shopify site analytics
خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ "ستورم شادو" - بنك صنعاء المركزي يخطط لحل مشكلة العملة التالفة - إصدار أرقام جلوس طلاب الثانوية العامة للعام الدراسي 1445هـ - حديث لمنظمة العمل ضد الجوع (AAH) - كلا للإساءة ( للعگال والشماغ ) الجنوبي عنوان الأصالة والمقاومة - دُعاة الفن الرمضاني اسقطتهم شباك الشماغ الجنوبي - حال المرأة الموريتانية وواقعها في المجتمع الموريتاني - منصة "الأيقونة" الإعلامية تعلن عن تشكيل مجلس أمنائها - نجوى كرم تثير الجدل بـ"رؤيتها" - بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار! -
ابحث عن:



الثلاثاء, 18-ديسمبر-2012
صنعاء نيوز - 
كُلُّنا بلا شكٍّ حسراتٌ وأحزانٌ جراءَ ما أصبحنا عليه من حالٍ مؤسفٍ في كلِّ تفاصيلِ حياتنا وفي طريقةِ تعاملنا مع الواقعِ على أنَّهُ مجرَّد لحظاتٍ مُتتاليةٍ لا علاقة لأيٍّ منها بأيٍّ منها.. نعيشُ لحظتَنا وندَّعي فيها ما نُريدُ ونملأُ جزئياتِها بما نُريدُ، دون مراعاةٍ جادَّةٍ لما سيليها من لحظةٍ أو لحظاتٍ أو زمنٍ أو دهرٍ.. أصبحَ بإمكاننا جميل مفرح -




كُلُّنا بلا شكٍّ حسراتٌ وأحزانٌ جراءَ ما أصبحنا عليه من حالٍ مؤسفٍ في كلِّ تفاصيلِ حياتنا وفي طريقةِ تعاملنا مع الواقعِ على أنَّهُ مجرَّد لحظاتٍ مُتتاليةٍ لا علاقة لأيٍّ منها بأيٍّ منها.. نعيشُ لحظتَنا وندَّعي فيها ما نُريدُ ونملأُ جزئياتِها بما نُريدُ، دون مراعاةٍ جادَّةٍ لما سيليها من لحظةٍ أو لحظاتٍ أو زمنٍ أو دهرٍ.. أصبحَ بإمكاننا -وكأنَّهُ مشرَّعٌ لنا- أن نكذبَ وندَّعي ونُعِدَّ ونَعِدَ.. نتخيَّلَ ونخطِّطَ ما نريدُ بدون حسابٍ أو محاسبةٍ ولا رقيبٍ أو رقابةٍ حتى على مستوى الذَّات.. ثم نعيشُ البَعْدَ من الزَّمنِ والحَدَثِ وكأنَّنا لم نكنْ هناك (في القَبْلِ) ولم يكن لنا به أيَّة علاقةٍ تُذكَر.. إنَّهُ انفصامٌ مريعٌ هذا الحالُ الذي نعيشُهُ، ولا أظنُّ أنَّهُ سيمرُّ بسلامٍ أو يمكنُ التَّداويَ منه بسهولةٍ وبسرعةٍ.. وذلك بالطَّبعِ ناتجٌ عن كيفيات تعامُلِنا مع واقعِنا، وقدرِ تقييمنا له وقيمتنا فيه، قيمةِ الإنسانِ ووجودِهِ على الحياةِ.. لقد أصبحنا نشعرُ أو نكرِّسُ الشُّعورَ بالعدميةِ والفوضى وكأنَّهما أساسٌ وما سوى ذلك استثناءٌ أو نادرٌ.. بل ونشعرُ وكأنَّنا وكلَّ ما حولنا غبااااااار..
* * * *
قد يقولُ قائلٌ أنَّني أبالغُ في تقديري ووصفي لحالنا في هذا الوطنِ الذي يستحقُّ منَّا أفضلَ ممَّا نعطيهِ.. إن لم أصحِّحْ فأقولُ خلافَ ما نعطيهِ وأنْ نقدِّرَهُ على غير الحالِ الكائنِ منَّا اليومَ.. إنَّنا نتعاملُ مع الوطنِ وكأنَّه غبارٌ، ثم ما نبرحُ نمنُّ عليهِ مَنَّ المُستكثِرِ المُستكبِرِ.. نأخذُ منهُ بقدرِ ما نستطيعُ ونبخلُ عليهِ بأحرص مما ينبغي.. حوَّلناهُ إلى جرحٍ كبيرٍ للغايةِ وحشرنا فيه زحامَنا عليه وعلى خيراتِهِ التي ما أكثرَ ما ننكرُها ونجحدُها.. يئنُّ فنزيدُ إيغالاً في ألمِهِ.. يُعرضُ ويترفَّعُ عن ثنائيةِ نَهرِهِ لنا وشكواهُ منَّا، فتأخذُنا فيه ومنه الغنيمةُ مأخذَها لنُمعنَ ما استطعنا في قضمِهِ والتهامِهِ.. في غيابِ رقيبٍ كان وما يزالُ مفترضاً أن يتمثَّل فينا لا سوانا.. يا إلهي ما أبشعَ انفصامنا!! وما أدهى أنانيتنا.. كم ادَّعينا وندَّعي وكم زايدنا ونُزايدُ باسم هذا المُسمَّى وطن.. فيما لا يمكنُ أن نسمحَ لفرصةِ النَّيلِ منه أن تفوتنا أو تمرَّ من بين أيدينا!! نختصمُ عليه وفيه ونتقاذفُ به ليدَّعي كلٌّ منَّا أحقيَّةَ الدِّفاعِ عنه.. فيما هو بعيدٌ كلَّ البُعدِ عن الحاجةِ إلينا بهذه الكيفيةِ المُخجلة..
* * * *
ألم أقل لكم يا أهل البلاد أن علينا قبل أن ننظِّف أي شيء أن ننظِّف قلوبنا ونياتنا وأفكارنا؟.. أن ننظِّف سلوكنا الشخصي من كل الملوثات (البيئة) في تعاملنا بدءاً مع أنفسنا ومع تفكيرنا وتصرفاتنا ثم مع الآخر من كل شيء من حولنا بشراً كان أو حجرا؟.. ألم أقل لكم أن التقاط الصور الفوتوغرافية التذكارية مع المكانس والجرَّافات والقُبَّعات ليس كافياً لأن ندلل على تحضُّرنا ورقينا ونظافة حياتنا وسلوكنا؟ ألم أقل إننا بحاجة ماسة إلى ما هو أكثر قيمةً وأبعد مغزىً من ذلك؟ لقد قلنا مراراً وتكراراً إنه أياً كانت إمكاناتنا المادية وما يمكن أن نرصده لنظهر متحضرين ونظيفين كما يليق بنا لن تجدي ولن تغيِّر شيئاً ما لم نتغيَّر نحن بشكل فعلي في سلوكنا اليومي واللحظي.. وإن لم نحاول أن نتخلَّص من ثقافة المظهر الخاوي والارتكان إلي الشكليات والضجيج المدوي الذي نؤمن كل الإيمان سلفاً ولاحقاً أنه مجرد ظواهر صوتية تولد في لحظة وتموت في اللحظة التالية..
* * * *
في الحقيقة الشائعات كثيرة وكثيرة جداً إذا صحَّ التعبير والوصف واعتبرنا كل ما قيل وسُمع مجرد شائعات، ولكنها في الأول والأخير موجودةٌ ومتبادلةٌ وأصبحت جزءاً أساسياً من حديث الساعة والشارع...،
أووووه عفوا أنا أعني هنا الشائعات المتعلِّقة بحملة النظافة التي بدأت بغبار وما زالت تمارس هواية الغبار ويبدو أنها وميزانياتها وأحلامها ستنتهي بالغبار.. وصف الحال هذا أرغمنى على تصديقه إن لم يكن الإيمان به، مشهد وحال شوارع العاصمة التي كانت الحملة بمثابة تحريك للراكد مما كان قد سكن وهدأ عليها من الألم والحزن والحسرات.. ها هي الأوساخ تعود كما كانت عليه بل وتتجمَّهر في أكوام ومهرجانات حاشدة على الأرصفة في أحسن الأحوال.. وها هم عمَّال النظافة كما كانوا عليه يجولون الشوارع والزقاقات بإمكانياتهم المحدودة جداً.. يلتحفون الحسرات وينتعلون اللعنات ويعتمرون الأمنيات بقليلٍ من التقدير والاهتمام وهم يرددون التساؤلات والافتراضات من مثل: لو توفَّر لهم نصف أو ربع ما صرف من إمكانيات الحملة لكان الواقع أفضل بكثير مما هو عليه ولزمن طويل إن لم يكن على الدوام!! تحياتي للوطن.. وسلامي على الغبار.. وبالغ احترامي لكل مهندسي البيئة (عمَّال النظافة).
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)