shopify site analytics
مئتا يوم على “طوفان الأقصى” وحرب غزة.. معادلات ترسم مستقبلاً جديداً للمنطقة - السراج رئيس المجلس الرئاسي السابق يظهر من جديد - ياهؤﻻء حب اليمن.. ليست شعارات ومهرجانات - تفاعل متنوع في الأردن مع ظهور السنوار - ذبح قرابين "الفصح اليهودي" في المسجد الأقصى - جثث دون رؤوس وأجساد دون جلود في غزة - التحالف يحتجز 13 يمنيا في مطار عدن للحد من السفر إلى روسيا - حسين محب..يكفينا..يكفي..!! - الهجوم العسكري الإيراني على إسرائيل رسائل متعددة - زيارة السوداني الى واشنطن... الدلالات والنتائج. -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الأربعاء القادم ينعقد مؤتمر لندن الذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني (جوردن براون) بخصوص اليمن مع أول يوم في هذا العام فجعل الأنظار في الدنيا كلها تتجه صوب هذا البلد تبحث عما إذا كان قد أصبح يهدد الأمن والسلام العالميين بالفعل... وأظن أن مجيء العشرات من ممثلي الوسائل الإعلامية الدولية إلى صنعاء بعدها قد جعلهم يدركون أن حقيقة الأوضاع ليست كما تصوروا حيث كانوا يظنون أنهم سيجدون بلداً يتقاتل شعبه في كل الشوارع لكنهم على العكس من ذلك رأوا أوضاعاً مستقرة وطبيعية والناس يعيشون حياتهم بشكل اعتيادي...

بالطبع لا أقصد بذلك أن كل شيء على ما يرام إلا أن مشاكلنا معروفة وواضحة وهي لا تعني بحال من الأحوال أن البلد على وشك التفكك والنظام على وشك الانهيار كما يحلو للبعض تصويره، وأظن أن هذا ما أدركه هؤلاء الصحفيون فكتب بعضهم بواقعية أفضل مما يكتبه بعض زملائنا الذين يحرضون الخارج على وطنهم للأسف الشديد ولا يتورعون عن ترديد أحاديث من نوع أن هناك تحالفاً بين النظام والقاعدة أو أن هذه الأخيرة كانت جزءاً من النظام وما شابه ذلك من أقوال وكتابات مؤسفة بحق. 

وكما يظن بعض الحالمين الرومانسيين أن مؤتمر لندن سيدر علينا ذهباً وأموالاً، فإن بعض المصابين بكوابيس المؤامرات السوداء يظنون أن مؤتمر لندن سيجلب لنا الاحتلال والدمار والثبور وعظائم الأمور... وبين هؤلاء وأولئك يجب على حكومتنا الرشيدة أن تذهب برؤية واقعية وعملية لتتحدث مع أقطاب المجتمع الدولي الذين سيجتمعون لأول مرة على هذا المستوى الوزاري الرفيع ليستمعوا إلينا بجدية في مؤتمر لن تزيد فترة انعقاده عن ساعتين إلى ثلاث بالكثير وهي كافية إن أجدنا عرض طبيعة مشكلاتنا، ذلك أن ما يجب أن نعلمه جيداً هو أن المجتمع الدولي- وفي مقدمته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا - يريدون اليمن بلداً موحداً قوياً مستقراً معافى اقتصادياً وليس غير ذلك، فالذين يتوهمون أن الغرب يريد احتلال اليمن أو تفكيكه يجب أن يراجعوا أنفسهم بدلاً عن ممارسة تحريض الداخل على الخارج وتحريض الخارج على الداخل، ذلك أن معاناة الغرب في العراق وأفغانستان واضحة ولم يعد هناك مجال لفتح بؤر أخرى.

السبت, 23-يناير-2010
نصر طه مصطفى -
الأربعاء القادم ينعقد مؤتمر لندن الذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني (جوردن براون) بخصوص اليمن مع أول يوم في هذا العام فجعل الأنظار في الدنيا كلها تتجه صوب هذا البلد تبحث عما إذا كان قد أصبح يهدد الأمن والسلام العالميين بالفعل... وأظن أن مجيء العشرات من ممثلي الوسائل الإعلامية الدولية إلى صنعاء بعدها قد جعلهم يدركون أن حقيقة الأوضاع ليست كما تصوروا حيث كانوا يظنون أنهم سيجدون بلداً يتقاتل شعبه في كل الشوارع لكنهم على العكس من ذلك رأوا أوضاعاً مستقرة وطبيعية والناس يعيشون حياتهم بشكل اعتيادي...

بالطبع لا أقصد بذلك أن كل شيء على ما يرام إلا أن مشاكلنا معروفة وواضحة وهي لا تعني بحال من الأحوال أن البلد على وشك التفكك والنظام على وشك الانهيار كما يحلو للبعض تصويره، وأظن أن هذا ما أدركه هؤلاء الصحفيون فكتب بعضهم بواقعية أفضل مما يكتبه بعض زملائنا الذين يحرضون الخارج على وطنهم للأسف الشديد ولا يتورعون عن ترديد أحاديث من نوع أن هناك تحالفاً بين النظام والقاعدة أو أن هذه الأخيرة كانت جزءاً من النظام وما شابه ذلك من أقوال وكتابات مؤسفة بحق.

وكما يظن بعض الحالمين الرومانسيين أن مؤتمر لندن سيدر علينا ذهباً وأموالاً، فإن بعض المصابين بكوابيس المؤامرات السوداء يظنون أن مؤتمر لندن سيجلب لنا الاحتلال والدمار والثبور وعظائم الأمور... وبين هؤلاء وأولئك يجب على حكومتنا الرشيدة أن تذهب برؤية واقعية وعملية لتتحدث مع أقطاب المجتمع الدولي الذين سيجتمعون لأول مرة على هذا المستوى الوزاري الرفيع ليستمعوا إلينا بجدية في مؤتمر لن تزيد فترة انعقاده عن ساعتين إلى ثلاث بالكثير وهي كافية إن أجدنا عرض طبيعة مشكلاتنا، ذلك أن ما يجب أن نعلمه جيداً هو أن المجتمع الدولي- وفي مقدمته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا - يريدون اليمن بلداً موحداً قوياً مستقراً معافى اقتصادياً وليس غير ذلك، فالذين يتوهمون أن الغرب يريد احتلال اليمن أو تفكيكه يجب أن يراجعوا أنفسهم بدلاً عن ممارسة تحريض الداخل على الخارج وتحريض الخارج على الداخل، ذلك أن معاناة الغرب في العراق وأفغانستان واضحة ولم يعد هناك مجال لفتح بؤر أخرى.

أتصور أن مؤتمر لندن يمكن أن يكون فرصة حقيقية لعرض قضايانا عليه وبالتالي اكتساب تعاطف حقيقي معها، فنحن نعاني من مشكلات اقتصادية مؤرقة وهي تكاد تكون السبب الأساسي لبروز تيارات التطرف والعنف بصورها وأشكالها المختلفة من انفصالية وقاعدية وحوثية... ومع إدراكنا أن هذا المؤتمر ليس مؤتمر مانحين ولن يقدم مساعدات اقتصادية لكنه يمكن أن يكون مفتاحاً لدعم حقيقي وجاد لليمن في قابل الأيام، وهذا سيعني بالتأكيد أن نعيد النظر في الكثير من آليات أدائنا الإداري والاقتصادي على المستوى الوطني خلال الفترة المقبلة لنكون أهلاً للتعامل الكفؤ مع كل أشكال الدعم والتعاون المتوقعة.

المصدر : سبتمبرنت

الكشافة تقر برنامج نشاطها الكشفي الداخلي والخارجي للعام الحالي


[22/يناير/2010]
صنعاء ـ سبأنت : يحيى عسكران
أقرت جمعية الكشافة برنامج نشاطها الداخلي والخارجي للعام الجاري ، والمزمع انطلاقه في فبراير المقبل باستثناء البرنامج الاجتماعي لشباب الكشافة بمخيم المزرق للنازحين والذي بدأ مطلع الشهر الحالي ويستمر حتى نوفمبر المقبل .

واحتوى برنامج النشاط الكشفي على 23 فعالية داخلية و19 مشاركة خارجية، شملت مختلف البرامج التي تساهم في إعادة بناء الحركة الكشفية وتفعيل دور المفوضيات بالمحافظات للقيام بدورها في توزيع المهام الكشفية وتشكيل الفرق وتأهيل القادة الكشفيين .

وحسب البرنامج الزمني لخطة الجمعية للعام الحالي تلقت وكالة الأبناء اليمنية (سبأ) نسخة منها فإن إعادة تشكيل الفرق الكشفية وتنظيم دورات تدريبية لقادة الفرق الكشفية الجديدة بـ 11 محافظة وتفعيل دور المفوضيات تصدرت قائمة البرنامج خلال الفترة المقبلة علاوة على تأهيل قيادة الفرق الكشفية بالمدارس والأندية والجامعات والمعاهد الفنية والمهنية وإيجاد قاعدة بيانات للحركة الكشفية .

وتضمنت خطة الجمعية إقامة ملتقى كشفي احتفاءا بعاصمة الثقافة الاسلامية" مدينة تريم حضرموت " على مدى ستة أيام خلال مارس القادم، تليها فعالية الاحتفال بيوم الأخوة الكشفية وتكريم 20 من رواد الحركة الكشفية بأمانة العاصمة والمحافظات، وإقامة ورشة عمل حول اعداد ادلة المناهج الكشفية المتطورة .

وتعقد الجمعية ضمن خطتها لقاءات بالجهات ذات العلاقة لتحديد دورها في دعم الحركة الكشفية ومنها وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والتعليم الفني والتدريب المهني والاعلام والمجالس المحلية في مايو المقبل إضافة الى عمل دراسة لـ 40 مشارك من المتفرغين بالعمل الكشفي في الجمعية والمفوضيات تنفذ بمحافظة عدن .

وتوزع نشاط الكشافة على الزيارات الميدانية الى مفوضيات 11 محافظة لمتابعة انشطتها ومدى تنفيذ برامجها ، وكذا تأهيل 20 إعلاميا من المفوضيات والجمعية في دورة تدريبية تقام في يونيو القادم وتنظيم الاحتفال بالعيد الوطني الـ 20 للجمهورية اليمنية 22 مايو ، والمشاركة في تدشين المراكز الصيفية بالمحافظات.

وشمل برنامج النشاط الكشفي للعام الحالي إقامة الملتقى الكشفي الوطني الثالث بأمانة العاصمة والمخيم الكشفي الصيفي الثاني بمدينة المكلا محافظة حضرموت في يوليو على مدى 10 أيام، إضافة الى تنظيم المخيم الكشفي الوطني والاحتفال بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر الذكرى الـ 48 حفل إيقاد الشعلة .
وتضمن نشاط الكشافة إقامة احتفالات بالأيام النوعية على مدار العام وإقامة الندوات الوطنية لشباب وقادة الحركة الكشفية وأولياء الأمور بأمانة العاصمة ومحافظات عدن والضالع وأبين وصعدة ولحج وشبوة وصنعاء بدءا من يناير وحتى ديسمبر من العام الحالي .

وأقرت جمعية الكشافة إقامة مخيم كشفي شبابي لـ 200 جوال تزامنا مع تنظيم خليجي 20 بمحافظتي عدن وأبين خلال نوفمبر المقبل، إضافة الى معسكر " لقاء الشباب للشباب " على مدى اسبوع بمشاركة 200 كشاف عربي في ديسمبر القادم واللقاء الدولي لحماية البيئة بجزيرة سقطرى.

وفيما يخص الأنشطة الخارجية أقرت جمعية الكشافة المشاركة في المؤتمر الكشفي العربي الـ 26 المقرر اقامته في السودان في يناير الجاري، واللقاء الكشفي العربي للمسؤولين الأوائل عن البرامج وتنمية المراحل والدراسة الكشفية العربية التجريبية لمفوضي المراحل الجدد.

وتشارك الجمعية في الندوة الكشفية العربية لإعداد التجمعات الكشفية الكبرى واللقاء الكشفي العربي الـ 11 للمسؤولين عن التوعية الصحية واللقاء الكشفي العربي الـ 17 للمسؤولين عن المشروعات الخاصة واللقاء الكشفي العربي العاشر عن دور الكشافة في الحفاظ على البيئة .

وضم برنامج النشاط الخارجي المشاركة في اللقاء الكشفي العربي الـ 14 لمسؤولي مجالات العمل الكشفي، والدراسة الكشفية العربية الثانية لتأهيل مساعدي مفوضي تنمية القيادات والدراسة الكشفية العربية للمتفرغين بالعمل الكشفي بقطاع التربية والتعليم.

وكذلك المشاركة في اللقاء الكشفي العربي لمسؤولي خدمة تنمية المجتمع ومسؤولي المنظمات ذات العلاقة واللقاء الكشفي الـ 12 للمفوضين الدوليين العرب ومساعديهم واللقاء الكشفي الدولي الـ 13 للتعرف على الحضارات وتبادل الثقافات واللقاء الكشفي العربي الـسادس للمسؤولين عن التخطيط الاستراتيجي بالجمعيات.

وستشارك الجمعية في المخيم الكشفي العربي الـ 29 والندوة الكشفية العربية الـ 16 لعرفاء الطلائع واللقاء الثاني لمسؤولي المواقع الكشفية على الشبكة العنكبوتية في لبييا خلال مارس القادم وتنظيم الدبلوما الثالثة في مجال الاعلام والاتصال والتسويق الكشفي بالمركز الكشفي في يونيو.

واعتبر المفوض العام لجمعية الكشافة عبدالكريم الضًحاك في تصريح لـ (سبأ) تنفيذ خطة الجمعية لهذا العام كفيل بتفعيل دور شباب الكشافة في خدمة وتنمية المجتمع عبر تطبيق تلك البرامج على ارض الواقع .

ولفت الضحاك إلى ان الجمعية تسعى للتغلب على الصعوبات المالية وإيجاد حلول ناجعة تسهم في تشجيع القادة الكشفيين والشباب للعمل بروح الفريق الواحد فيما بينهم.

وقال :"إن الجمعية تستعد حاليا لتنفيذ خطتها على المستوى الوطني وأهمها تشكيل الفرق الكشفية وتأهيل القادة الكشفيين", مؤكداً حرص الجمعية وسعيها لتوفير كافة أشكال الدعم للمفوضيات الكشفية بالمحافظات بغية القيام بواجبها وتفعيل نشاطها في شتى المجالات .

واضاف أن الجمعية بصدد فتح موقعا الكترونيا عبر شبكة الانترنت لعرض الانشطة والبرامج الكشفية التي سيتم تنفيذها والانجازات التي حققتها الجمعية إضافة الى تلبية احتياجات الشباب واشباع قدراتهم ومهاراتهم في شتى المجالات ا لابداعية .

وكانت جمعية الكشافة والمرشدات نفذت العام الماضي عدد من البرامج والأنشطة منها البرنامج الاجتماعي للعنف ضد المرأة ودورات تدريبية لقادة الفرق الكشفية بمديرية الرجم محافظة المحويت ومدينتي المكلا وسيئون محافظة حضرموت .

في حين شاركت الجمعية في الندوة العربية لعرفاء الطلائع ورواد الرهوط في الأردن واللقاء العربي لتبادل الثقافات والتعرف على الحضارات بجمهورية مصر العربية واللقاء الـ 18 للجوالة العرب الذي عقد في مدينة صلالة بسلطنة عمان، واللقاء السنوي للمسؤولين الأوائل بالمفوضيات الكشفية بالمحافظات والجمعية.

ونظمت المخيم الكشفي الوطني الـ 19 من مواليد الوحدة اليمنية والاحتفال بأعياد الثورة اليمنية وحفل ايقاد الشعلة الذكرى الـ 47 والمخيم الكشفي الوطني الصيفي والملتقيات الكشفية للأنشطة والبرامج الوطنية.



سبا

مسؤول حكومي: 8 الاف و 900 اسرة نازحة جراء الأعمال الإرهابية في صعدة


[22/يناير/2010]
صنعاء - سبأنت:

قال مسؤول حكومي أن عدد الأسر النازحة جراء الأعمال الإرهابية التي تسببتها عناصر التمرد والارهاب في محافظة صعدة حتى منتصف يناير الجاري 8 الاف و 900 اسرة نازحة.

وأوضح مدير عام فرع صندوق الرعاية الاجتماعية بالمحافظة المشرف العام لعملية المسح احمد العويري لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ أن
أعمال المسح الميداني للنازحين في المخيمات وخارجها بمحافظة صعدة والذي ينفذه مجلس التنسيق للمنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية
العاملة بالتعاون مع صندوق الرعاية الاجتماعية متواصلة وفق آلية تنقل الفرق الميدانية من خيمة الى خيمة و منزل إلى منزل لجمع المعلومات والبيانات اللازمة عن كل اسرة نازحة بمدينة صعدة.

مبيناً أن أعمال المسح الجارية حاليا تهدف إلى توحيد الكشوفات والاسماء لاسر النازحين دون تكرار وتسهيل عملية تقديم المساعدات وتوزيعها من قبل المنظمات حسب المناطق التي تتولى تقديم المساعدات للنازحين .

وأشار إلى أن اعمال المسح تتضمن النازحين ما قبل الحرب السادسة ومابعدها والذين قدموا الى مدينة صعدة من مختلف المديريات بحثاً عن
ملاذ امن بعد فقدانهم لكثير من ممتلكاتهم وتشريدهم من قبل العناصر الارهابية.

وأشار أن هناك عدد من المخيمات تضم العديد من الأسر النازحة منها مخيم سام بمنطقة الجوازات ومخيم الاحصاء بمنطقة الضباط ومخيم الجبانة جوار مستشفى السلام وهناك نازحين باحياء المدينة داخل المنازل وخارجها يعمل على حصرهم واعمال المسح ثلاثين عاملاً على مداء اسبوعين والتي بدأت مطلع هذا الاسبوع وعدد من مشرفي المسح ورؤساء الفرق الميدانية.



سبأ

عبد المطلب.. قصة صراع بين أب ثري وابنه.. والانزلاق نحو الإرهاب
الاربعاء 2010/01/20 الساعة 16:20:59

عمر الفاروق

التغيير – صنعاء :

قبل أن يختفي عمر الفاروق عبد المطلب بفترة في جبال اليمن الوعرة، محذرا أباه: «هذه هي آخر مرة سوف تسمع فيها مني»، كان التوتر قد دب بين الأب وابنه المعتقل حاليا في الولايات المتحدة بعد محاولته الفاشلة لتفجير طائرة أميركية قادمة من أمستردام، وذلك وفقا لرواية مسؤولين نيجيريين بارزين.

وعلى الرغم من أن عمل والد عمر عبد المطلب في مجال البنوك وفر له ثروة طائلة، سمحت له ببناء مسجد يحمل اسم العائلة في الجوار واستئجار إمام خاص بالمنزل، فإن أولاد عمومة عمر يقولون إن الابن كان يشجب مهنة أبيه علانية لأنها تعتمد على الفوائد المصرفية، ويحاضره عن ضرورة تركها.

ويقول أحد أولاد عمومته الذي رفض الإفصاح عن هويته لأن العائلة منعت التواصل مع وسائل الإعلام: «عندما كان يعود لقضاء العطلة معنا، كان ينصح أباه بالتوقف عن العمل في مجال البنوك لأنه لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية».

وقد يعكس تحول عبد المطلب من كونه طالبا متفوقا إلى إرهابي ومتهم بمحاولة تفجير طائرة متجهة إلى ديترويت في 25 ديسمبر (كانون الأول) من خلال المتفجرات التي كانت في ملابسه الداخلية، الصراع بينه وبين والده، وبين التطرف والتدين، وبين الاستثمار في هذه الحياة وشاب منعزل يسعى إلى الحياة الآخرة في هذه الحياة، وهو صراع في المجتمعات الإسلامية وليس فقط في الشرق الأوسط أو في مراكز الآيديولوجيات الجهادية مثل لندن، فهو يظهر كذلك في كادونا التي تقع في شمال نيجيريا، والتي نشأ بها عبد المطلب وكان يعود إليها لقضاء العطلات، حيث إن الخط الفاصل بين التدين والتطرف فيها ليس واضحا على الإطلاق، فهي البلد التي تراقب فيها الشرطة الإسلامية تطبيق القواعد الأخلاقية، وهي البلد التي قتل فيها العشرات في واقعة عنف ديني خلال مسابقة ملكة جمال في عام 2002، وهي البلد التي تتواصل فيها حتى أكثر العائلات التي تعيش بالأساليب الغربية، مثل أسرة عبد المطلب، مع رجال الدين الذين يعتنقون أفكارا مناهضة للغرب ولإسرائيل.

وفي ذلك السياق يقول شيهو ساني، أحد الجيران: «لمدينة كادونا تاريخ طويل من التطرف الديني والتعصب، فالعنف موجود بها منذ أكثر من ثلاثين عاما. وتلك هي البيئة التي يكبر فيها أشخاص مثل عمر الفاروق، فأنا لا أعتقد أنه حصل على كافة أفكاره الراديكالية من اليمن».

ويؤكد المحللون أنه على الرغم من ندرة انخراط شخص ثري مثل عمر الفاروق في نشاطات متطرفة، فإن ذلك ليس حادثا فريدا، مستشهدين بعدد من الحالات الشهيرة. فعلى سبيل المثال فإن جون ووكر ليند، الأميركي الذي اعتقل وهو يقاتل لصالح «طالبان» في شمال أفغانستان، هو ابن لمحامٍ، نشأ في ضاحية راقية وثرية بمارين كاونتي بكاليفورنيا، كما أن والد أسامة بن لادن كان أحد المقاولين الأثرياء في السعودية، بينما ينحدر أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، والطبيب، من أسرة عريقة في مصر.

ووفقا للمحللين فإن عبد المطلب - وكذلك الظواهري - يشترك مع الكثير من المتطرفين البارزين في خاصية أخرى، وهي وفقا لما يقوله هاني نسيرا مدير «مركز المسبار للدراسات والأبحاث» والمتخصص في الحركات الإسلامية: «إنه منعزل ولديه شعور بالوحدة»، مضيفا: «إن ذلك النوع من الأشخاص يكون في العادة مختلفا عن المحيطين به وغير قادر على اكتشاف ذاته».

ومن جهة أخرى فإنهم في معظم الأحوال ينحدرون من عائلات ربما تراقب أداءهم التعليمي ولكنها، كما يقول نسيرا، ليست لديها فكرة عن «أهوائهم واحتياجاتهم السيكولوجية والفكرية». ويؤكد نسيرا أن ذلك يدفع الشاب الذي يشعر بالوحدة أو ربما الاكتئاب إلى البحث عن انتماءاته في تلك «الاتجاهات الدينية» التي تكون في بعض الأحيان متطرفة للغاية.

وكان ذلك الانفصال عن الآخرين والغلو في الإسلام عاملين أساسيين في حياة عبد المطلب، وفقا لما قاله بعض أفراد أسرته وأصدقائه وزملائه. وكان ذلك واضحا قبل أن يبدأ في إرسال ذلك النوع من الرسائل النصية الهاتفية الحادة إلى أبيه، التي قال فيها إنه وجد «الإسلام الحقيقي» وإن على أسرته «أن تنساه»، وفقا لما قاله ابن عمه، وهو ما أقلق أباه إلى الدرجة التي جعلته يحذر المسؤولين الأميركيين في نوفمبر (تشرين الثاني) من أن ابنه أصبح يمثل خطرا أمنيا.

ومن جهته يقول بابا أحمد، زوج خالة عبد المطلب والذي يدير محطة تلفزيونية في كادونا: «لم يكن يتعاطى الخمر بتاتا، ولم يكن يسلك مثل أقرانه، فقد كان يكثر من الجلوس في المنزل وقراءة القرآن».

وفي الوقت الذي كان أطفال العائلات الثرية الأخرى يذهبون إلى الحفلات، كان عبد المطلب يقضي وقته خلال زيارته لبلدته في شوارع البلدة وفي المسجد الذي أنشأه والده، مسجد «الحاج عمر مطلب»، وهو المسجد الذي يحمل اسم جده، وكان يصلي دائما في الصف الأول. وكان تدينه واضحا للغاية حتى إن بعض الشباب هنا كانوا يسخرون منه، وفقا لما قاله أحد الجيران. كما أن ذلك التدين كان سببا في الصراع مع عائلته رغم أنها عائلة متدينة.

ويعرف الحراس الأمنيون، الذين يعملون في طريق أهمان باتيغي، الطريق الذي تصطف على جانبيه أشجار النخيل والمانجو في تلك المدينة المتربة، والذين يعملون بحي «أنغوان ساركي» الراقي، ذلك جيدا. فذات مساء أحضر عبد المطلب طبقا من بقايا طعام عشاء أسرته (طبق والده) كي يعطيه لأحد الحراس، وكان رد فعل أمه بشأن ذلك الانتهاك لأصول اللياقة مبالغا فيه، حتى إن جميع العاملين المحليين حولهم سمعوا بالأمر، ولم يتجاوز رد فعل الشاب الهادئ على غضبها سوى تلاوة آية من القرآن الكريم حول واجباتهم نحو الفقراء.

ويقول ابن خالته: «لم يكن مقربا من أبيه»، مؤكدا أن المشكلات تزايدت بعدما أعرب عمر الفاروق وهو في الواحدة والعشرين من عمره عن رغبته في الزواج، حيث رفض والداه قائلين إنه لم يحصل حتى على درجة الماجستير.

ووفقا للأشخاص الذين يعرفونه في كادونا فإنه لم يكن مقربا من أي أحد على الإطلاق في كادونا، فذلك الفتى الذي كان يلعب كرة السلة والبلاي ستيشن مع ابن عمه بسعادة، انعزل واحتمى بإيمانه.

وكان عبد المطلب قد أعرب في أحد التعليقات التي أرسلها على شبكة الإنترنت في 2005 عندما كان طالبا في المدرسة الداخلية البريطانية في توغو المجاورة، عن إحساسه بالعزلة قائلا: «أشعر بالاكتئاب والوحدة، ولا أعرف ماذا أفعل، وأعتقد أن ذلك الإحساس بالوحدة سوف يقودني إلى مشكلة أكبر».

وكان التحول الذي حدث في عام 2007، عندما كان يدرس الهندسة الميكانيكية في جامعة يونفرسيتي كوليدج لندن، تحولا عميقا. فوفقا لما يقوله بابا أحمد: «كان قد تغير، فكان يقول: (الإسلام، الإسلام، الإسلام)، وكان يقول إنه يجب علينا جميعا أن نتغير وأن نعود إلى الإسلام». مضيفا أنه حتى في الشهور الأخيرة أصبح ذلك الشاب المرح الذي كان يعرفه ينصحه بعدم حضور الحفلات. ويقول بابا أحمد إنه كان دهشا للغاية من ذلك التحول.

ومن جهة أخرى، فللسياسة الراديكالية جذور قوية، فعندما كان عبد المطلب في لندن كان يعيش وحده، وفقا لأحد أصدقائه، في منزل أسرته الذي يقع في شارع مانسفيلد في مبنى فخم مزين بالأعمدة البيضاء يقع في حي راقٍ على مقربة من متنزه ريغينت بارك الذي يعج بسيارات المرسيدس والبنتليز. وتلقي الصحف والجيران، بل وحتى بعض أفراد أسرته في نيجيريا، باللوم على أسرته لأنها لم تفرض عليه رقابة كافية، وهو أحد مظاهر ما يطلقون عليه الإهمال الشائع بين النخبة النيجيرية، والذي أدى إلى انجرافه صوب التطرف.

وربما كانت أسرته تعتقد أن تدين عبد المطلب سوف يقف حائلا بينه وبين الخلاعة، وهو ما كان بالفعل، على الأقل من وجهة نظر تقليدية. ولكنه اتخذ منحى مختلفا تماما، حيث كان يواظب على حضور الصلوات بمساجد لندن تحت عيون الأمن البريطاني نظرا لوجود صلات بين المترددين على تلك المساجد وبين المتطرفين. وعلى الرغم من أنه كان من الواضح أنه كان يتواصل مع الإرهابيين المشتبه بهم، بل إنه ظهر على «هامش تحقيقات أخرى» مع الراديكاليين المشتبه بهم هناك، فإنه لم يتم اعتباره إرهابيا مشتبها به، وفقا لأحد المسؤولين بالاستخبارات المضادة ومكافحة التجسس. وفي ذلك السياق كانت الأسرة الإسلامية بالكلية، والتي كان يترأسها عبد المطلب في الفترة من 2006 إلى 2007، قد ساعدت في تنظيم أسبوع الحرب على الإرهاب وحجزت قاعة فسيحة للمحاضرة الافتتاحية. ووفقا لفابيان دي فابياني، أحد الطلاب الذين حضروا تلك المحاضرة، فقد كانت القاعة ممتلئة حيث كان بها نحو 150 شخصا. وكان بعض أعضاء الأسرة يرتدون ملابس برتقالية تماثل التي يرتديها معتقلو غوانتانامو، وكانوا يقفون على الأبواب لتوزيع بيانات على الحضور.

وأضاف فابياني أن عبد المطلب كان يجلس في المكان الذي يخصص في العادة للمحاضر، وكان يجلس على مقربة شديدة من معظم بيج، المعتقل السابق بغوانتانامو، والذي كانت تربطه صلات بأنور العولقي، وهو الإمام الراديكالي والذي يعتقد المسؤولون أن عبد المطلب قد التقى به قبل شروعه في المحاولة الإرهابية الفاشلة. وفي حوار أجري معه أقر بيج بحضور تلك المحاضرة، ولكنه أكد أنه لا يذكر التقاءه بعبد المطلب.

ومن جهته يقول فابياني: «كنا نجلس في القاعة عندما عرضوا شريط فيديو يبدأ بلقطات للبرجين بعدما تعرضا للهجمة الإرهابية، ثم انتقلوا لصور (المجاهدين) وهم يقاتلون ويطلقون الصواريخ في أفغانستان. سادت بعدها حالة من التوتر لأن الكثير من الحضور شعر بالصدمة من مدى تطرف ذلك العرض، وبدا الأمر بالنسبة لي وكأنه عملية غسل مخ، فقد بدا الأمر وكأنهم يحاولون تجنيد الناس».

وبالطبع يوجد فارق كبير بين التقوى الدينية والسياسة الراديكالية والعنف، فبينما «اتجه الكثير من الناس إلى التطرف الإسلامي لم يلجأ سوى حفنة قليلة منهم إلى إراقة الدماء»، وفقا لما قاله المسؤول بمكافحة التجسس. ومنذ تلك العملية الإرهابية كانت الكثير من المقالات بالصحف وعلماء النفس، بل وبعض المسؤولين في نيجيريا، يشيرون إلى أن عبد المطلب لا يعد نيجيريا وأن أفكاره نجمت عن دراسته بالخارج.

وعلى الرغم من ثراء أسرة عبد المطلب فإنها لم تكن بمنأى عن الحمى الإسلامية التي أدت إلى اندلاع العنف بكادونا.

يذكر أنه في عام 2002 أثار الشباب المسلم الشغب واصطدموا بالمسيحيين على إثر نشر إحدى الصحف مقالا «تدافع فيه عن مسابقة ملكة جمال العالم المقرر إقامتها في أبوجا وأقحمت فيه اسم الرسول». وقد أسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل 220 شخصا وحرق 16 كنيسة و9 مساجد، و11 فندقا، و189 منزلا، وفقا لإحدى جماعات حقوق الإنسان التي يرأسها السيد ساني، أحد جيران عمر الفاروق.

وعلى الرغم من أن العنف لم يمسّ هدوء منزل تلك الأسرة الثرية، فقد تكون الآراء الراديكالية التي تخللت المجتمع نجحت في ذلك. فقد كانت أسرة عبد المطلب تواظب على حضور الصلوات في أكبر مساجد كادونا، وهو مسجد السلطان بيلو، وفقا لما قاله إمام المسجد. ويقول ناصر عباس، أحد الناشطين بحقوق الإنسان والذي يواظب على حضور خطبة الجمعة بذلك المسجد، إن الخطبة عادة ما تحمل خطابا مناهضا للغرب وإسرائيل. ويضيف: «تدور الخطب هناك حول ما تقترفه إسرائيل في حق الفلسطينيين وقدر المساهمات التي تقدمها أميركا لإسرائيل». ويؤكد ناصر عباس أن الخطب المناهضة لإسرائيل وأميركا يمكن أن تسمعها في كافة مساجد كادونا.

ومما لا شك فيه أن والد عمر الفاروق لم يكن يعتنق مثل تلك الأفكار بما أنه كان أول من يطلق صافرة الإنذار بشأن ابنه، إلا أن ذلك لا يعني أن عبد المطلب كان يلتقي بأشخاص مثل الإمام إبراهيم آدم، الذي قال إنه ذهب قبل ذلك إلى منزل الأسرة والتقى بأبيه في تجمع ديني، ولقاء آخر للنظر في اقتراح بإنشاء بنك إسلامي يمكن أن يرأسه عبد المطلب، وفقا للموقع الإلكتروني للبنك. ومن جهته قال الإمام بحذر، والذي أكد رفضه لتلك الهجمات الإرهابية: «إن المسلمين اليمنيين، لا النيجريين، هم الذين يجب عليهم مهاجمة أميركا».

وما زال حتى الآن سبب إبلاغ والد عمر الفاروق عنه موضوعا للجدل بين أفراد أسرته، فوفقا لعمه بابا أحمد فإن قرار الأب بإبلاغ الأميركيين يتوافق مع معتقداته الدينية. ويضيف السيد بابا أحمد أن والد عمر الفاروق تعامل مع خبر اعتقاله بنفس الطريقة، «فقد تمتم بآية من القرآن». ويروي بابا أحمد عنه أنه قال: «هذه محاكمة يمكن أن يصبح فيها ابننا مصدرا للشقاء أو السعادة».

ولكن ابن عم عبد المطلب والذي طلب عدم الإفصاح عن هويته كان لديه تفسير آخر: «إنه رجل له استثمارات في العالم الغربي قبل ميلاد عمر نفسه، فهو لديه منزل تبلغ قيمته 4 ملايين جنيه إسترليني في لندن. وكان الفتى يعرض كل شيء للخطر».

يذكر أن عبد المطلب لم يكن يبدو مضطربا عندما كان يدرس خلال العام الماضي في دبي بالإمارات، بل كان أداؤه فوق المتوسط، وكان يقرأ القرآن بهدوء خلال تنقله بالأتوبيس من بيت الطلاب الذي يقيم به إلى الحرم الجامعي يوميا، وفقا لأحد زملائه ومدير المدرسة. ولكن يبدو أنه كان بينه وبين نفسه حانقا على الدنيوية المحيطة به، وكان قد دخل في جدال مع أبيه بشأن جدوى برنامج المال والأعمال الذي التحق به قبل أن يتوقف عن متابعته على نحو مفاجئ. فيقول أحد المسؤولين العرب ذوي الصلة بالاستخبارات في الخليج العربي: «لقد كان أبوه يريده أن يواصل دراسته، ولكنه لم يكن يريد ذلك». ويضيف المسؤول أن عبد المطلب كان غاضبا، «وأنه سافر إلى اليمن دون إذن والده».

وقد دخل عبد المطلب اليمن في 4 أغسطس (آب) بتأشيرة لاستئناف دراسته في معهد صنعاء للغة العربية، والذي درس فيه اللغة العربية في الفترة بين 2004 و2005. ولكن ذهنه كان في تلك المرة منصرفا إلى أمر آخر، وكان يقدم حججا دائمة لتغيبه عن حضور الدروس. فوفقا لأحد زملائه الأميركيين، أخبرهم عبد المطلب في إحدى المرات أنه يعاني من التهاب في الحلق وأنه «يفكر في الذهاب إلى دبي للحصول على فحص طبي هناك، فقلنا له إنه توجد مستشفيات هنا». مضيفا أنه كان يغادر في بعض الأحيان الفصل خلال المحاضرة لأداء الصلاة. ويحاول المحققون في الوقت الراهن جمع معلومات حول تحركاته، لكي يفحصوا كيف تمكن من الاختفاء عن الأنظار بعدما تم اقتياده إلى المطار في 21 سبتمبر (أيلول)، وكانت معه تأشيرة خروج. ويقول المسؤولون اليمنيون إنه ذهب إلى الجبال الوعرة والمنعزلة بمقاطعة شبوة، حيث التقى هناك بعناصر من تنظيم القاعدة قبل أن يغادر في 4 من ديسمبر قبل عدة أسابيع من محاولته تفجير الطائرة المتجهة إلى ديترويت.

وقد بذل والد عبد المطلب جهودا حثيثة للعثور عليه بعد اختفائه، واستعان بأحد أصدقائه النافذين، وهو مستشار سابق بالأمن القومي، لكي يتعقب أثر ابنه من خلال الاستعانة بالاستخبارات النيجيرية، ولكن المدير الجديد للوكالة لم يوافق على ذلك، وفقا لما قاله بعض المسؤولين النيجيريين.

فيقول أحد المسؤولين البارزين بالأمن النيجيري: «لقد كان الانطباع هو أنهم يريدون الاستعانة بجهاز الاستخبارات للعثور على الابن المدلل لرجل ثري يلهو في مكان ما. ولكنني لا أعتقد أنه فعل شيئا من ذلك. فلم يكن لهذا الفتى أي فكرة عن الإرهاب».

ومنذ اعتقاله لم يظهر عمر الفاروق علانية. ويقول بابا أحمد عن ذلك: «يشعر أبوه بقلق بالغ، والجميع هنا قلقون».

المصدر : الشرق الأوسط

إنقاذ اليمن
مي يماني الجمعة 2010/01/22 الساعة 08:15:07

لقد انضم اليمن فجأة إلى أفغانستان وباكستان باعتباره خطراً يهدد الأمن العالمي. والواقع أن المراقبين باتوا ينظرون إلى اليمن على نحو متزايد بوصفه دولة تمر بأولى مراحل الفشل وملاذاً بديلاً محتملاً لتنظيم القاعدة.

ويبدو أن محاولة تفجير الطائرة التي كانت متجهة إلى ديترويت في يوم عيد الميلاد على يد رجل شاب من نيجيريا تلقى تدريبه على يد تنظيم القاعدة في اليمن لفتت انتباه الغرب إلى المشاكل التي تعيشها البلاد. وفي أعقاب ذلك الهجوم الفاشل، بادر الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إلى توحيد جهودهما في الدفع من أجل عقد مؤتمر في لندن لاقتراح حلول لأزمة اليمن التي كانت موضع تجاهل في السابق.

ولكن إذا اقتصر تركيز المؤتمر على تواجد القاعدة في اليمن، فإن الضرر الذي سوف يترتب على هذا سوف يكون أعظم من النفع الذي قد يجلبه. لذا، يتعين على المؤتمر بدلاً من ذلك أن يركز على معالجة القضايا الأوسع المرتبطة بالاستقرار السياسي والاجتماعي داخل اليمن.

إن تنظيم القاعدة ليس الخطر الرئيسي الذي يهدد أمن اليمن واستقراره، ولكن جغرافية اليمن والمشاكل السياسية التي تحيط به تناسب الأنشطة التي يمارسها التنظيم. والمظهر اللافت للنظر بشكل خاص في هذا الأمر هو انتشار العقيدة الدينية الوهابية المتزمتة، التي صدّرتها المملكة العربية السعودية إلى اليمن، ولكنها الآن توفر تربة خصبة لتجنيد الشباب اليمنيين الساخطين لشن هجمات على المملكة العربية السعودية.

إن اليمن يعاني من مشكلتين محوريتين: الحرب الأهلية الدائرة التي تشنها الحكومة ضد قبيلة الحوثيين في شمال البلاد، وقمع الحركة الانفصالية في الجنوب. والواقع أن عجز حكومة اليمن عن التوصل إلى حل سياسي لهاتين المشكلتين هو ما يقود البلاد الآن إلى حافة التفتت والانهيار.

حتى الآن يبدو أن أوباما وبراون عاجزان عن التوصل إلى فهم كامل لحقيقة مفادها أن مشاكل اليمن تمتد إلى ما هو أبعد كثيراً من تواجد تنظيم القاعدة في البلاد. ونتيجة لهذا فإن الأمر يبدو وكأنهما يلعبان لصالح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي يريد استغلال مؤتمر لندن كوسيلة للحصول على الدعم الغربي، وخاصة المعونات العسكرية، حتى يتمكن من الاستمرار في شن حروبه ضد الحوثيين في شمال البلاد والانفصاليين في جنوبها.

لقد نجح توظيف صالح للخطر المتمثل في وجود تنظيم القاعدة للحصول على الدعم المالي والأمني الإضافي اللازم من كلٍ من الغرب والمملكة العربية السعودية. والواقع أن محاولة التفجير في يوم عيد الميلاد كانت في نظره بمثابة هدية من السماء. والمعضلة التي يواجهها صالح الآن هي أن المساعدات الغربية قد تأتي الآن مصحوبة بالتدخل المتزايد في شؤون اليمن الداخلية في حين يريد صالح أن يغمض العالم عينيه عن أسلوبه في إدارة الحرب الأهلية في البلاد.

إن الغرب وعلي عبد الله صالح لا يواجهان نفس العدو. فتنظيم القاعدة هو عدو الغرب، في حين أن الحوثيين والانفصاليين هم أعداء صالح. ولكن إذا كان للغرب أن ينجح في الحد من أنشطة تنظيم القاعدة في اليمن، فلا بد وأن يعمل على دفع صالح إلى التوصل إلى التسوية مع الحوثيين والانفصاليين، وهذا يعني تقاسم السلطة معهما. ومن المؤكد أن صالح سوف يقاوم هذه المساعي.

في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي دعا صالح إلى الحوار الوطني، ولكن بشروطه: استبعاد الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين من الحوار ما لم يعلنوا تأييدهم للدستور اليمني الذي أبقى علي عبد الله صالح في السلطة لعقود من الزمان. ولكن التوجه المتشدد الذي يتبناه صالح غير ناجح. والدليل على ذلك أن أكثر من نصف أراضي اليمن باتت على وشك الإفلات من تحت سيطرة الحكومة.

ولا ينبغي للولايات المتحدة أن تفاجأ بأيٍ من هذه التطورات، وذلك لأن التورط الأميركي في اليمن ليس بالأمر الجديد. فقد كان تنظيم القاعدة في اليمن مستهدفاً منذ تفجير المدمرة الأميركية يو إس إس كول في ميناء عدن في العام 2000. وفي شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي أسفرت الضربات الصاروخية التي شنتها الولايات المتحدة باستخدام طائرات من دون طيارين على مدينتي أبين وشبوة عن مقتل عدد من أعضاء تنظيم القاعدة، فضلاً عن عدد من المدنيين.

إن مكافحة تنظيم القاعدة في اليمن باستخدام هذه الوسائل قد تؤدي إلى الحد من الإرهاب مؤقتاً، ولكنها لن تنهيه. والسؤال الحقيقي المطروح الآن هو ما إذا كان الغرب سوف يعالج الاستراتيجيات السياسية والعسكرية الفاشلة في اليمن، والتي تشكل السبب الرئيسي وراء انتشار تنظيم القاعدة في البلاد؟ ولن يتحقق أي احتمال لاحتواء تنظيم القاعدة إلا إذا كان إنقاذ الدولة اليمنية من نفسها هدفاً للتدخل الغربي.

والدولة اليمنية ليست الطرف الوحيد المذنب هنا. فقد لعب جيران اليمن أيضاً دوراً مهماً. فقد صدَّرَت المملكة العربية السعودية إلى اليمن الوهابية وفكر القاعدة من خلال تمويل الآلاف من المدارس حيث يتم تدريس التعصب. فضلاً عن ذلك فقد دأبت المملكة العربية والسعودية والكويت على طرد العمال اليمنيين منذ حرب الخليج في عام 1991. وفي الشهر الماضي وحده طردت المملكة العربية السعودية 54 ألف عامل يمني.

ورغم أن اليمن جزء من شبه الجزيرة العربية جغرافياً، إلا أنه مستبعد من مجلس التعاون الخليجي، أولاً لأن حجمه كان من شأنه أن يمنحه نفوذاً عظيماً في المجلس إذا انضم إليه ـ فهو أكثر بلدان شبه الجزيرة العربية اكتظاظاً بالسكان. والواقع أن عدد سكان اليمن يتجاوز عدد سكان كافة البلدان الأعضاء الستة في مجلس التعاون الخليجي مجتمعة.

لقد حصل صالح على دعم قوي من مجلس التعاون الخليجي في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي لمساندته في حروبه الداخلية، كما دخلت المملكة العربية السعودية في مواجهة عسكرية مباشرة مع الحوثيين، حيث عبر جيشها حدود اليمن. ولكن امتناع بلدان مجلس التعاون الخليجي عن فتح اقتصادها للشباب اليمنيين ـ رغم احتياجها الدائم إلى العمالة المستضافة ـ يتسم بقصر النظر الشديد.

يتعين على الولايات المتحدة وبريطانيا ـ وكلاهما من رعاة مجلس التعاون الخليجي ـ أن يشجعا أعضاء المجلس على احتواء اليمن إذا كانت لديهما الرغبة في حل مشاكله. والواقع أن العمال اليمنيين معروفون بمهارتهم. لذا فبدلاً من تصدير التطرف الديني إلى اليمن، فإن استيراد قوتها العاملة من الممكن أن يعمل على تحييد مشاكل اليمن.

إن مؤتمر لندن المقبل إما أن يكون فخاً للغرب أو بداية لجهد صادق نحو ذلك النوع من الإصلاح الداخلي القادر على منع اليمن من التحول إلى أفغانستان أخرى. أما إذا انساق الغرب وراء تصوير صالح للحرب ضد القاعدة فسوف يقع لا محالة في شرك يدفعه إلى دعم صالح وسياساته الفاشلة. ولكن إذا نظر الغرب إلى ما هو أبعد من الإرهاب في محاولة جادة لاستئصال الأسباب الحقيقية لمشاكل اليمن، والضغط على صالح لحمله على البدء في تقاسم السلطة، فلن يضطر اليمن إلى التحول إلى ملاذٍ آمن آخر للإرهاب.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)