صنعاء نيوز /تحقيق وتصوير عبد الواحد البحري -
• مدن لا تهدا فيها الحركة اصبحت اليوم اماكن اشباح تخيف زائريها
• حماقات وتصرفات خارجة عن القانون تعكر صفوة المجتمع
• تصرفات صبيانية تسيئ لأخلاق اليمنيين وتدعو العلماء لتحمل المسئولية

أمنا صنعاء والأخت عدن صوت الشعب اليمني الذي صدح في الستينيات ونراه صوت اليمنيين اليوم في كل مكان، فحينما يكون الموت في تعز تنوح صنعاء، وحينما تبكي صنعاء من ضيق حالها تئن لها عدن، لا فرق بين المدن اليمنية في الهم والحزن والعذاب الذي تلقاه على أيدي عصابات القتلة وقطاع الطرق والمرجفين في الأرض ، ولا اختلاف بين اليمنيين حول إدانة جرائم الأنذال التي تُرتكب ضد الأبرياء من ابناء وطنهم لم نعد نجد لما يحدث هذه الايام بين أبناء اليمن تسمية مناسبة للجرائم التي يرتكبها بعض الخارجين عن القانون أمام جريمة حرق الأبرياء وقتل النساء والأطفال كنا نحكم بالنذالة على الرجل حينما يتنكر لصديقه، أو يسلك سلوكاً معيبا معه، إنهم يتكسَّبون بالتقتيل ويبيعون نفوسهم وعقولهم وأيديهم لشياطين الإنس، فيقتلون الشهامة ويقتلون الرحمة ويقتلون الإخاء ويقتلون كل القيم الجميلة التي عرفها الناس في الرجل اليمني الحكيم صاحب القلب الرحيم وصاحب الاخلاق العالية والكرم والشهامة والاقدام. ماذا يا ترى يقول القتلة لأنفسهم حينما يقبضون الاموال وهم يعرفون انها مقابل اعمال ارهابية يرتكبونها تجاه الأبرياء؟!! الذي سفحوه على هذه التربة؟!!
وتلبية لدعوة أقربائي الذين يعيشون في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت منذ أكثر من 18سنة لنقل معاناتهم هذه الايام جراء بعض التصرفات التي الحقت بمحالهم التجارية بعض الاضرار وكانت زيارتي لكل من مدينة سيئون والقطن الجميلتين اللاتي سبق وزرتهن قبل سنوات أصبحت اليوم مدن مخيفة شبه خالية من المارة محال تجارية محروقة وشوارع خالية من المتسوقين وغياب شبه تام للسيارات والدراجات النارية التي تسد الطرقات عادة لاوجود لها قلت لنفسي إذن فقد نجحت حملة الترويع التي يقودها بعض الشباب الخارجين عن القانون ممن أرغموا الناس من التجار والبائعين علي أن يلزموا بيوتهم‏.‏. واسيت نفسي , يقول أحد الزملاء من أبناء سيئون ممن رافقوني في زيارتي لبعض الاقارب في سيئون والشحر والقطن هذه الفوضى لم تظهر في المسيرات التي كانت تخرج عادة لا يوجد لديها نية للتخريب او الدخول في اشتباكات مع افراد الأمن او ابناء المحافظات الأخرى المتواجدين في المدينة, بل كانت ترفع اعلام خاصة بالحراك ومطالب تلاقي اجماع من بعض الحراكيين, منها محاكمة قتلة الشهداء ولصوص المال العام ومفسدي الحياة السياسية ومثيري الفتنة وناهبي الاراضي إلي جانب ذلك كانت هناك مطالب أخري قد لاتحظي بالإجماع, وهي المطالبة بفك الارتباط ورحيل أبناء المحافظات الشمالية من اراضي الجنوب, ويقول صديقي المحرر بصحيفة المسيلة هناك من يختلف مع هذه المطالب من ابناء حضرموت خاصة وهناك افراد يطالبون برحيل التجار والبائعين ويوزعون منشورات تهدد بالتصعيد ومزيد من احراق المحال وهذه البيانات يرفضها ابناء حضرموت ولكن هناك قلة قليلة هي من تنادي بهذه الشعارات ونحن نناشد الجهات المعنية ومنظمي المهرجانات الاحتجاجية ان يكون لهم راي في هذه التصرفات حقيقة لأن ذلك يسيئ لنا جميعا كأبناء الوادي والصحراء وابناء حضرموت ولإخواننا الذي تعايشنا معهم طيلة 23 سنة.
واثناء تجوالنا في الاسواق والتقاط بعض الصور للاعمال الفوضوية من قبل البعض وجدنا اشخاص أكثر من ابناء الوداي يستنكرون هذه الافعال وهذه المضايقات التي تطال بعض الباعة واصحاب المحال التجارية ولن أدخل في لعبة تقدير الأرقام لمن تأذوا من اصحاب المحال التجارية في مدينة سيئون والقطن والشحر صعودا أو هبوطا, ولكن هذه الاعمال مرفوضة وتسيئ لإخلاقنا وتربيتنا ايضا ولابد انها لاقت استياء كبير من ابناء الشعب اليمني لا أعمم فالأقل خبرة ومراسا من الشباب في الاحتجاجات والمسيرات السلمية سلكوا منهج خطير يخدم اعدا اليمن واليمنيين الذين وصفوا بارق قلوبا والين أفئدة , وهذا بالطبع طعم جميل أرجو الا يبتلعه الشباب ممن يخرجون في مسيرات احتجاجية وكفى بنا مسيرات ان كانت تسيئ لأخلاقنا وثقافتنا.
يقول الشيخ محمد المعلمي – عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء وامام مسجد الرحمة: تمثل سيرة رسول الله صلي الله عليه وسلم لنا ارضا خصبة للتأمل وأخذ الأسوة في معالجة الأمور وإدارة جميع مايعن لنا من مصاعب ومشاكل‏,‏ فقد كانت له عليه السلام طريقة فريدة في إدارة الازمات وفق حكمة سديدة‏, فقد كان عليه السلام بفطنته ينهي منازع الخلاف بشكل قاطع, مع حماية المجتمع الإسلامي من آثار الأزمة, بل يعمل علي الاستفادة من الموقف الناتج عن الأزمة في الاصلاح والتطوير, واتخاذ اجراءات الوقاية لمنع تكرار الأزمة أوحدوث أزمات مشابهة لها. وانك لتري آثار هذه الحكمة في تلك المعالجات في السيرة النبوية الشريفة قبل البعثة وبعدها فمن ذلك أنه قبل البعثة اعادت قريش بناء الكعبة علي أساس قواعد ابراهيم عليه السلام حتي بلغ البنيان موضع الركن فأرادت كل قبيلة أن ترفع الحجر الأسود الي موضعه دون الأخري, فاختصموا وأوشكوا علي الاقتتال, ولما أخبروا رسول الله صلي الله عليه وسلم الخبر, قال: هلم إلي ثوبا, فأتي به, فأخذ الركن فوضعه فيه بيده ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا ففعلوا حتي اذا بلغوا موضعه وضعه هو بيده الشريفة ثم بني عليه( سيرة ابن هشام182/1)
وبهذا التفكير السليم والرأي الصائب حسم صلي الله عليه وسلم الخلاف بين قبائل مكة, وأرضاهم جميعا, وجنب بلده وقومه حربا ضروسا شحذت كل قبيلة فيها أسنتها.
ومما عاناه المسلمون كذلك من المرجفين واصحاب الاهواء والمصالح الضيقة في المدينة, وكان سبيل الخلاص من كل ذلك حكمة الرسول صلي الله عليه وسلم من ذلك ما فعله صلي الله عليه وسلم.. حينما بلغه قول عبدالله بن أبي بن سلول في حق المسلمين: لئن رجعنا الي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يقتله, فقال له رسول الله: فكيف ياعمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل اصحابه ؟!(اخرجه البخاري154/6) وجاء في رواية: فذكره للنبي صلي الله عليه وسلم, فأمر أن يؤذن في الناس بالرحيل ليشتغل بعضهم عن بعض( اخرجه عمر بن شيبة في تاريخ المدينة274/1)
فهنا ظهرت حكمته صلي الله عليه وسلم في معالجة الفتنة وإخماد نيرانها قبل أن تشتعل, حيث وجههم إلي الرفق واللين, من أجل أن يخمد الشر قبل أن ينتشر كالنار في الهشيم, ثم امر اصحابه بالرحيل في وقت ليس من عادته الرحيل فيه, ليشغلهم بالترحال عن حديث الفتنة فيئدها في مهدها.
بهذا النظر يجب ان نتحلي بشيء من حكمته صلي الله عليه وسلم في ادارة الازمات وحل المعضلات, ونعلم انه ليس لنا مخرج اوسبيل للخروج من كل ذلك إلا بالامتثال والتحقق بما أمرنا الله تعالي به في حقه صلي الله عليه وسلم, حيث قال سبحانه لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا( الاحزاب:21) فإذا فعلنا ذلك كان نبراسا لنا يهدينا سواء الصراط نحو مستقبل مشرق للامة العربية والاسلامية التي تحاصرها الأزمات وتعتصرها الملمات في وقت حرج تزداد فيه المشكلات من كل حدب وصوب, وتتكالب فيه الشرور علينا كما تتكالب الأكلة علي قصعتها.
مشورة أصحابه
اما الشيخ /محمد عبد الله ناصر - امام مسجد الحسن بن علي بمحافظة مارب فيقول: كان الرسول عليه الصلاة والسلام ديموقراطيا يأخذ رأى ومشورة أصحابه ( الشورى ) ويعمل بها وإن خالفوه فى الرأى فى الأمور التى لا نص فيها ومن أمثلة ذلك حينما إختار منزلا للعريش فى يوم بدر فأشار عليه الحباب بن المنذر بمكان أفضل يشرب منه المسلمون ولا يشرب الكفار فوافق الرسول على رأى الحباب ولم يتمسك برأيه وفى غزوة الخندق نفذ ما أشار به سلمان الفارسى بحفر الخندق حول معسكر المسلمين فكانت لهم المنعة جراء ذلك وروى أنه - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يضمن لقوم من الأعراب ثلث ثمر المدينة، فقال له سعد بن المعاذ: والله يا رسول الله كنا كفارًا فما طمع أحد أن يأخذ من ثمارنا شيئًا، فلما أعزنا الله بك نعطيهم ثلث ثمارنا! فعمل بذلك رسول الله حسب رأى سعد وغير ذلك كثير مما ورد فى السيرة حتى أن النبى أخذ برأى زوجاته – وهن الراجحات العقل – فحينما صدت قريش الرسول وأصحابه عن العمرة قبل صلح الحديبية فلم تتم العمرة وبعد الصلح لم ينحر الصحابة ولم يحلقوا فأشارت عليه أم سلمة بأن يبدأ بما يريد من نحر الهدى والحلق فلما رأى الصحابة فعله عملوا مثله إقتداءا به وكان هذا نتيجة مشورة أم سلمة ..... صلى الله عليه وسلم .
وفي الاخير يتسأل الكثير من الأهالي والاشخاص الذي زرتهم ومحالهم محروقة ممن رفضوا ذكر اسمائهم خوفا من تعرضهم للقتل او التنكيل بمحالهم التجارية, وغالبية هؤلاء من المحافظات التالية (ذمار, اب, تعز, المحويت ) والبعض منهم ينتظر ما ستسفر عنه الاجراءات والتحقيقات التي يتوقع ان تقوم بها الحكومة ممثلة بالأجهزة الامنية تجاه من تعرضوا للقتل والتعذيب والاختطاف وهناك من تعرض محله او متجرة للحرق وبقى يتكئ على ركام الملابس المحروقة ينظر إلى اطلال ماكان يملكه قبل ايام وفي لسعة كبريت أصبح خبر بعد عين..! لاشيئ .
الصور مرفقة 6 صور ادخلي موقعي في الفيس بوك نزلتهن