shopify site analytics
ناصر خاتم في رحمة الله - الهجوم الإسرائيلي على أصفهان لم يكن بمسيرات أو صواريخ أرض جو - الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من العقوبات ضد روسيا - بيان مسيرة صنعاء: نؤكد موقفنا الثابت في مواجهة الظلم والوقوف مع اهلنا بغزة - نداء تحذير للمواطنين نتيجة التغييرات الجوية - الغراندي طوطو و ديزي دروس يشعلان حماس الجمهور بصورة غير متوقعة - الفنان غيث الهايم .. يهيم عشقاً في " روما " - القدوة يكتب: الموقف الأمريكي والاعتراف بالدولة الفلسطينية - معركتنا مستمرة حتى تنتصر غزة - المراكز والمدارس الصيفية وعي وإدراك بمخاطر الحرب الناعمة -
ابحث عن:



السبت, 12-يناير-2013
صنعاء نيوز - 
عجيب أمر الساسة في اليمن. ما من ضغط تواصلي عليهم من الناس بالكثافة اليومية المؤثرة التي عبر عنها، ورفع سقفها، الزميل محمود ياسين. ولا وجود لضغط ذاتي يمليه صنعاءنيوز/محمد عبده العبسي.. -



عجيب أمر الساسة في اليمن. ما من ضغط تواصلي عليهم من الناس بالكثافة اليومية المؤثرة التي عبر عنها، ورفع سقفها، الزميل محمود ياسين. ولا وجود لضغط ذاتي يمليه عليهم وازع أخلاقي أو إنساني.



إنهم نقيض ما يدعون تمثيله، على الدوام، وليسوا قلقين من انكشافهم أمام الرأي العام: فالمجتمع اليمني بلا ذاكرة، والإعلام مسترخ في "البانيو"، والنخبة طيعة! ولهذا تجدهم يمتدحون، على المستوى الشخصي، خصالاً ليست فيهم ولا يظهرون أي قابلية أو رغبة، ولو مصطنعة، في اكتسابها. ولا يقتصر الأمر على الشخصي. ذلك أنهم يتغنون، على المستوى العام، بالقضايا الأكثر نزاهة ونبلاً في البلد بغية تحسين شروطهم التفاوضية وغنائمهم السياسية بشعارات جذابة ونبيلة، هم نقيضها، كأحلام الناس في دولة مدنية وشعارات العدالة والمواطنة المتساوية حتى تحسب أحدهم جون لوك.



إن عدم نزاهة الرأي العام، وقلة ذمة نخبه، هي بالتحديد ما دفع غالب القمش وهو رئيس جهاز المخابرات لـ34 عاماً، أن يتحدث بطلاقة بلسان الثورة الشبابية وكأنه واحد من الشباب الذين يأكلون الزبادي وينام على كرتون في إحدى خيم الساحة!



وسيقول وزير الأوقاف السابق حمود الهتار بعد الثورة فجأة إن تنظيم القاعدة مجرد"كاميرا خفية"، بكل تهور، وهو الذي أمضى سنوات من حياته وعمله الإداري رئيساً للجنة الحوار مع شباب تنظيم القاعدة وذهب إلى الغرب محاضراً حول ذلك.



وعلي العمراني الذي قال في أكتوبر 2010م في ندوة مناهضة صفقة الغاز المسال إن ثورة 26 سبتمبر سرقت هو ذات الرجل الذي وجد من جديد ثورة سبتمبر بعدئذ صار وزيراً للإعلام.

والأمثلة بالمئات وليست تحضرني الآن منتظمة في مقال أفكاره تدفقية.



حتى رياض القرشي، وهو الناقد الأدبي المتمكن، تحدث للإعلام عن 50 ألف جندي وهمي في قوام الحرس الجمهوري وهو الذي أمضى سنوات طويلة وكيلا لوزارة الداخلية للشئون المالية، وبالتالي فهو المسئول المباشر الذي كان يوقع كل شهر كشوفات مرتبات ومخصصات كافة وحدات الجيش اليمني. أنت تدين نفسك يا رجل ولست تدين الحرس وحده!







هكذا هم السياسة ورجال الدولة في اليمن على أية حال. يصدق فيهم قول الشاعر "ما بين غمضة وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال".



يتقلبون ويبدلون مواقعهم من الستين إلى السبعين ومن الشرعية الدستورية إلى الشرعية إلى الشرعية الثورية دون أية تراكمات. ينام مع الشرعية ويصبح مع الثورية. وكان مع التضحية "بدمائنا دفاعاً عن الرئيس علي عبدالله صالح" كما قال وزير الدفاع محمد ناصر في ابريل 2011م، ثم صار وزيراً ثورياً في 2012م.



والشاب هاشم الأحمر الذي قاد المواجهات العسكرية في الحصبة ضد الرئيس صالح في 2012م هو ذات الفتى الذي ظهر في مقطع فيديو موثق، على موقع يوتيوب، في 2008م معلناً تأييد قبائل حاشد لفخامة الأخ المشير القائد الرمز الوحدوي علي عبدالله صالح في حربه على الشرذمة الحوثية!



وهكذا صار البطل الرمز في 2008 عفاشاً في 2012م



والزعيم الوحدوي في 2008 مجرماً في 2012م



حتى الحوثيون الذين عانوا لسنوات عدة ست حروب ظالمة وكانوا في موقع الضحية اسمعوا اليوم آرائهم حول تمثيل اليهود اليمنيين في لجنة الحوار بقرار سياسي أو مبرراتهم حول جلاء يهود آل سالم من صعدة قبل سنوات. إنه منطق، ولغة، القوي لا الضعيف والجلاد لا الضحية.



وقال صادق الأحمر لمقدمة في قناة "فرنس 24" إنه مستعد أن يغادر، واخوته، البلد من أجل اليمن على متن طائرة تحمل معه الرئيس صالح واللواء علي محسن غير إن أحدا منهم لم ولن يغادر. ومتى قال ذلك؟ في الوقت الذي كانت مليشياته تشيد المتاريس بحي الحصبة. تلك هي السياسة في اليمن: القول في اتجاه والفعل في اتجاه آخر!



مثله أيضاً، بل أمهر وأكثر مراوغة منه قال الرئيس صالح أثناء الثورة بلغتنا والأزمة بلغته. كما أعلن اللواء علي محسن الأحمر أنه هو الآخر مستعد، من أجل الوطن وفداء له، مغادرة البلد رفقة شريكه في الحكم لـ33 سنة الرئيس صالح، غير إنه اليوم ورغم رحيل صالح عن السلطة، ثم تنحية نجله أحمد عن قيادة الحرس الجمهوري ما يزال "حامي الثورة" يرفض مغادرة منصبه العسكري. سيقال: إن الرجل نفى ذلك رسمياً في بيان، أقول: ماذا عن "كرتون" بيانات وأحاديث وتصاريحات الرجل طوال عام ونصف وكلها تسير في اتجاه معاكس لأفعاله.







والمجتمع اليمني كعادته نسّاء، وليس يقوم بالضغط التواصلي الواجب مع نخبه وفق انتباهة وتحريض محمود ياسين.



وسيعقد فارس مناع مؤتمراً حول السلام وهو تاجر سلاح غذى نزاعات مسلحة في القارة الأفريقية حسب إتهام الأمم المتحدة، وسوف يهرع الصحفيون إلى صعدة وتتصدر صورته الصفحات الأولى!



وسيتحدث محمد علي محسن للبيان الإماراتية عن القضية الجنوبية كما لو أنه باحث في معهد كارينجي دون مسحة حياء.



حتى القادة والزعامات الجنوبية ليسوا أحسن حالاً بكثير من نظراءهم في الشمال. ذلك أن مقارنة منصفة بين ما يدعون إليه اليوم وما كانوه بالأمس، وفق تحليل استثنائي للزميل الاستثنائي سامي غالب، يجعل المرء على قناعة أن الضمير السياسي اليمني ممحوق!



ولولا قدسية علامات الساعة الصغرى لقلت إن منها: أن ينتقد الرئيس علي عبدالله صالح حكومة الوفاق لعجزها عن تأمين خطوط الكهرباء. لا يا رجل! منك جد؟؟ صالح ينتقد باسندوة لعجز سنة، وهو الذي عجز عن توليد 1000 ميجا وات خلال 33 سنة!



عجايب!



حتى الرئيس هادي وهو الأقل زلات لسان انتقد، قبل أسابيع، فساد النظام السابق كما لو أنه خرج لتوه من قرطاس الثورة، ولم يكن نائباً مطيعاً للفندم لـ17 عاماً.



والكتاب الإعلاميون الحربائيون (من تلوّن الحرباء) حدث ولا حرج.



أما سفراء العائلة بالأمس فهم مزايدو الثورة اليوم. وتجار العائلة أمس تجار حماة الثورة اليوم. ومن يقرأ، أو يسمع، أحاديث أقارب الرئيس صالح على فيسبوك يقول أين كانت هذه العقول النيرة في العهد الظلامي؟ حتى لتشعر بالتعاطف معهم كونهم كانوا ضحايا عهد كان يديره حميد الأحمر وعلي محسن وحدهما بمعزل عنهم!



هذه باختصار السياسة وصناعة الرأي العام في اليمن. ولا فخر!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)