صنعاء نيوز/نداء / سامية صالح [email protected] -
نوال اليمني ... وجع ينخر في أعماقنا
ذهبت للعلاج... فعادت خرساء
حين رأيتها احترقت الكلمات في شفتي وتاهت مني جميع عبارات المواساة وأنا أشاهد طفلة لم يتعد عمرها السابعة تكشف فداحة جرمنا وإهمالنا بحقها
رحماك يا الهي... كم نحن مترفون في أستار النعيم حين لا تشكو أجسادنا من وخزة شوكة أو حمى خفيفة ونتنصل من المسؤولية تجاه نوال وكأنها مخلوق لا يربطنا بها أخوة في الدين أو الإنسانية ... نعمة الصحة لا يديمها إلا إحساسنا بالمعذبين الذي عشق الوجع أجسادهم فودعهم النوم وذهب في غير رجعة ... ما أقساه من حال وابتلاء حين يستعصي عليهم النوم من وطأة الوجع فيذيقهم من كؤوسه أصنافا
الطفلة نوال محمد اليمني لم يرحم السرطان صغر سنها فنهش رقبتها وحرمها العيش كباقي أقرانها وحرمها من الأكل والشرب ........ وحتى من النفس الذي ما عادت ترجو سواه !!!
تتحشرج أنفاسها وتجاهد كي تبقى يوما آخر على قيد الحياة ,عجز والديها التخفيف عنها وتمنوا لو كانت العافية تهدى لانتزعاها من جسديهما والبساها ..باعا ما يملكان واستدانا من القاصي والداني وحين طال مرضها تركاها مع أخت لها عند قريب في صنعاء وعادا إلى قريتهم مسلمين أمرها لله يتولاها وعيونهما تنزف دما على حالها... تركاها وما تركها المرض الذي يتمها من حضن أمها وقلبها الصغير يتمزع ألما وحسرة .... رافقها ابن عم والدها في رحلة البحث عن العافية التي تاهت منها في دروب مظلمة فجمع لها من أصحاب القلوب النابضة ما مكنها من إجراء ثلاث عمليات لإزالة الورم المتجذر في رقبتها وفي كل مرة تتحسن تعود لها ضحكتها الآسرة وما إن يعود هذا السرطان الخبيث حتى يطير النوم من عينيها وتمزق صرخاتها سكون الليل وحين لم يجد العلاج الكيماوي نفعا قرر الأطباء سفرها للأردن لعمل جلسات إشعاعية فذهبت وحيدة مع والدها ودعوات والدتها تودعها وبنفقة من فاعل خير تكفل بمصاريفها وعندما زاد الحمل عليه اعتذر عن تحمل بقية النفقات فتسابق الخيرون وأكملوا المبلغ وكلهم شوق لعودتها معافاة لكن لشدة ما لقي جسدها النحيل من علاج كيماوي وإشعاعي وإهمال غير متعمد لغذائها انخفضت مناعتها إلى درجة مخيفة ولم يعد جسدها يتحمل قوة العلاج فأوقف الأطباء الجلسات و.............. عادت نوال وقد خرس الكلام في فمها وفقدت النطق وصار الألم وفراق والدتها وغياب صوتها رفاق غربتها وتحمل قريبها ديونا أثقلت كاهله لكن أمله في الله يهون عليه, ونصحه الأطباء مرة أخرى أن تذهب للعلاج في مستشفى للأورام بمصر أو السعودية لتلقى الرعاية الطبية والغذاء الصحي الذي يكسبها مناعة ومقاومة والأمل كبير جدا في شفائها .......... جف الحبر من قلمي ولم تنته القصة بعد وابتدأ دورنا الآن لنعيد لها الفرحة فان لم تتحرك ضمائرنا ونكون لها أما وأبا ونراها كبعض أولادنا وتجود أيادينا لها بالبذل والعطاء فباطن الأرض خير لنا من ظاهرها و ستحاججنا هذه الطفلة عند ربها يوم نقف بين يديه صاغرين ولا حجة لنا ونحن نشاهدها تصارع الموت وتتشبث بالحياة ونحن نتفرج عليها و نكتفي بعبارات الشفقة
ياااااااارب برحمتك التي وسعت كل شيء انظر لنوال اليمني بعين رحمتك وصب شفائك عليها صبا ومتعها بالعافية كما متعتنا وأولادنا
للتبرع ومد يد العون يمكن الاتصال على الارقام التالية

/00967735220300/00967771946644/00967714360840

ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا