shopify site analytics
تسلحت بأحمر شفاه مسموم.. قصة أميرة مسلمة - إصابة 8 عسكريين في قصف إسرائيلي استهدف سوريا - المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد - بيان للسفير الأمريكي لدى اليمن - انتلجنس: الإمارات تجري مسحاً فضائياً لجزيرة سقطرى - لاخير في مجلسنا وبقيع إمامنا الصادق مُهدّم . - رئاسة مجلس الوزراء يكرم مدير عام مستشفى الامل العربي بالحديدة - سفرة إلى الماضي، بانوراما من وحي خيال الكاتب. - مسابقة أميركية تكرّم المصورين الصحفيين العالميين - الدشتي يكتب : خروج السفراء عن البروتوكولات الدولية "شذوذ" -
ابحث عن:



الأحد, 06-يناير-2013
صنعاء نيوز - صنعاء نيوز صنعاء نيوز/ بقلم : د/ سعاد سالم السبع[1] -
رسالة 2013!!

لا تغيير والجامعات الحكومية طاردة لكفاءاتها!!!



يتم الحكم على استقرار أي مجتمع من خلال صحة جامعاته، فإذا كانت الجامعات في مأمن وكان منتسبوها آمنين في عيشهم وصحتهم وسكنهم فإن المجتمع لن ينهزم مهما حاول الأعداء هزيمته، لأن الجامعات القوية ستخرج للمجتمع بناة أقوياء وقادة أسوياء لديهم من المعرفة والمهارة والقيم ما يمكنهم من بناء المجتمع وقيادته وحمايته وتطويره..

أما إذا كانت الجامعات ضعيفة ومهملة وهدفا لمن هب ودب، فإن ما سيخرج منها سيكون أسوأ مما في خارجها، ولن يحدث التغيير الإيجابي بل ستظل الجامعات منتجة للجهل وللظلم وانتهاك الحقوق والصراعات السياسية وكل أمراض المجتمع ..

إن النظريات العلمية(الإنسانية والطبيعية) تؤكد على أن الإنسان كائن حي له احتياجاته الأساسية التي أهمها الغذاء والصحة والسكن، فهذه الاحتياجات هي التي توفر له الأمن النفسي وتتحكم في أدائه، وتوجه سلوكه، فإذا لم يتم إشباع احتياجاته الأساسية فسيظل مضطربا ضعيف الولاء لوظيفته، ولن يكون أداؤه جيدا مهما مورست عليه من الضغوط، لأن ضغوط الاحتياجات الأساسية هي الأقوى حتى وإن تظاهر الإنسان بالرضوخ للضغوط الأخرى...

للأسف لا يزال المنتسبون إلى الجامعات اليمنية ضعيفي الولاء لجامعاتهم، وأكبر دليل على ضعف انتمائهم أنهم لم يستثمروا قدراتهم في بناء جامعاتهم ومجتمعاتهم، بل صار كثير منهم يفتش عن مكان آخر يحتويه ويمنحه ولاءه وإنجازاته ..

وربما أهم أسباب ضعف الولاء المؤسسي لدى المنتسبين للجامعات اليمنية الحكومية أنهم يعانون من الضغوط المادية والنفسية والاجتماعية والمهنية التي جعلتهم إما مشردين خارج الوطن أو مشتتين داخله..

المنتسبون للجامعات اليمنية لا يزالون يحلمون بإشباع احتياجاتهم الأساسية في هذه الأرض، بينما أمثالهم في جامعات العالم يحلمون بتوفير فرص للانطلاق إلى كواكب أخرى خارج نطاق الأرض.. نحن نحلم بوجود مستشفى يكتشف ما لدينا من أمراض ويعالجها قبل أن تصيبنا بإعاقات دائمة، ونظراؤنا في جامعات العالم يطالبون برحلات ترفيهية إلى سطح القمر، نحن نحلم بتوفير مصادر المعلومات والوسائل التقنية والمعامل العلمية والمكاتب المناسبة والقاعات المجهزة التي تساعدنا على التواصل مع طلبتنا بصورة علمية دقيقة وواضحة وحضارية ومفيدة ، وهم يعملون على إنتاج وسائل تواصل مع الكائنات الأخرى في الكواكب الأخرى لدراستها واكتشاف عالمها وإثراء المعرفة العالمية..نحن نحلم بأن نتمكن من توصيل المعرفة إلى طلبتنا وإيقاظ مهارات التفكير لديهم، وهم يصنعون المعرفة ويبيعونها لنا، نحن نحلم بناد جامعي يمكننا من التواصل الاجتماعي فيما بيننا ونقيم فيه مناسباتنا الاجتماعية على أرض الجامعة، وهم يجدون نواديهم وكلما يريدونه في مكاتبهم ومعاملهم ومنازلهم صوتا وصورة ومادة، بل في كل أماكن تواجدهم...

للأسف أننا لا نزال نحلم بإشباع احتياجاتنا الأساسية في الجامعات اليمنية مع أن هذه الاحتياجات تُعد مطالب أساسية لممارسة العمل في أي مؤسسة محترمة...

إن كل المحاولات التي تتم لإصلاح التعليم الجامعي لن تؤتي ثمارها ما لم يتبناها وينفذها طاقم تدريسي وإداري مؤهل ونشط ومتجدد ومتناغم ومتفرغ لعمله الأساسي في جامعته وطموح بتنمية شاملة، أما أن يظل منتسبو الجامعات الحكومية مشغولين بتوفير احتياجاتهم الأساسية ، فسيبقى كل منهم عاطلا تنمويا محصورا في إشباع احتياجاته الأساسية، وسيهمل دوره الاجتماعي والوطني وسيبتعد عن الطموح العلمي والطموح الحضاري..

لقد أصبح الأستاذ الجامعي مثله مثل العامل بالأجر اليومي منشغلا بلقمة العيش تاركا مسئولياته الأساسية في تنمية المجتمع لمن لا يمتلكون القدرة والكفاءة، كما صار الموظف في الجامعة منشغلا بالبحث عن الحماية أكثر من الإنجاز ، بل لقد صار كثير منهم مشتتين بين جامعاتهم وبين الجري لزيادة دخولهم من أعمال أخرى، ومن ثم وقعوا في شرك الإحباط ، فلا قاموا بأداء واجباتهم داخل جامعاتهم، ولا هم أتقنوا الأعمال التي يكلفون بها خارج الجامعة ..

إن الشعور بعدم الأمان لدى منتسبي الجامعات اليمنية أصبح ظاهرة عامة، أخرج كثيرا من منتسبيها من حالة الصحة إلى حالة المرض، وأصبحوا أكثر اهتماما بالذات على حساب المجتمع، وضعف ولاؤهم لمؤسساتهم، فتوقفوا عن النمو؛ حتى صرنا نشاهد كثيرا منهم قد وصل إلى سن الشيخوخة دون أن يتقن دوره، أو يسهم في تحقيق وظائف جامعته؛ لا من حيث خدمة المجتمع، ولا من حيث إنتاج المعرفة، ولا من حيث تدريب القيادات وبناء القدرات، ولا حتى ترك أثرا حسنا يذكر له في محيطه الضيق...

وسيظل وضع الجامعات الحكومية في تدهور مستمر ما لم تشعر الكفاءات فيها بالاستقرار؛ فحينما ينعدم الأمن النفسي لدى الكفاءات البشرية يُشل دورها في عملية التنمية وتصبح الجهود المبذولة عشوائية ترقيعية، ويبقى المجتمع بعيدا عن التنمية الشاملة ..

ولذلك فإن أهم ما ينبغي أن تهتم به الدولة هو تفعيل دور الجامعات، واستثمار القدرات البشرية من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والإداريين فيها الذين تم تأهيلهم بملايين الدولارات، والعمل على استبقائهم في جامعاتهم بتوفير الاحتياجات الأساسية التي تمكنهم من الانتماء الكلي لجامعاتهم ليحركوا عجلة التنمية ويسهموا في تطوير المجتمع..

إن أهم عوامل تفعيل دور الجامعات اليمنية هو تلبية الاحتياجات الأساسية لمنتسبيها من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلبة،ثم متابعة أدائهم متابعة جادة عادلة، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب فيها بشفافية وتنظيفها من الفاسدين.

أما أن تظل سياسة تطفيش الكفاءات من الجامعات اليمنية إلى خارج اليمن، وتكبيل من تبقى منهم بوضع العراقيل المهنية والمعيشية في طريقهم، وتمكين الفاسدين والضعفاء والفاشلين من مفاصل الجامعات؛ فإن معنى ذلك أن لا أمل في التطوير ولا التغيير..

إن التغيير الذي ينشده المجتمع لا يمكن أن يبدأ إلا بتفعيل دور الجامعات الحكومية، ولا يمكن أن تبدأ عجلة التنمية بالدوران والجامعات اليمنية الحكومية مكبلة ومهملة وميدانا لاسترزاق الضعفاء والفاسدين، ولن تكون هناك دولة مدنية حديثة ولا تزال مطالب قاطع الطريق أهم عند الحكومة من استبقاء الكفاءات الوطنية في الجامعات الحكومية!!!..





[1] - أستاذ المناهج وطرائق التدريس المشارك بكلية التربية –جامعة صنعاء – [email protected]
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)