shopify site analytics
200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل - المملكة المغربية..أفول مغرب القرن التاسع عشر وبزوغ فجر عهد جديد!! - الأردن قلعة شامخة في الدفاع عن الأمة وفلسطين؛ ودوره لا يقبل المزايدة - كان طريق تحرير فلسطين مرورا بكربلاء شعارا - رسالة الله إلى العالم أن الثورة الايرانية جاءت لتبقى - بعد إشرافه على إيصال المساعدات إلى غزة - ترشيح مسؤول جديد للأمم المتحدة في صنعا - وصول 19 ضابطا إماراتيا وإسرائيليا إلى جزيرة عبدالكوري - اليمن تحتل المرتبة 6 بقائمة أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي - نقابة المحامين اليمنيين تدين تهديد المحامية نسيم حسين ملقاط -
ابحث عن:



الخميس, 04-أكتوبر-2012
صنعاء نيوز - صنعاءنيوز صنعاء نيوز/د/ سعاد سالم السبع -

استوقفتني كلمة (يوبيل) المضافة إلى احتفالاتنا بالعيد الخمسين لثورة سبتمبر المجيدة هذا العام؛ فبحثت عن معنى اليوبيل وإذا بي أجد أن هناك يوبيلات كثيرة للاحتفال بالأحداث المهمة في حياة الناس؛ منها الاحتفال باليوبيل القطني : بعد مرور عام على حدث معين، واليوبيل الخشبي بعد 5 أعوام ، واليوبيل النحاسي بعد 15 عاماً، واليوبيل الفضي بعد 25 عاماً، واليوبيل اللؤلؤي بعد 30 عاماً، واليوبيل الذهبي بعد 50 عاماً، ولا يزال هناك اليوبيلان الماسي والبلاتيني اللذان يختلفان عن اليوبيلات السابقة في أن لكل دولة نظاما زمنيا محددا في الاحتفال بهما يتراوح ما بين مرور 60- 100 عام على نشأة الحدث..
لم أعرض ما سبق على سبيل الانتقاد لأصل الكلمة فحياتنا كلها تقليد في تقليد، لكني عرضت مراحل اليوبيل لتلاحظوا معي -أيها القراء الكرام- كيف أن قيمة المعدن ترتفع بارتفاع سنوات عمر المناسبة التي يتم الاحتفال بها، وهذا يعني أن الاحتفال بالمناسبة في كل يوبيل ينبغي أن يكون موازيا لسنوات عمرها فرحة وإنجازا ، فهل منجزات ثورتنا تتوافق مع سنوات عمرها؟!!
لقد مرت الثورة السبتمبرية بست يوبيلات وهذا هو السابع، وقد كثر المتحدثون عن منجزات سبتمبر المجيد حتى أجحفوا في حقها ونسبوها إلى أفراد مع أنها منجزات شعب، ولن أتطرق لهذه المنجزات لأنها واضحة للجميع، فلا أحد يستطيع أن ينكر أن ثورة سبتمبر قد نقلت اليمن من حياة العدم وعبادة الفرد والأسرة الواحدة إلى حياة تحكمها الأهداف والتطلعات إلى مستقبل زاهر..
وها نحن في هذا العام نحتفل بأهم منجز لثورة سبتمبر في عيدها الخمسين وهو بدء ثورة التغيير؛ فهذه الثورة هي الوليد الشرعي لثورة سبتمبر، الوليد الفتي الذي جاء ليساند الأم ويستعيد لها كرامتها، ويعيد للشعب اليمني الأمل في الانخراط في مسار الدول المتقدمة ..
لا أبالغ إذا جزمت بأن الشعب اليمني كله يشعر بغصة كلما مضى عام على ثورة سبتمبر دون اكتمال تحقيق أهدافها، إلا أنه شعب صبور وفي لثورته ، وللثوار الحقيقيين الذين قامت على جماجمهم ثورتا سبتمبر وأكتوبر ، وأصبحوا في عداد المنسيين بفعل لصوص الثورة ، ومع كل ما نشعر به من ألم على ضياع الكثير من الفرص التي أتيحت لتحقيق كل أهداف الثورة بسبب الفساد والفاسدين إلا أننا لا يمكن أن نجحد فضل ثورة سبتمبر وما حققته من إنجازات لهذا الشعب العظيم، ومن غير الوفاء أن نتنكر لجهود الشرفاء الذين عملوا من أجل أهداف الثورة خلال نصف قرن من الزمن ولم يظهروا لا في المكاسب ولا في التكريم..
نعم بكل ألم؛ نعترف أن الظروف السياسية والاجتماعية التي مرت بها اليمن خلال خمسين عاما قد تسببت في تعثر تحقيق بعض هذه الأهداف وتلك التطلعات، بل وأخيرا تسببت في انحراف مسار الثورة السبتمبرية نحو تمكين التسلط الفردي، فاقتصر خير الثورة على أفراد لا يتعدون أصابع اليد، كانوا من أعداء الثورة فأصبحوا هم المسيطرون على خيراتها..
ولكن على الرغم من كلما حدث من جرائم في حق الثورة؛ فإن ثورة سبتمبر قد منحت الشعب اليمني الكثير من المنجزات ، ومن أهم هذه المنجزات أنها أثرت في الإنسان اليمني وخلقت لدى الشباب هذا الوعي بمعنى الثورة وهذه القوة في الحق، وغرست في هذا الشعب الشعور بضرورة التغيير؛ فانتفض الشعب ضد الوضع السياسي الفاسد، الذي اشتركت في فساده كل الأطياف السياسية ، كل بمقدار قوته وقربه من مواقع صنع القرار..
وإنه لولا ثورة سبتمبر والوعي بأهدافها الستة لما كانت هناك ثورة شبابية، ولما نزل الشعب اليمني إلى الميادين لإحداث التغيير، فثورة سبتمبر هي التي مكنت الشباب من التعبير عن غضبهم ومن إسقاط نظام سياسي عرقل تحقيق أهداف الثورة، واستثمر خيرات الوطن لبناء أساطيل الفساد من كل الأحزاب، فثار الشباب انتصارا لأهداف سبتمبر، ولم يخرجوا في أهداف ثورتهم عن أهداف ثورة سبتمبر العظيم، فهم يبحثون عن وطن يعود مرة أخرى إلى طريق ثورة سبتمبر ويحقق أهدافها الستة على أرض الواقع..
لقد ثار السبتمبريون على نظام حكم فردي واحد حجب الحياة عن الشعب كله بحكم الفكر المتخلف الذي كان يؤمن به الأئمة، فخضع الشعب لهم وحكموه بالخوف والخرافة، فجاءت ضرورة التخلص من هذا النظام بفعل ثوري مسلح، وحين تحرر الشعب من الخوف من هذا الحكم الأسري انطلق الشعب بكل فئاته الاجتماعية لتأييد الثورة والجمهورية، وكان أهم رافد لتوحيد الرؤى حول الجمهورية هو الإعلام، فانتصرت الثورة والجمهورية وأحكم الثوار سيطرتهم على مؤسسات الدولة وبدأ العمل على تحقيق أهداف الثورة، وتوقف الفعل الثوري المسلح..
أما الشباب في ثورة التغيير فإن ثورتهم ثورة سلمية ، ولهذا فمعاناتهم أكبر في ظل بقاء ثقافة السلاح، كما إن أعداء التغيير كثر ولا يزالون أقوياء، ولذلك فتحقيق أهداف ثورة التغيير يحتاج لوقت طويل ولجهد ومثابرة وصبر ووعي عميق بوسائل الثورة لأن ثورة التغيير لم تعد على جهة واحدة كما كان في العهد الإمامي، بل على منظومة سياسية متهالكة سلمت الوطن بجميع ثرواته ومنجزاته الوطنية- بوعي وبدون وعي- لأعداء الوطن، فصار الوطن ملكية خاصة لشخصيات فاسدة انتهازية وقوى نافذة عقيمة وجهات مخربة مستفيدة من انحراف مسيرة سبتمبر..
إن ثورة التغيير هي المولود الشرعي لثورة سبتمبر؛ وهذا واضح في توافق أهداف الثورتين، والفرق بين الثورتين هو فارق زمني صنعته خمسون عاما من السكوت على الممارسات الخاطئة من قبل أصحاب القرار؛ ونتج عن هذا السكوت فارق في قوة العدو، فأعداء ثورة التغيير أكثر وأقوى ، والتحديات أمام ثورة التغيير أكبر وأخطر، وأصبح هناك اختلاف في طبيعة المواجهة، وفي نوعية وسائل التغيير ، فوسائل ثورة التغيير أغنى وأكثر، والوعي بها أقوى وأعمق..وعلى ذلك فإن ثورة التغيير لا تزال في مرحلتها الأولى..
وستستمر ثورة الشباب من أجل التغيير وستحاكم ثورة التغيير كل من استغل ثورتي (سبتمبر وأكتوبر) لإهانة الشعب اليمني والإثراء على حسابه، وستظل ثورة التغيير قائمة حتى يطمئن الشعب إلى أن ثورة سبتمبر وثورة أكتوبر قد رجعتا إلى مسارهما الصحيح، وأصبح الوطن وخيراته للجميع ..

< - أستاذ المناهج وطرائق التدريس المشارك بكلية التربية –جامعة صنعاء
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)