذه الكوارث والإعداد لمواجهتها، وكذلك للناشطين في منع الكوارث التي لايمكن مواجهتها وتدبيرها وتقديم العون فيها كالكوارث النووية والتي لايمكن مواجهتها إلا من خلال حظرها وتخليص العالم منها وللأبد.

أذكر هنا على سبيل المثال جمعيات الهيباكوشا اليابانية (الناجون من هيروشيما وناجازاكي)، وجهودها المستمرة في تذكير حكومات العالم وشعوبها بالآثار الكارثية اللاإنسانية للأسلحة النووية، وحثها على حظرها رافعة شعاراتها المعروفة: "لا نريد هيروشيما أخرى، و لا نريد أسلحة نووية في العالم". وأذكر أيضاً حملات القضاء على الأسلحة النووية، والمنظمات العالمية الساعية إلى دفع العالم لأن يخطو خطواته الأولى نحو إزالة ما عليه من أسلحة نووية، وسن معاهدة عالمية تحظر هذه الأسلحة وإلى الأبد.



د. غسان شحرور [email protected]
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)