shopify site analytics
زيارة معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار/ العراق بغداد - قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار - آخر حاخام في مصر يكشف تفاصيل خطيرة - غرامة بالآلاف وحرمان من دخول السعودية لـ10 سنوات للمصريين - الكشف عن جرائم إسرائيلية بشعة ضد المصريين في رفح - تسارع في الأحداث بعد موافقة تل أبيب على خطة العملية - سبب غريب وراء تدهور حالة لاعبي الاتحاد السعودي البدنية - محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ - بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل نتنياهو -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - جاءت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة السيد/ بان كي مون، لبلادنا يوم الإثنين 19 نوفمبر 2012م، تحمل عدة رسائل أهمها المباركة لجهود التسوية السياسية

الخميس, 06-ديسمبر-2012
صنعاء نيوز /بقلم/فؤاد الغفاري -
جاءت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة السيد/ بان كي مون، لبلادنا يوم الإثنين 19 نوفمبر 2012م، تحمل عدة رسائل أهمها المباركة لجهود التسوية السياسية التي مر عليها عام منذ 23 نوفمبر 2011م، والتي صاحبتها الكثير من التحديات والمعوقات في أعمال حكومة الوفاق، وخاصة أنها ورثت تركة مركبة ومثقلة بالأزمات وتراكمات وتداعيات موقوتة، وجاءت زيارة الأمين العام لتعطي دفعة للرعاية الدولية لكي لا يشوبها تردد في الدفع بالآمال الدولية والإقليمية مع الغايات الشعبية في بلادنا نحو تقديم نموذج في تعزيز الإستقرار والأمن والولاء الوطني وتطلع نحو عيش كريم.
ويأتي نداء حقوق الإنسان الذي حملته الزيارة الرفيعة للسيد/ بان كي مون، كأولوية دولية وإقليمية ووطنية، ومع سعي وزارة حقوق الإنسان وفق المهمة المناطة بها لإنشاء الهيئة الوطنية المستقلة لحقوق الإنسان، ومع توقيع إتفاقية فتح مكتب للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في بلادنا في الـ 26 سبتمبر 2012م، فإن المرحلة تنادي إعمال الحقوق والواجبات، في ظل ظروف تحمل أوجه جديدة ومواقف جديدة تنادي بالمسؤولية التاريخية والإنسانية لتسمو على المصالح الشخصية التي هي ليست من السياسة والوطنية في شي، ولتترسخ المطالب الإنسانية لبناء دولة طبيعية في علاقتها بالقانون والمواطن.
إلى ذلك تتزامن الإستعدادات للمؤتمر الوطني الأول لحقوق الإنسان مع الذكرى الأولى لتشكيل حكومة الوفاق الوطني، وهي الحكومة التي تولت مسؤولياتها وأمانتها في ظروف سياسية وإقتصادية وإجتماعية متأزمة ومتفاقمة ومستفحلة، وبعد حقب من البؤس الظاهر والمقنع، كما تأتي إستعدادات وزارة حقوق الإنسان بالشراكة مع العديد من المانحين الدوليين والإقليميين والوطنيين وتفاعل القواعد السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والناشطين وثلة من الشباب والشخصيات الإجتماعية الفاعلة في المجتمع، ليعكس هذا الحدث مركزية وحيوية قضية حقوق الإنسان، ولتشكل ذكرى مقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟.. لتشكل غزارة إنسانية تضع اليد على الجرح للوصول إلى العلاج الناجع الصحيح، وما الإحتفال بالذكرى الـ 64 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلا مناسبة لمراجعة ما مضى، لتجاوز الأيدلوجيات العقيمة التي طغت على حقوق الإنسان، وليؤسس أبناء اليوم لصناعة حقوق الإنسان، عسى أن نرد جزءاً يسيراً من الحياة عجزت خطط السياسة والتنمية أن ترده، فيكون بذلك المؤتمر مرآة حقيقية تنقل بأمانة منقطعة النظير هم المواطن وما يعاني المواطن بل ما يحمله هذا المواطن من كبرياء فريد كانت وقوده للإستمرار في الحياة.
بهذا يشكل المؤتمر في حده الأدنى رسالة وفاء للمواطن الذي إلتزم بأقصى طاقات العمل والإبداع، رسالة وفاء للمواطن الذي شعر بألم أخيه في مشرق ومغرب وشمال وجنوب الوطن، المواطن الذي تغلب على مخطط الحرب الأهلية رغم ما دفع من تضحيات بل والكثير منهم فقد عزيزاً له، بسبب الإقتتال في لعبة غير شريفة، والكثير فقد أعزه غابوا في غياهب السجون والمعتقلات ولم تعرف الحكومة لهم مستقر!
كما يأتي هذا المؤتمر تحية وفاء للشرفاء والأحرار من أبناء الوطن الذين تجشموا عناء الماضي فواجهوا مواجهات هستيرية يدير خيوطها أطراف سقطت من حسابات الوطنية مع سبق الإصرار والترصد.
وهو مؤتمر يستلهم مواقف الدعم والرعاية الإيجابية من قبل رعاة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ليشحذ همة المواطن الغيور، وليفك بيده قيود تعطيل عجلة الإقتصاد وإنسحاب الإستثمارات، وليعزز وحدة الوطن وكرامة المواطن، وهو ما يؤكد على شراكة المواطن اليمني الحقيقية مع المجتمع الدولي والمصلحة المشتركة في إحتواء العوامل المؤثرة في التخلف والخلاف لتكون عوامل مؤثرة في البناء والإستقرار.

وفي قناعة القائمين على المؤتمر، فإن المؤتمرات تقاس نسبة نجاحها في مدى إلتقاط اللحظة والأهداف والخروج بتوصيات بل وقرارات، ولا شك أن الحضور النوعي المتوقع للمؤتمر سيسجل مصيراً وإلتزاماً في مسار صعب نحو إظهار الحقيقة وتحمل راية التصحيح، وهو- أي المؤتمر – لا يأتي بإمتيازٍ للمنظمين والراعيين والمشاركين بالقدر الذي يمنحهم الثقة بالعبور بالواقع إلى شاطئ الأمان، ليعطي شرعية بدواعي قائمة تستدعي تبني حملة طارئة ترحم المواطن من ذل السياسة وتنتزع حقه من براثن الفساد واغتصاب الحقوق.
ويعول على المؤتمر الذي سيستعرض عدداً من أوراق العمل أعدتها نخبة من المتخصصين، وإطلاق إحدى عشر ورشة عمل نوعية تبرز مفهوم النوع الإجتماعي كأولوية ومشاركة الشباب السياسية كقضية مركزية وتبحث عميقاً في مفهوم العدالة الإنتقالية وتقرأ بعمق العديد من الظواهر المؤججة كالإرهاب والإتجار بالبشر وتدفق اللاجئين وغيرها، بالإضافة إلى دورة تدريب هي الأولى من نوعها لمنسقي وزارة حقوق الإنسان في المحافظات، وكذلك تقديم عروض مختلفة أحدها يحكي معاناة مرضى الأيدز، والأخرى تحكي ضحايا الحوادث المرورية، والثالثة تحاكي بسمة طفل، والأخيرة إستعراض فلوكلوري فلسطيني يرسل رسالة صمود وإباء وإستحقاق، كل ذلك يعول عليه من خلال المؤتمر أن يقدم العديد من الأسئلة، بعضها قد لا يجد له البعض إجابة، سيكون المؤتمر جوابها الذي نستنير به في حلكة ما قبل الفجر.
إن ما ينعكس الأن من تحضيرات وترتيبات للمؤتمر كحلم وطني، لهو إشارة إلى ما يجب أن يكون، ذلك أن رؤية مستقبل أفضل تجعل من الحاضر أمراً وصنعاً غير محتمل، وإذا ما وجد المؤتمر حاجز بين المستقبل الأفضل وبين إمكانية تحقيقه، فمن هنا يكمن التغيير، وفي هذه المحطة الأخيرة وبعد أن إستنفذت كل الأفكار التقليدية، وإستفحلت الأزمات وتضخمت الإمتيازات وتوسعت الفوارق، يبقى نداء الساعة إلى التغيير الذي يلامس حياة المواطن البسيط ويتعداه إلى المواطن الآخر، حيث لم يعد المواطن طبقاً من ذهب للسلطة، وليست السلطة لإستخدام الإنسان بل السلطة وُجدت لخدمة الإنسان وبدون مَنّ أو مقدمات، لتصل القضية ويصل الحل لكل مواطن، بشراكة كافة الأطراف ذات العلاقة لتحسين حالة حقوق الإنسان في بلادنا ولنرسم معاً ملامح الإستراتيجية الوطنية الشاملة لحقوق الإنسان من خلال لقاءات المؤتمر الهام، إن شاء الله، تحقيقاً لا تعليقاً.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)