shopify site analytics
التحديات والفرص في ندوة علمية بجامعة ذمار - النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي النصر للرئيس السيسي - الهجوم الصاروخي لكتائب القسام “المدمر” - السيول تغلق مدارس في محافظة شبوة وسط مطالبات بالحماية - مقتل المقاتل اليمني في صفوف الجيش الروسي في معارك الشرف ضد العصابات الأوكرانية - افتتاح سوق الخمسين المركزي - جامعة سباء تحصل على شهادة الاعتماد الأكاديمي البرامجي الكامل - ثورات طلابية ضد حكومات دولهم بوقف الحرب في غزة،، - محافظ إب يكرم قيادة الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي - الموقع بين الواقع والمُتوَقِّع -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - منذ بداية اندلاع الثورة اليمنية للتغيير وانتقالها لمرحلة صراع البقاء خصوصا بعد التوقيع على المبادرة الخليجية فبين الحين والاخر نرى بعض الاراء التي يكون بعضها مرتبط

الثلاثاء, 21-أغسطس-2012
صنعاء نيوز/بقلم / عمرو محمد ناجي الرياشي -






منذ بداية اندلاع الثورة اليمنية للتغيير وانتقالها لمرحلة صراع البقاء خصوصا بعد التوقيع على المبادرة الخليجية فبين الحين والاخر نرى بعض الاراء التي يكون بعضها مرتبط بمخططات لقيطة من بقايا عائلة نظام علي صالح في محاولة لضرب جذور ثورة التغيير مستخدمة كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة .


طبعا كان القرار الرئاسي الذي اتخذه الرئيس المصري لتغيير رئيس المجلس العسكري مادة دسمة ومدخلا في خلق تشويش لدى الكثيريين من ابناء اليمن خصوصا ان بعض الكتاب اندفعوا نحو الامر بشكل عاطفي اكثر منه واقعيا لخصوصية الحالة اليمنية وما تستلزمة اليمن من مراحل حتى نصل الى ما وصلت اليه مصر نحو ازاحة الحرس القديم في الجيش المصري .


عندما اقول ان لدى اليمن خصوصية تختلف كليا عن مصر في كثير من التعريفات التي تستوجب معرفة التفاصيل لا اعني ابدا بقاء او إبقاء قطبي العسكر (أحمد علي نجل المخلوع و الجنرال علي محسن ) بل السير نحو النقاش بموضوعية دون الدخول في عواطف ثورية لا طائل منها ... فهل حلقات الصراع اليمني تتطابق مع نظيرتها في مصر ؟ وهل تركيبة وتنظيم الجيش المصري عقديا وايدلوجيا متشابهة مع الجيش اليمني ؟


يمكننا الدخول من هذين السؤالين ان ننطلق نحو معرفة الفرق بين اليمن ومصر... قامت الثورتين في مصر واليمن بعد ان اصبحـت ممارســــة الإضطهاد والقهر والعنف وانتشار الاقصاء وصناعة الفساد ذلك الغول القاتل شعاراً يتسابق الاتباع لممارسته ومن يتخلـــف عن اللحاق به يصبح منبـــوذا وبلا هوية .


بالرغم ان الافرازات التي انتجها النظامين في مصر واليمن تسببتا في خروج ثورة عارمة تطالب في التغيير لكن مازالت الايدلوجية للنظامين مختلفة في نشر سمومهما ولذلك طريقة العلاج تختلف .


النظام المصري اعتمد على صناعة مواليين له من المدنيين ومن المقربين له وسيطر على اجهزة الامن لكن الذراع الأقوى وهو الجيش المصري بقي بعيدا عن أي تفاصيل سياسية في كيفية حكم مصر حيث كانت المؤسسة العسكرية المصرية بعيدة عن اية تفاصيل سياسية وقامت بدورها في الحفاظ على السيادة الوطنية كما تعمل به الجيوش المحترفة في العالم .


لكن الامر في اليمن يختلف كليا فقد اقحم نظام علي صالح القبيلة والعسكر ودمجهما في ايدلوجية عقدية الغت العقيدة العسكرية والولاء الوطني المتعارف عليه وهذا الدمج المسخ لم تصب به مصر ولم ينتشر في مفاصل المؤسسة العسكرية المصرية مثلما حدث في اليمن .


فقد اقحمت القوات المسلحة اليمنية والامن في مهام خارج اطارهما الدستوري وتم استخدامهما في الصراعات السياسية والغاء الدور الوطني والمهني لهما وتم مصادرة عقيدة الولاء الوطني لليمن واحلال معايير القرابة والولاء القبلي و العائلي و الشخصي .


فلا كفائه مهنية ولا اهمية للاقدمية في الترقيات و تولي المهام القيادية في الجيش اليمني في امر يكشف الانتهاك الصارخ للدستور اليمني والقانون والغاء الحرفية للجيش اليمني الذي اصبح يقوم بدور تفرضه المصلحة الرئاسية للرئيس والحفاظ على الكرسي الذهبي للحكم .


وصل التنافس بين المكونات القبلية التي سيطرت على المؤسسة العسكرية اليمنية الى مرحلة الصراع الداخلي فيما بينها بعد ان هيمن مشروع التوريث فخرجت صراعات خفية وكان من ثمارها اغتيالات طالت كثير من القيادات المنطوية تحت المؤسسة العسقبلية .


حتى وصل الصراع الى مرحلة حرجة لم يعد بالامكان حلها في الخفاء فأندلعت حروب صعده التي دارت رحاها من اجل تصفية الحسابات بين اقطاب المؤسسة العسقبلية .. حاول الكثير من اقطاب نظام صالح بمن فيهم المتصارعين لاخفاء الامر لكن كما يقال زاد الماء على الطحين .


المعادلة العسكرية القبلية في اليمن لا يمكن تفكييها الى بمعادلة مماثلة لها وبنفس الوزن المعياري ولكن بشكل عكسي .. لو لاحظنا ان فكرة الحرس الرئاسي هي اول خطوة في الاتجاه الصحيح لفك هذه المعادلة وهذه القوة هي اشبه بحرس جمهوري للرئيس هادي وستكون ذو اثر فعال اذا احسن الرئيس هادي اختيار قيادات جديدة تحمل الولاء له .خصوصا أن المرحلة الراهنة تفرض وجود قوة تساعد في تطبيق قرارات الرئيس هادي على الارض .


اذن نجد ان الرئيس المصري محمد مرسي وجد مؤسسة عسكرية على طبق من ذهب مؤسسة تحمل اساسيات الهيكلة الوطنية خالية من العيوب العقائدية وتحمل ولاء يحدده الدستوري المصري ... بعكس الرئيس اليمني عبدربه منصور الذي يواجه جيشين مختلفين في الولاء والزي العسكري والنفوذ الجغرافي داخل اليمن .


فبعد كل هذا التناقض الجوهري بين المؤسسة العسكرية المصرية واليمنية ليس من المنطقي ان ننزل حكما وحدا نحو حالتين مختلفتين في ظل تصارع الأجنحة العسكرية اليمنية الممتد في التاريخ والجغرافيا اليمنية .


لن اخوض كثير بخصوص التأثيرات الخارجية التي تلعب ايضا دورا واضحا في هيكلة الجيش اليمني لكن الامر سيكون مؤقت وسيأخذ فترة زمنية ولن يدوم خصوصا ان الاوضاع الاقليمية التي تدور ستفرض نفسها على ضرورية وجود جيش وطني قوي في اليمن .


وعليه يجب النظر الى الواقع اليمني بعيدا عن المنظار السطحي او المشبوه فمحاولات التفريغ الثقافي للثورة وتفسير مجرياتها تفسير ظاهري وفرض هذه التفسيرات تحت مبررات ثورية قد لا يخدم الثورة اليمنية للتغير ويجعلها تتجه نحو الصراع مع من قاموا بحمايتها ونسيان من قتل ونكل باليمنيين قبل الثورة واثناءها وبعدها .


اخيرا ..... يجب علينا جميعا ادراك طبيعة التعقيد في الصراع اليمني بتفاصيله من اجل الوصول للتغيير القابل للاستمرار لان الطابور الخامس لا يسعون الى نصرة التغيير في اليمن بل خلق رؤية ضبابية ليجدوا لأنفسهم طريقا لإكمال مشروعهم التخريبي .


فحتى هذه اللحظة ماتزال الفرقة المدرعة بقائدها هو من يحمي الرئيس هادي حتى هذه اللحظة وهذا ليس مبررا لبقاء علي محسن لكنه مؤشرا يوضح ان الهيكلة يجب ان تبداء من اسفل الهرم وليس من اعلاه كما يظن البعض .


لا ننكر ان الأشهر تمر بسرعة والاستعجال يأخذنا لكي نرى اليمن خاليا من دوائر الاستبداد ... فربما تحمل الايام القادمة الكثير من القرارات التي قد تكون مدخلا لهيكلة الجيش اليمني . لكن لا ننسى ان عملية الهيكلة ليست بمجرد تغيير او ازاحة قائد الحرس الجمهوري او الفرقة المدرعة وستنتهي الهيكلة لان المواليين لهما بالمئات من قادة الوية وكتائب فيجب ان نراعي أن الانتقال لما نطمح له لن يأتي الى بمراحل متأنية خصوصا ان اليمن مليئ بالكثير من التعقديات التي ورثها منذ عشرات السنين عن طريق أشخاص مازلوا يحلمون حتى هذه اللحظة برجوع زمن الاخفاقات وعبادة الاصنام.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)