صنعاء نيوز/ عبد الله الشاوش -
مؤتمر الحوار الوطني الامتحان العظيم



الحوار لغة السلامة , والقطيعة لغة الافتراق , والإيمان والتسليم بمبدأ الشراكة

السياسية التي لا تقوم على المغالبة بل المشاركة الواسعة , سبيل العقلاء والطريق الآمن والمنصف المحقق للرضى والقناعة لكافة الاطراف والمكونات السياسية والمجتمعية , وبدونه يتعذر بناء الدولة اليمنية الديمقراطية الحديثة اما طريق الاقصاء فهو الشر الحقيقي وعدم الالتئام والوفاق والتسامح والتصالح والاصرار على انتهاجه من اي طرف سياسي كان هو التطرف بذاته .

في مؤتمر الحوار الوطني الفرصة ذهبيه سانحة لإثبات الذات الوطنية والحكمة اليمانية , والإيمان بالأخر والتمتع بقيم الاخاء والتسامي فوق الجراحات من اجل اليمن ارض وإنسانا .

المسؤولية التاريخية تحتم على المؤتمرين انجاح الحوار والخروج خلال فترة الحوار الطويلة بما يعزز لحمة اليمانيين ووحدتهم الوطنية , واندماجهم الوطني المجروح وبناء الدولة المرتجاة دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية , الدولة المدنية الحديثة التي تنتصف للمظالم وتحقق لكافة ابناء اليمن المساواة والعيش الكريم والعزة والكرامة والسيادة الكاملة لا المخترقة المنقوصة .

ابناء الشعب اليوم يتوقون ويتطلعون لمستقبل تندمل فيه جراحات الماضي برمتها , فعيونهم شاخصة , وأفئدتهم تشرئب على امتداد جغرافية وطنا الحبيب شرقا وغربا شمالا وجنوبا في انتظار موعد تدشين انعقاد فعاليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني يوم امس الاثنين 18 من مارس 2013, اليوم الاغر المؤذن بالتئام ومشاركة الاحزاب والقوى والمكونات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والشباب والمرآة في العملية السياسية التاريخية الهادفة الى انصهار الإرادات السياسية لتجاوز ما تراكم من مشاكل ومعضلات .

وسيتشح المتحاورون المتشاورون بوشاح المسؤولية والامانة , وتلك لا ريب مهمه كبيرة وامتحان عظيم لكافة الاطراف وخليق بهم وعهدنا بهم اجتياز الامتحان واجتراح الفوز والنجاح لصون اليمن ومكتسباته والحفاظ على امنه واستقراره ووفاقه .

وينبغي ان تكون اجواء الحوار مفتوحة قائمة على الايمان بالأخر دون تبرم او تضجر او استعداء , حوار يصب في ترسيخ قيم بناء الدولة الديمقراطية المبتغاة , والانتخابات الوسيلة المثلى للتنافس السياسي والديمقراطي دون ارتداد .

ونحن ننتظر من المتحاورين صناعة التاريخ من جديد بروح وثابة متحررة من عقد الماضي , متطلعة لروح المستقبل القادم الجميل .

وسيصفق الشعب والعالم شعوبا وحكومات لك النجاحات والانجازات التي سوف يسددها ويحققها الحواريون على طريق الخلاص من البغضاء والتشاحنات والاختلافات والصول الى القواسم المشتركة الوطنية والانسانية .

انه حوار الشجعان حوار الابطال الحريصين على مصالح الشعب والوطن .

اكتب عن هذا الحدث الوطني كواحد من ابناء الشعب تدفعني وتغمرني المشاعر الوطنية المتفائلة المستندة على الثقة الكبيرة في المتحاورين الذين لا احسبهم يخيبون امال الامة .

الاقلام الوطنية بمختلف مشاربها مدعوه للإسهام بالكتابة وتقديم المادة الاعلامية القوية العظيمة المعززة لثقافة الحوار ونجاحة ليكون لهم الشرف الرفيع في الانتصار لقيم المحبة والتسامح والتصالح والوئام , وصون السلام والسلم الاجتماعي لأبناء جلدتهم .

وختاما .. المحاور المطروحة للحوار كثيرة وثقتنا في الاطراف المتحاورة كبيرة , والامل معقود على جدهم وثباتهم واختصار الزمن في بلورة تامه لكل الرؤى المطروحة واعداد ميثاق بها , عهدا واتفاقا على الالتزام بمضامينها في المستقبل .

وحينها نقول جميعا : وداعا للأزمة السياسية اليمنية التي اضرت بالشعب والوطن , وداعآ للضغائن , ومرحى بالتضامن , وطوبا لأهل الموده والحكمة والاعتدال والوقار .