صنعاء نيوز/ بسام غبر -
مؤسسة التكافل والرعاية الاجتماعية بتعز تحتفل بزفاف 78 عروسا وعريس وسط طقوس احتفائية يمنية خالصة بالتراث الأصيل..
الزواج الجماعي .. إعفاف الشباب!



يقول تعالى: “ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة’’. آية عجز الكثير من الشباب تطبيقها كونها تحتاج من التكاليف الكثير ومن الهم الوفير ومن الجهد والعمل الشيء الكبير.. نعم كثيرون هم الشباب الذين يعجزون عن فعل ذلك بسبب عدم توفر المادة وما يقابل ذلك من غلاء مهور وزيادة طلبات وواقع معيشي مزر ..
وأن تأخذ بيد الناس إلى الحلال خير من أن تكتفي بالقول هذا حلال وهذا حرام – كما ظهر مؤخراً- فالمجتمع بحاجة إلى حلول عملية واقعية ناجعة أكثر من حاجتهم للكلام النظري فكلنا يعرف أهمية الزواج في استقامة الشباب وعفته لكن قليلين من سعوا إلى تيسير هذا الطريق أمام الشباب حتى أصبح الزواج حلماً لملايين الشباب..
اعفاف الشباب
لكن ثمة بصيص أمل هنا ففي الأمس القريب وبالتحديد السبت الماضي احتفلت مؤسسة التكافل للرعاية الاجتماعية بتعز على قاعة المركز الثقافي بزفاف 78 عروسا وعريس وذلك ضمن مشروع إعفاف الشباب التكافلي – بتمويل من رجال خير بدولة الكويت الشقيقة، الذي يهدف إلى المساهمة في تخفيف العبء المالي للعرسان وتقديم المساعدة المالية لهم والعمل على تنبيه وإيقاظ الجهات الرسمية والشعبية والجمعيات الخيرية في تفعيل دورها تجاه الشباب وتعزيز أواصر العلاقة بين المؤسسة وأهل الخير والإحسان لحثهم على المشاركة في حل المشاكل الوطنية والاجتماعية خصوصاً فئة الشباب وترسيخ مبادئ التكافل الاجتماعي..
نسيج اجتماعي
وتخلل الحفل الذي حضره وكيل المحافظة محمد عبدالملك الهياجم وعبد الجبار هائل نائب رئيس مجموعات شركات هائل سعيد انعم والدكتور محمد الغرباني الأمين العام لجمعية الهلال الاحمر اليمني ـ العديد من الفقرات الفنية والفلكلورية ابتهاجاً بالعرسان ...
وقال عبدالله عبده سعيد نائب رئيس المؤسسة في كلمة ألقاها في الحفل إن مثل هذه المشاريع تمثل نقلة نوعية للمجتمع وتعمل على ردم فجوة كبيرة جداً بين أوساط المجتمع ونقطة هامة في بناء النسيج الاجتماعي والعمل على تعزيز الروابط الاجتماعية ومساعدة الشباب على العفاف وتكوين أسر خاصة بهم ....داعياً كافة الجهات الرسمية والخيرية إلى النظر إلى الشباب وتزويجهم والتي أصبحت مشكلة كبيرة جداً ومتفشية في أوساط المجتمع..
جاء الفرج
من جهته شكر إبراهيم البردوني أحد العرسان في كلمة القاها للحاضرين المؤسسة والجهات الممولة لهذا المشروع من دولة الكويت وكل من وقف مسانداً للشباب لدخولهم عش الزوجية .. وقال البردوني إن المشروع جاء وفق احتياج حاد للشباب في ظل الوضع الاقتصادي للبلد والذي لا يستطيع الشباب اليوم اعفاف أنفسهم واكمال دينهم ..متحدثا عن معاناة الشباب التي يعانونها منذ سنوات ولا أحد يتفهمهم فجاء الفرج من مؤسسة التكافل ...
لوحة فلكلورية
حفل الزفاف الجماعي ظهر كصورة جلية تبين تماسك المجتمع وتعاونهم في إبراز روح التلاحم والتعاضد لم يغفل كذلك عن إبراز التراث اليمني الأصيل في طقوسه الفرائحية والإحتفائية فبرزت لوحة فلكورية رهيبة فيها من الفن الابداع ، ومن التراث الأصالة، ومن التاريخ العراقة التي تجسدت في العديد من الفقرات الغنائية ذات التراث اللحجي والصنعاني قدمتها فرقة موزي كانا الموسيقية وبتتويج برقص فلكوري على نغم “ البرع “ قدمته فرقة الفنون الكشفية بتعز.
بهذا المشهد الفلكلوري الرهيب تجسدت لوحة اليمن التاريخي والتراثي الذي أبهر الجميع وفي مقدمتهم اليمنيون أنفسهم وأدهش الأشقاء القادمين من دولة الكويت كضيوف جاءوا ليشاركوا العرسان فرحتهم واستشعارهم بالأجواء الاحتفالية التي تتطلبها طقوس العرس اليمني الأصيل.. فيما استعرضت فرقة امواج الجامعة المسرحية بقيادة الفنان وهيب الأبيض "اسكتش" مسرحيا بعنوان “ عريس مشفر “ ناقش معاناة الشباب بالبحث عن نصفهم الآخر وغلاء المهور وعدم توفر المال والمادة والتي حالت دون استطاعتهم الزواج والعفة.
قطار من الشباب
هذا العرس الجماعي المتميز يأتي إسهاماً كبيراً في إعفاف المجتمع وصلاحه، وتشجيعاً على تيسير الزواج وتخفيف تكاليفه، بل ويحث الدولة والمجتمع على دعم زواج الشباب وتيسير أمورهم بما يمكنهم من إكمال نصف دينهم فهناك قطار من الشباب بانتظار الزواج ولن يتأتى ذلك إلا من خلال إقامة مثل هذه الأعراس الجماعية.