shopify site analytics
تسلحت بأحمر شفاه مسموم.. قصة أميرة مسلمة - إصابة 8 عسكريين في قصف إسرائيلي استهدف سوريا - المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد - بيان للسفير الأمريكي لدى اليمن - انتلجنس: الإمارات تجري مسحاً فضائياً لجزيرة سقطرى - لاخير في مجلسنا وبقيع إمامنا الصادق مُهدّم . - رئاسة مجلس الوزراء يكرم مدير عام مستشفى الامل العربي بالحديدة - سفرة إلى الماضي، بانوراما من وحي خيال الكاتب. - مسابقة أميركية تكرّم المصورين الصحفيين العالميين - الدشتي يكتب : خروج السفراء عن البروتوكولات الدولية "شذوذ" -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - اثار الدكتور مصطفى الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري، عاصفة من الجدل بالقائه حجرا من العيار الثقيل في البركة المصرية غير الراكدة ابدا، بل المتلاطمة الامواج، عندما قال في حديث صحافي لصحيفة

الإثنين, 18-يناير-2010
بقلم/ عبد الباري عطوان -
' ' '

ما طرحه الدكتور الفقي خطير، وهو يفسر بلغة واضحة وصريحة، الكثير من المواقف والسياسات التي تتبناها الانظمة العربية في معظمها حاليا، من حيث الانخراط في مشاريع الهيمنة الامريكية وحروبها دون نقاش، وتجنب اي خطوات يمكن ان تغضب البيت الابيض او اسرائيل.

فالحكومة المصرية تقيم الجدار الفولاذي العازل على الحدود مع قطاع غزة، تنفيذا لاتفاق امريكي ـ اسرائيلي جرى التوقيع عليه من وراء ظهرها، وبتمويل واشراف امريكيين. وكان لافتا ان وفدا من خبراء سلاح المهندسين في الجيش الامريكي قد تفقد امس الجدار، وسير العمل في بنائه، والتأكد من انه يتم وفق المواصفات المطلوبة.

اما بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل الذي كذب على الرئيس مبارك عندما وعده بمساندة مرشح مصر الدكتور فاروق حسني في انتخابات اليونسكو ولم ينفذ، وقتل عملية السلام التي ترعاها مصر بالاصرار على التوسع الاستيطاني في القدس والضفة المحتلتين، فقد زار مصر (اي نتنياهو) مرتين في اقل من ستة اشهر، ووجد كل الترحيب والاحترام خلالهما.

اعتراف الدكتور الفقي، وهو العالم الخبير بدهاليز السياسة المصرية، يعني ان الغالبية الساحقة من الحكام العرب، والجدد منهم على وجه التحديد، معيّنون من قبل الادارة الامريكية او بمباركتها، والشيء نفسه ينطبق على الطابور الطويل من ابناء الرؤساء الذين يتهيأون لوراثة السلطة من آبائهم في اكثر من دولة عربية، وليس في مصر فقط.

نذهب الى ما هو ابعد من ذلك ونقول ان معظم الحكام العرب الحاليين وربما القادمين، هم 'كرزايات امريكا' بصورة او بأخرى، مع فارق اساسي، ان حامد كرزاي، ونظراءه في العراق، جاءوا بعد غزو واحتلال بلديهم، وفي اطار عملية سياسية انبثقت من رحم الاحتلال، تنافست فيها احزاب او شخصيات من خلال انتخابات، واستنادا الى دستور املت بعض بنوده السلطة المحتلة.

وقوع الادارات الامريكية في 'فخ' هذه الانظمة، وقبولها بالتوريث، او مباركتها للحكام المقبلين، بالطريقة التي تتطلع اليها الانظمة في اليمن ومصر وليبيا، هو دليل على جهلها المطلق بالاوضاع في المنطقة، وحقيقة مشاعر مواطنيها والاحتقانات المتفاقمة فيها.

' ' '

تأييد امريكا لعمليات التوريث هذه، واصرارها على منع وصول الديمقراطية الى المنطقة، يعني وببساطة شديدة انها ضد الاستقرار، ومع انتشار التطرف وتحول جميع الدول تقريبا الى دول فاشلة، مثلما عليه الحال في افغانستان والعراق والصومال، وهي الدول التي تدخلت فيها الولايات المتحدة عسكريا.

هذه وصفة لزعزعة استقرار المنطقة، وايصالها الى مرحلة من الفوضى لا يمكن التحكم بها، والنتائج التي يمكن ان تترتب عليها. فالمقولة السائدة حاليا في امريكا ودول غربية اخرى، التي تقول بان التوريث هو استمرار للاستقرار مقولة مضللة ومخادعة، وقد تأتي بنتائج عكسية تماما.

ان اكبر خطأ تقع فيه الادارة الامريكية الحالية هو اللجوء الى الحلول السهلة، التي لجأت اليها الادارات السابقة، لان هذه الحلول وقتية، قصيرة المدى، ستؤدي حتما الى ازمات اكبر واكثر خطورة.

نستغرب ان تؤيد الادارة الامريكية، التي تمثل نظاما جمهوريا، ووصلت الى البيت الابيض عبر انتخابات حرة نزيهة اوصلت اول رجل اسود من اب مسلم مهاجر الى قمة السلطة، تحويل الجمهوريات العربية الى ملكيات استبدادية مطلقة وغير دستورية. اي انها ترفض ان تعطينا ما تطبقه على شعبها.

' ' '

مشكلة امريكا في اليمن هي مشكلتها في معظم الدول العربية الاخرى، اي الفساد والتوريث والدكتاتورية، وليس تنظيم 'القاعدة'، لان التنظيم الاخير هو اعراض جانبية للمرض الاساسي، اي غياب الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة في اطار دولة المؤسسات.

الانظمة المستقرة في الشرق الاوسط هي الانظمة الديمقراطية المنتخبة شعبيا، فلو كان رجب طيب اردوغان معينا بمباركة من البيت الابيض، لما استطاع ان يتحدى اسرائيل ويجبرها على الاعتذار بشكل مهين للمرة الاولى في تاريخها. ولو كان هوغو تشافيز جاء الى الحكم عبر انقلاب عسكري او عملية تــوريث لما اتخذ هذه المواقف المشرفة التي نراها حاليا.

ختاما نتمنى على الدكتور مصطفى الفقي ان يفسر لنا تأييده المطلق للسيادة المصرية، واعتبار الحصار الذي تفرضه حكومة بلاده على القطاع، والسور الفولاذي الذي تبنيه على حدوده تجسيدا لهذه السيادة وحفاظا عليها، بينما يرى موافقة امريكا على الرئيس المصري القادم وعدم اعتراض اسرائيل عليه امرا يتماشى مع هذه السيادة؟

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)