shopify site analytics
زيارة معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار/ العراق بغداد - قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار - آخر حاخام في مصر يكشف تفاصيل خطيرة - غرامة بالآلاف وحرمان من دخول السعودية لـ10 سنوات للمصريين - الكشف عن جرائم إسرائيلية بشعة ضد المصريين في رفح - تسارع في الأحداث بعد موافقة تل أبيب على خطة العملية - سبب غريب وراء تدهور حالة لاعبي الاتحاد السعودي البدنية - محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ - بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل نتنياهو -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - د/ رؤوفة حسن

السبت, 13-فبراير-2010
د/ رؤوفة حسن -

هذه هي قصة الحياة، حيث لاضمان فيها سوى قضاء بعض الوقت ثم النهاية. فهم يرحلون ويذكرونا بأننا في فترة انتظار قبل اللحاق بهم. وخلال فترة بقائهم معنا تركوا ذكريات طيبة هي ما نسترجعه بمودة، وندعوا لهم بلقاء ربهم بنفوس راضية مرضية.
ابدأ بوقع وفاة الأستاذ أحمد جابر عفيف الذي كان معلما لأجيال متعددة، على نفسي وكم كانت غرابته عندما حدث. ففي الأشهر الأخيرة كانت حالته الصحية تزداد سوءاً وكان انتظاره للموت واقعا يحيط به ويؤكده لكل زائريه.
بالرغم من ذلك أصابنا نحن محبيه والمتأثرين به بالصدمة عندما رحل. قبلها وعلى مدى سنوات كنت كلما التقيته أتجنب حديث الموت وخوفه على مستقبل المؤسسة الثقافية التي أنشأها لكي أؤكد له أنها بخير طالما كان بخير وأن مستقبل المؤسسة في أيد أمينة.
وعندما وصلتني رسالته لعضوية مجلس الأمناء لم اتمكن من الحضور سوى في اجتماعين لها، ذلك ان التزاماتي الأخرى كانت تعيقني عن الحضور في مرات سابقة ولاحقة ولكن الشعور بعدم الحاجة إلى بذل الجهد طالما وهو على قيد الحياة جعل الحضور معنويا أكثر من أي شيء آخر.
وعندما شاهدت ابنه خالد في التلفزيون وهو يقول ما معناه نحن أبناءه نملك من الوالد اسمه ونحن امتداد له لكن الكثير غيرنا يحملون تراثه ومبادئه ويشكلون امتداداً لفكره. قلت صدقت ياخالد فقد ترك المرحوم فينا أثرا يشهد به كل من أتيحت له فرصة الاقتراب منه أو العمل معه.
مذكرات لم تكتمل بعد:
تبدأ مذكراتي بتسجيل دوره في حياتي من مراحل مبكرة من عمري حيث خرجنا مجموعة من تلاميذ مدرسة سيف بن ذي يزن في مظاهرة غاضبة على قرار وزاري له بتغيير مدير مدرستنا انتهت بنا إلى منزله الذي لم يكن حينها بعيدا كثيرا عن المدرسة وحملنا الحصي وقذفنا بها المنزل والنوافذ لوزير التربية الذي لا أذكر أن حراسا لمنزله أوقفونا، فقد تصرف معنا بالشكل التربوي الذي ربانا به جيلا بعد جيل.
وأتيح لي حينها أن أدخل إلى مكتبه في الوزارة واستمع إلى توجيهاته وإرشاداته وأشعر مثل زملائي الآخرين بالأسف والخجل وقليل من الشعور بالانتصار لأنه أعاد المدير إلى موقعه. كانت هذه رحلة البداية، خلال تلك الفترة بدأت النشاط مع جمعية المرأة اليمنية بصنعاء، وقد نصحني باللقاء مع زوجته أم خالد لأعرف منها عن تاريخ التجارب الأولى للنساء اليمنيات في صنعاء للقيام بحركة نسائية حسب مقاييس وقتهن والزمان المحيط بهن.
وهكذا تعرفت على الزوجة الشريكة التي هي الظل المساير لخطوات حياته خطوة خطوة. فتعمل في مجال الصحة عندما يكون في هذا المجال وتنشط في المجال النسائي عند اهتمامه بالقصة. وتقوم بواجبها في رعاية الأبناء في أصعب الظروف وهم خارج الوطن، ثم تواكب خطوات نشأة المؤسسة الثقافية لتتابع كل تفاصيل ودقائق العمل بها.
وذكرياتي تمتد حتى حصولي على أمر منه لامتحان الثانوية العامة بدون شهادة ثاني ثانوي لعدم وجود ثاني ثانوي علمي للبنات والزامنا بالدراسة في مدارس البنات في المجال الأدبي. ولأنني رفضت أن يمنع عني حق الالتحاق بالقسم العلمي لمجرد كوني فتاة انتهى الوزير بعقد صفقة هي أن أتقدم لامتحان الثانوية العامة أدبي دون المرور بالثاني ثانوي كنوع من الترضية. وبأسلوبه الذكي تقبلت الامر الواقع وانتهى حلمي الأول في دراسة الطب كي أصبح دكتورة لأحصل على اللقب عبر رسالة الدكتوراه في مجال الاعلام.
وتستمر القصة فأنا أتبنى فكرة منع القات والامتناع عنه منذ أعلن ذلك الاستاذ محسن العيني، ويسير على الخط الاستاذ أحمد جابر فينشئ جمعية نلتحق بها من خطواتها الأولى ونظل على نشاطنا، ويظل على حماسه والتزامه رغم قيامنا بالقليل. وأقوم بإنشاء مؤسسة للتنمية الثقافية نتبادل بشأنها النقاش واستمع دوما إلى النصائح.
والحكاية في رواية تاريخ الأستاذ أحمد جابر ستكون حكاية لرواية تاريخ الكثير منا، ممن لمستهم مودته، وتشجيعه وتكريمه وجوائزه ومطبوعاته والحضور السنوي في جداول النشاط الثقافي لمؤسسته. والمهمة العسيرة الآن هل يكون من وثق بهم منا لتحمل مسؤولية استمرار المؤسسة التي أنشأها في الخط الذي عاهدناه عليه ملتزمين وثابتين أم أن الغائب عن الناظر غائب عن القلب؟ لا غيبك الله عن قلوبنا حتى نغيب.
الرحيل في الذاكرة:
رغم أني لم أره سوى مرة واحدة وهو طيار عندما حضر إلى أمريكا مرة للعلاج بعد حادثة وقعت وهو يقود إحدى الطائرات في القوات المسلحة، فقد عادت أخباره تختفي عن شاشة حياتي تماما بعد ذلك لاختلاف مواقع العمل والنشاط.
إنه الطيار الشهيد عبدالجليل نعمان، الذي كان زميلي على مدى ثلاث سنوات في مدرسة سيف بن ذي يزن. كنا نلعب حينها في فريق كرة القدم بالمدرسة، وكنت العب في موقع الجوال وكان يلعب في الدفاع لطول قامته وقوة سرعته وحركته. ولعب مرة مع الفريق المنافس فأصابني بضربة في الرأس أنهت علاقتي بكرة القدم، إلى الأبد.
الرحمة على الشهداء الذين قضوا في حروبنا الداخلية وتغمد الله الشهيد بواسع رحمته ورضاه.
[email protected]




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)