shopify site analytics
عملاق الدوري الإنجليزي يستقر على التعاقد مع صلاح بعد أزمته مع كلوب - سلاح روسي جديد "فريد ومرعب" - قيادي يمني يعرض استضافة صنعاء للمكتب السياسي لحركة حماس - طريقة مبتكرة لجعل البطاريات أرخص وأكثر كفاءة - تفاقم الاوضاع في عدن والمحافطات الجنوبية - القدوة يكتب: حرب غزة تكشف زيف الاحتلال وعنصريته - النجف من الترقيع إلى الاستراتيجية! - وقفة احتجاجية بذمار تضامنا مع فلسطين - الصحافيـون اليمنيون في مرمـى الإستهدافات قتلاً وسجناً وترهيباً .. - الإبتزاز الإلكتروني: تهديد حقيقي للمجتمعات العربية -
ابحث عن:



الأحد, 10-مارس-2013
صنعاء نيوز -  يحسن بنا ابتداءً التأكيد على أن جميع الأحزاب اليمنية بحاجة إلى حوار جاد ومفتوح؛ حوار يدور فيها ومعها وبينها, ولكني أخص حزب الإصلاح بهذا الحوار؛ نظراً لأن قضاياه صنعاء نيوز/عبدالله محمد الدهمشي -


يحسن بنا ابتداءً التأكيد على أن جميع الأحزاب اليمنية بحاجة إلى حوار جاد ومفتوح؛ حوار يدور فيها ومعها وبينها, ولكني أخص حزب الإصلاح بهذا الحوار؛ نظراً لأن قضاياه تخص الإصلاح بدرجة معتبرة، من حيث هي قضايا محمولة على توتير علاقاته الراهنة بالحوثيين والحراك الجنوبي.

لا مكان هنا لتحميل الحوار مع الإصلاح ما لا يحتمله المقال, مبنى ومعنى, من رأي واتجاه، فعدم تناول الطرفين الآخرين للعلاقة بحزب الإصلاح لا يعني القبول بمواقفهما والصمت عن أخطائهما تجاه الإصلاح أو تجاه ملفات القضية الوطنية؛ ذلك أن تخصيص الإصلاح هنا مرده إلى ما للحزب من أهمية مقدرة في اعتبارات كاتب المقال ولا أكثر.

أول ما نأخذه على حزب الإصلاح هو تغاضيه عن نزعة التخوين والتكفير المحمولة في الخطاب الإعلامي لوسائل محسوبة عليه أو هي تقدم نفسها معبرة عنه، وهي النزعة الموجهة ضد الحوثيين، وما تصفه تلك الوسائل بجماعات الحراك الجنوبي المسلح, فتكييف الحوثيين طائفياً أو تكفير دعوة الانفصال سياسياً يضاعف تعقيدات الأزمة ويحول دون تجاوزها، أما التخوين بالعمالة لإيران أو بالعمالة للرئيس السابق وحزبه فإنه مدخل للعنف وتوجه للإقصاء والإلغاء, هنا نريد كما نتوقع من حزب الإصلاح أن ينتج خطاباً سياسياً يعبر عن رؤيته لهاتين القضيتين وتصوراته للتعامل معهما وإنجاز الحل الأمثل لهما من خلال تسوية تاريخية, الحوار الوطني أهم وسائلها.

ثاني المآخذ على حزب الإصلاح هي ما نراه - وقد نكون مخطئين - من تجاهل الحزب لدروس ممارسته السياسية، وعبر تجربته التاريخية من خلال تقييم علمي وأمين للنتائج التي ترتبت على قراراته ومواقفه, وتقويم الأخطاء وتنمية الإيجابيات، ونخص بالذكر هنا تحالفه الاستراتيجي مع الرئيس السابق وحزبه في صراعه مع شريك التوحيد التام لشطري اليمن قبل حرب صيف العام 1994م وبعدها, ولا نريد هنا من الإصلاح أو غيره أن يكون التقييم والتقويم للتجربة التاريخية تجريماً وإدانةً, وإنما استبصار واعتبار, وأهم عبرة يمكن الانتفاع بها من قبل الإصلاح وغيره هي الكشف عن الخطأ المحتم بطبيعة النفس البشرية، والذي يمكن التقليل منه ومن آثاره بضوابط أهمها الدراسة العلمية والتقدير العقلاني والإدارة الديمقراطية.

إن توهم العصمة من الخطأ أو التخوف من عواقب الاعتراف به ونقده أمران يصيبان البصيرة السياسية بغشاوة تحجب الرؤية والاستنارة، وتهلك أهلها بعمى طغيانهم، لذلك نحب أن نرى الإصلاح على بصيرة من أمره تنير سبيله وينير بها غيره في ظلمات أزمة صنعناها بالأهواء وشهوات النفس الأمارة بالسوء.

ثالث المآخذ على حزب الإصلاح تخص استمرار تمسكه في التعامل مع بنيته التنظيمية بذات المحاذير والمخاوف التي فرضت عليه في عهد الرئيس السابق، ونجم عنها تجاوز بعض قياداته وأعضائه لأطر الحزب وشخصيته الاعتبارية الجامعة للاختلاف والتنوع على وحدة الخطاب وواحدية الكيان, ولئن كان مبرراً للإصلاح حذره من تقسيم الحزب وتشجيع الانشقاق عنه في العهد السابق, فإن استمراره في هذا الآن لا مبرر له، حتى وإن كانت مخاوفه مؤيدة بالواقع والوقائع، فإن المستقبل للحزب، ولا مستقبل للخارجين منه أو المتمردين عليه, نقول هذا إدراكاً منا لأهمية وحدة الإصلاح خطاباً ووعياً بالآثار السلبية والنتائج الخاطئة لشطط الخطاب الفردي المتعالي بنفسه عن الجماعة المنظمة, وعلى الإصلاح, حزباً ودوراً, خاصةً فيما يتعلق بخطاب التكفير وحملاته المنفعلة ضد نشطاء في الخارطتين الحزبية والإعلامية.

حين نواجه الإصلاح بهذه المآخذ فإننا نرى فيه الريادة وننتظر منه المبادرة، ولا يخالطنا شك في اعتقادنا أن غيره من حلفائه أو منافسيه على قدر من الأخطاء والخطايا لا تقل عنه حجماً وتأثيراً، لذلك نطالبهم بما خصصنا حزب الإصلاح به، متوقعين أن يكون سبقه بالمبادرة باعث تغيير في الحركة والاتجاه, كما في الدافع والغاية, إلى ما ننشده من الأفضل ونرجوه من الأمثل لوطننا وشعبنا في الحاضر والمستقبل.

في ختام هذا الحوار نتمنى أن يعي حزب الإصلاح مخاطر الهدم والتمزيق التي تتهدد وحدتنا وركائز بنائها ومقومات استمرارها والمتجسدة في هويتنا اليمنية المعبرة بالوجود والمصير عن هويتها الحضارية في العروبة أمة ولساناً، وعالميتها المعبرة عن إنسانيتها بقيم الإسلام, فالوطنية اليمنية مهددة بنزعات الانعزال الفئوي والجهوي وعصبياته الفاسدة, ثم بالاستراتيجيات الدولية المعززة لهذه النزعات الانعزالية من خلال توظيف التنوع الديني والتعدد الطائفي المذهبي لتدمير الهوية القومية للأمة العربية من خلال استخدام الإسلام كأداة لهذا التدمير الذي يتفرق بنا إلى طوائف متناحرة وعشائر متناثرة.

هنا لا نخص حزب الإصلاح إلا بالقدر الذي تتحمله طاقته كحزب ديني يتصدر الدور المطلوب أداؤه؛ لجعل الإسلام مرجعية حاكمة بقيم الحرية والعدل والسلام، ومعززة للوحدة التي يتآلف بها اختلاف الأمة على العيش المشترك والتسامح وسلمية الصراع المتنافس على استباق الخيرات, وللحديث صلة.
تابعوا صفحتنا على فيسبوك
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)