shopify site analytics
شحنات المبيدات كحرب إبادة لليمنيين وكقضية وطنية ؟! - الإفراط في استخدام المبيدات وسوء استخدامها في ورشة عمل بذمار - 200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل - المملكة المغربية..أفول مغرب القرن التاسع عشر وبزوغ فجر عهد جديد!! - الأردن قلعة شامخة في الدفاع عن الأمة وفلسطين؛ ودوره لا يقبل المزايدة - كان طريق تحرير فلسطين مرورا بكربلاء شعارا - رسالة الله إلى العالم أن الثورة الايرانية جاءت لتبقى - بعد إشرافه على إيصال المساعدات إلى غزة - ترشيح مسؤول جديد للأمم المتحدة في صنعا - وصول 19 ضابطا إماراتيا وإسرائيليا إلى جزيرة عبدالكوري -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - صنعاءنيوز

الجمعة, 09-نوفمبر-2012
صنعاء نيوزبقلم الدكتور: أحمد بن فارس السلوم * -


قد يسرق رجل متاع رجل، فيلحق به الضرر، فيعاقبه الشرع بقطع يده، لأنه أضر بممتلكات رجل واحد، ويكون بعد ذلك بين الناس منبوذاً مكروهاً.
ولكن أن يسرق رجل أو رجال مستقبل أمة، وثورة جيل، فنحن هنا لا نتكلم عن ضرر مقصور على فرد أو فردين، بل متعدٍ لأمة بأجمعها، قد يكلفها أجيالا وأجيالا.. وقد لا يكون قطع الأيدي في هذه السرقات مجديا..
الأمة العربية والإسلامية لم تكن تعرف هذه الأنظمة العلمانية المستبدة من قبل، ولكن هذه الأنظمة المتسلطة استطاعت أن تسرق ثورة الشعوب الأولى ضد المستعمر الأجنبي، فضاعت دماء أجدادنا التي سالت لتطهير بلادنا من المستعمر، ووجهها سراق الثورات ومغتصبوا الشعوب لمصالحهم الخاصة.
ومرت أمتنا بكابوس طويل سُرقت فيه قضايانا خلف شعارات كاذبة، وضعها سراق الثورات، ولعل القضية الفلسطينية أوضح مثالٍ على ذلك، كيف اختُطفت من قبل نظام الأسد الممانع لعقود..حتى تجلت حقيقتهم وإن كانت هي من قبل - على العارفين - جلية.
سراق الثورات يتوارون في الظلام، ولا يكون لهم أي دور أو تضحية في الثورة نفسها، ولكنهم يظهرون فجأة في لحظة حاسمة ليقوموا بدورهم المشبوه، ثم يذهبون، بعضهم قد يتعمد سرقة الثورة، وبعضهم قد يُستغل دون أن يشعر.
هؤلاء السراق أخطر على الأمة من العدو الخارجي، لأنهم يفرضون على الأمة ما لا تستطيع جحافل الأعداء فرضه عليهم، ولأنهم يغتصبون مصيرهم من بين أيديهم، وهم ينظرون..
قديما خشي عمر الفاروق هؤلاء الناس على المسلمين، فأعلنها مدوية إنه سيحذر الناس منهم، وذلك لما رغب بعض الناس أن يسوِّق لأناس بأعيانهم فيوليهم شؤون الرعية دون إجماع من الناس، هذا مع أننا نعتقد أنهم كانوا في زمن فاسقهم خير من صالحنا!!
قال ابن عباس رضي الله عنهما: كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمنىً، وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها، إذ رجع إليّ عبد الرحمن فقال: لو رأيت رجلاً أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين،
هل لك في فلان يقول: لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا... فغضب عمر ثم قال: إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذي يريدون أن يغصبوهم أمورهم ..
قال عبد الرحمن: فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل، فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتى تقدم المدينة
فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكناً، فيعي أهل العلم مقالتك، ويضعونها على مواضعها، فقال عمر: أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة ..
قال ابن عباس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس، حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالساً إلى ركن المنبر، فجلست حوله تمس ركبتي ركبته، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب، فلما رأيته مقبلاً قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل:
ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف، فأنكر علي وقال: ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله !!
فجلس عمر على المنبر، فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فاني قائل لكم مقلة قد قُدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي ...
إنه بلغني أن قائلا منكم يقول والله لو مات عمر بايعت فلانا، فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت، إلا وأنها قد كانت كذلك، ولكن الله وقى شرها وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين، فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا... فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا..
هذا الخبر المشهور مروي في صحيح البخاري، لكأننا اليوم نعيشه واقعا، لقد كثرت الدعاوى وانتشرت الشائعات حول الثورة السورية، وتصدر أناس لها فنصبوا أنفسهم قيمين عليها، وصار لهم دوي وزحل، حتى شتتوا الأنظار، وأصخبوا الأسماع..
لئن سميناهم بسراق الثورات أو سماهم عمر رضي الله عنه بمغتصبي أمور الناس، فإن الحقيقة واحدة، وهي أنهم يتسللون لخطف آمال الشعوب ووأد تطلعاتها، وفرض تصورهم الخاص المحبوس على مصالهم الذاتية.
الثورة السورية ليست ملك رجل ولا رجلين، ولا هيئة ولا هيئتين، إنها ملك شعب كامل، قُتل في سبيلها، وهُجر من أجلها، وفقد الغالي والنفيس فيها، فلا يحق لأحد أن يجعل من نفسه وكيلاً عليها، فيضع لها خططا ودساتير لا تقبلها الشعوب ولا تحقق آمالها..
انني أحذر في هذا المقال ما حذر مِنه عمر الفاروق رضي الله عنه ، واحذر فئتين من الناس:
-احذر هؤلاء الذين يلهثون خلف بريق السلطة، ولمعان الشهرة، فيقدمون أنفسهم للغرب ولأمريكا على جهة الخصوص على أنهم قادة في المجتمع السوري، ويثبتون أنفسهم لدى الغرب عن طريق القبول بكل ما يمليه هؤلاء حتى لو خالف ثوابتنا وقيمنا..
اذكر هؤلاء إن نفعت فيهم الذكرى، بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم على الناس ، فحرم من أجل مسألته .. فكيف بمن يرسم سياسة لأمة قد تسير عليها الأمة لعقود طويلة، سيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة..
انتبهوا فأنتم تتعاملون من أمم وشعوب..
-وأحذر كذلك الشعوب من أن تكون لقمة سائغة، يسهل انتهاشها، أو عرضا مباحا يتكرر اغتصابه، مِن قِبل سراق الثورات ومغتصبي الشعوب، فالوعي الوعي، والفهم الفهم.
إن شعبنا المسلم الذي خرج في ثورته من المساجد والمحاريب، وأعلن الشهادة سبيلاً للتحرير لن يقبل أن تذهب دماء أبنائه الطاهرة لأجل دستور علماني، أو منهج شرقي أو غربي، إن أبناءنا في بلاد الشام لم يقتلوا إلا على راية لا إله إلا الله، ولن نحافظ نحن على دمائهم إلا إذا رفعنا الراية التي من أجلها قضوا، وعلى دربها سقطوا..
الوقت لا يحتمل منا تجربة مناهج ودساتير أخرى، كي نفيق بعد أربعة عقود أخرى على ويلاتها، تماما كما أفقنا الآن بعد أربعة عقود على ويلات البعث النصيري..
سراق الثورات ومغتصبوا الشعوب.. هم أعداءنا على الحقيقة ، حالهم كحال بشار الأسد لا يختلفون كثيرا..
إلا أن بشار الأسد يقتل شبابنا وهؤلاء يقتلون آمالنا ومستقبلنا..

http://alsalloom.blogspot.com/
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)