صنعاء نيوز/عبدالخالق البحري -


دشنت اليوم في محافظة الحديدة فعاليات الدورة التدريبية الخاصة بمكافحة الملاريا في محور تهامة والتي استهدفت 40كادراً يمثلون منسقي البرنامج الوطني لتنمية الاحتياجات الأساسية وممثلي المجتمعات المحلية بالمحافظة، والتي ينظمها على مدى ستة أيام برنامج تنمية الاحتياجات الأساسية بوزارة الصحة العامة والسكان بالتعاون والتنسيق مع البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا ومكتب الصحة العامة والسكان والمجلس المحلي بالمحافظة.
وفي افتتاح فعاليات الدورة أكد الأخ/ حسن أحمد الهيج أمين عام المجلس المحلي بمحافظة الحديدة اهتمام وحرص قيادة المحافظة تقديم التعاون والمساعدة مع مختلف الجهات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بالصحة لما من شأنه القضاء على الطفيل الناقل لبعوض الملاريا والأمراض الأخرى المنقولة بواسطة النواقل بمحور تهامة..
وأشار الأخ الأمين العام للمجلس المحلي إلى أن تكاثر وانتشار مخاطر الملاريا في محور تهامة تتركز بسبب انتشار وتكاثر بؤر توالد البعوض على طول الشريط التهامي وعدم الاستخدام الأمثل والصحي لخزانات مياه الشرب لدى المواطنين.. وحاجة المحافظة الملحة الى تكثيف وتوسيع أنشطة التوعية والتثقيف المستمرة في مختلف المناطق والمديريات النائية بمحور تهامة، وإيجاد مجتمع يعي بمخاطر وآثار المرض وأساليب الوقاية والمكافحة.. مبدياً استعداد وتوجه المجلس المحلي تقديم الدعم والتسهيل والتعاون المباشر لتكامل وتكاتف الجهود الوطنية للقضاء على بعض الملاريا في محور تهامة.. داعياً كافة الجهات المعنية وعلى رأسها مكتب الصحة والمواطنين العمل بروح الفريق الواحد لإنجاح جهود الدولة في القضاء على الملاريا وكافة الأمراض المنقولة بواسطة النواقل في كافة المناطق التهامية بالمحافظة.
من جانبه أشار الدكتور/ عبدالرحمن جار الله مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة الى اهمية الدورة التدريبية الخاصة بمكافحة الملاريا كونها تتزامن مع موسع انتشار البعوض الناقل للملاريا والامراض الاخرى.. منوهاً الى ان الملاريا وطرق محافحتها في محور تهامة تحتاج إلى بذل الكثير من التعاون والجهود من قبل الجميع سواء العاملين الصحيين والمواطنين ومنظمات مجتمع مدني لتحقيق النجاح المطلوب في القضاء على الملاريا نهائياً من جميع المناطق التهامية.
إلى ذلك أشار الدكتور/ فيصل محسن القهالي مستشار وزير الصحة العامة والسكان مدير عام البرنامج الوطني لتنمية الاحتياجات الأساسية بوزارة الصحة العامة والسكان في كلمته إلى أن المبادرات المجتمعية تمثل محوراً رئيسياً من محاور خطة تطوير صحة الأفراد والمجتمعات يحرص الجميع الالتزام بها..
واستعرض الدكتور فيصل جهود وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية في تبني إستراتيجية تحقيق الصحة للجميع من خلال تفعيل دور المشاركة المجتمعية، وتطبيق برامج تنمية المجتمع وكذا تفعيل دور مشاركة القطاعات الخدمية وحق الوصول للرعاية الصحية الأولية والعدالة في توزيع الخدمات التي تقدم للمجتمع، والتي انبثقت عنها مبادئ الاحتياجات الأساسية والسعي إلى إيجاد مدن وقرى صحية والتركيز على تفعيل دور ومشاركة المرأة في الصحة والتنمية.
ونوه الأخ مستشار وزيرة الصحة إلى المرتكزات الأساسية للبرنامج الوطني لتنمية الاحتياجات الأساسية بوزارة الصحة العامة والسكان الذي صمم على أساس المشاركة التفاعلية للمجتمع من خلال وضع الصحة كمحور في الأجندة الاجتماعية السياسية وجعل المواطنون شركاء لتعزيز أنماط الحياة الصحية وتحسين الخدمات البيئية والتقليل من وطأة الفقر، مفيداً بأن التعامل مع المياه هي البيئة الخصبة والوحيدة لتوالد وتكاثر بعوض الملاريا والأمراض الاخري، فالقضاء على مسببات الأمراض قبل حدوثها ذات أهمية كبيرة لتجنب الجميع مخاطر الوقوع في المرض القاتل وتجنب نفقات المواطن، فمن خلال تحديد أماكن تجمع المياه وتعريف الأفراد بطرق وأساليب تخزين وحفظ المياه وطرق الوقاية من لدغ البعوض ومعرفة أعراض الإصابة بالمرض يستطيع أفراد المجتمع الوقاية والسيطرة على المرض بأبسط الأساليب وأقل التكاليف.
وأشاد مدير عام البرنامج الوطني لتنمية الاحتياجات الأساسية بوزارة الصحة العامة والسكان بدور ودعم منظمة الصحة العالمية لمختلف الأنشطة الصحية والطبية في اليمن.. داعياً المشاركين الاستفادة القصوى من أهداف وبرامج الدورة الوطنية والخروج برؤى موحدة تسهم في توعية وتعريف المجتمعات المحلية بطرق وأساليب مكافحة الملاريا والحد من انتشارها، وإيجاد مجتمع صحي ينعم بالصحة ويسهم في البناء والتنمية.
من جهته أشار الدكتور/ شوقي عبدالله الماوري نائب مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا إلى أن محور تهامة يمتد من البرح بمحافظة تعز إلى الملاحيط بمحافظة صعدة ويعتبر سلة غذاء اليمن يحتل 60% من حجم مشكلة الملاريا في اليمن، ومن هنا تأتي الأهمية في انعقاد هذه الدورة الوطنية لتوحيد الجهود وتكثيفها في محاربة ودحر الملاريا بالمناطق التهامية.. واستعرض الدكتور الماوري جهود البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا وأنشطته المختلفة للحد من ومكافحة بعوض الملاريا والأمراض المنقولة بواسطة البعوض من خلال توزيع العديد من الناموسيات المشبعة بالمبيد ذو الأثر المتبقي للمواطنين في المناطق الموبوءة وتنفيذ العديد من حملات الرش الضبابي لمختلف المديريات والمناطق التهامية على مدار السنة..
ونوه نائب مدير البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا الى انخفاض نسبة انتشار الملاريا في محور تهامة من 45% 2000م إلى مابين 4-5% عام 2012م، نتيجة جهود وطنية ودولية بذلت وتبذل حالياً من اجل الحفاظ على هذا الانجاز وتحقيق الهدف الوطني والإقليمي المتعلق بجعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا بحلول العام 2020م.
يذكر بأن الدورة تشمل العديد من اوراق العمل البحثية وتقديم العديد من العروض والمحاضرات التطبيقية والنظرية حول مكافحة الملاريا وإبراز دور المجتمع الواعي في التخلص من المرض وانجاح جهود الدولة في عمليات المكافحة، منها دور المجتمعات المحلية في مكافحة الملاريا للدكتور/ كمال مصطفى خبير منظمة الصحة العالمية ومحطات من تاريخ مكافحة الملاريا والمكافحة الكيميائية لناقل الملاريا ونظام الإحالة للدكتور/ شوقي الماوري وورقة عمل أخرى حول الوضع الوبائي للملاريا محلياً وإقليميا ودولياً ودورة حياة الملاريا وأهمية استخدام الناموسيات للدكتور محمد الحنمي خبير الحميات بالبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بالإضافة إلى عدد من أوراق العمل الاخري يقدمها كوكبا من الخبراء والمختصين في مجال مكافحة الملاريا.