صنعاء نيوز/عبدالله حزام -
الذي يحدث في جامعة صنعاء شيء مؤسف، ولايمكن وصفه بعبارة لائقة أكثر من كونه وضعا يقدم جامعاتنا في هيئة جامعات تعيش أزهى عصور (البهذلة).!!
< لقد تحول الحرم الجامعي.. وخلو بالكم من (حرم جامعي) هذه إلى ساحة صراع تجاوز حدود لياقة السياسي والأكاديمي والنقابي.. صراع وصل إلى نقطة احتباس وقودها الأسرة الجامعية برمتها طلبة وموظفين وأكاديميين بعد أن جرى تطويع أدوات الصراع المادية من بنادق وسلاسل وحجارة وشتيمة قاذعة لفظا ومعنى.. في حرب هي الأندر في العصر الحديث..
< وبالمناسبة أدعو الجميع إلى قراءة سورة ياسين إلى روح الجامعة التي كانت يوما - ما - مهبط الوئام والقيم المثلى..!!
< شيء مؤسف بالفعل أن نشاهد سيناريو الضرب الذي يتعرض له معلمو المدارس بانتظام حاضرا في الجامعة نسخ لصق وكأن الجامعة مدرسة كبيرة والسلام.. وهنا ليس أمامي - إلا أن احمد الله - الذي لايحمد على مكروه سواه بعد تحقق ذلك الكابوس بالصوت والصورة داخل الحرم الجامعي مؤخرا!!
< فكرت في الأمر مليا - وحدثت نفسي سرا - بتخريجات صاحبي الدكتور الفلكي الذي قال لي مطلع العام 2012:الوطن العربي واقع تحت سطوة مجال كهرومغناطيسي تسبب بتسونامي الاحتجاجات التي حملت في ما بعد ماركة اسمها ربيع عربي. قلت: ربما حال الجامعة من ذلك البعض الكهرومغناطيسي الذي يؤثر على طبائع الناس.. من يدري؟!
< للأسف الجامعة اليوم تَدهس ماتبقى من هيبتها وقيمها.. أيا كانت المطالب التي تنادي بها القبيلة الأكاديمية ورعاياها من الموظفين والطلبة.. بعد أن تعطلت لغة الحوار وزاد رصيد الكلام الذي يقول لصاحبه دعني..!!
< أنا مع حق عضو هيئة التدريس والموظف الغلبان في الحصول على قطعة ارض تلم شتاتهم الأسري وتذهب برعب المؤجر وهو شاهر سيف تغوله إلى الأبد.. لأن الأرض حق طبيعي لكن على المطالبين بالأرض على قاعدة الأرض مقابل السلام أن يصلوا على رسول الله ويصرفوا نظر عن ارض مذبح الجامعية المخصصة لجامعة ثانية وان يستعيدوا شريط دموع وآهات الطلبة الذين وجدوا أنفسهم هذا العام خارج مقاعد الجامعة بسبب عدم كفاية الكليات القائمة وطاقتها الاستيعابية المحدودة التي وضُعت في زمن كان ساكنو صنعاء فيه لايزيدون عن المليون نسمة.!!!
< عادي يأخذوا على أنفسهم قليل ويسهلوها ويقبلوا بأرض أخرى خارج أسوار الجامعة تحت ضغط المصلحة العامة.. ولهم كل التقدير.
< والأمر عينه في قضية انتخاب القيادات الأكاديمية الذي لا أعارضه - بقدر ما أعارض - الضرب بنصوص قانون الجامعات ولائحته التنفيذية عرض الحائط.. لأن القانون هو سيد الموقف والسعي والنضال إلى تعديله هو عين الصواب بعيدا عن استدعاء ماعون الجيران وأهل الثغور وحشد كل ذلك لمعركة.. السياسي فيها والحزبي هو ( بيت العصيد) الذي معه تحولت الأسرة الجامعية إلى راقص في بيت عزاء.!!
< وأعتقد أن المسألة ليست في القرارات لأنها سهلة.. لكن الأصعب هو ترميم نسيج الأسرة الجامعية بعد الذي تعرض له من التهتك.. مع ذلك لازلت أراهن على حكمة رئاسة جامعة صنعاء ونقابة هيئة التدريس للملمة الموقف بحوار صادق وجدي يمنع اتساع الخرق على الراقع ويتيح للقبيلة الجامعية أن تغلق منافذ وخوازق كل مايعكر جو البيئة الجامعية..
< وعلى الجميع أن يستوعبوا أن المرحلة بحاجة إلى خطاب تسامح وحب وسلام.. والتغيير أتاح لنا الدخول في ذلك الخطاب.. لكن دون تخوين.. ومحاكمة للنوايا.. وليدخل الجميع هذا الجو لأن ما اعتقده صوابا في هذه اللحظة: أنه ليس لدى اليمنيين الحقيقيين، ماهو أكبر وأبقى من اليمن ومصلحة اليمن.. واستتباب وضع الجامعة من مصلحة اليمن.. واليمن هذه المسكينة تعبت سياسة وصلّعت اقتصاديا واجتماعيا بسبب الصراعات السياسية..!!
< أتمنى أن يعيد الجميع قراءة الواقع بوعي المصلحة العامة.. وإلاّ رددنا مع الراحل المحضار: الزمن ماتغير بس أهل الزمن ويلاه متغيرين!!!