shopify site analytics
تسلحت بأحمر شفاه مسموم.. قصة أميرة مسلمة - إصابة 8 عسكريين في قصف إسرائيلي استهدف سوريا - المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد - بيان للسفير الأمريكي لدى اليمن - انتلجنس: الإمارات تجري مسحاً فضائياً لجزيرة سقطرى - لاخير في مجلسنا وبقيع إمامنا الصادق مُهدّم . - رئاسة مجلس الوزراء يكرم مدير عام مستشفى الامل العربي بالحديدة - سفرة إلى الماضي، بانوراما من وحي خيال الكاتب. - مسابقة أميركية تكرّم المصورين الصحفيين العالميين - الدشتي يكتب : خروج السفراء عن البروتوكولات الدولية "شذوذ" -
ابحث عن:



السبت, 23-مارس-2013
صنعاء نيوز - "الأعفاط" .. يحددون مستقبل اليمن..! صنعاء نيوز/د: محمد عوض هروره* -
"الأعفاط" .. يحددون مستقبل اليمن..!



جمعتني الصدفة في رحلة مع أحد الأكاديميين بجامعة ذمار لنقاش حول مستقبل اليمن في ما بعد الحراك الاجتماعي في 11/فبراير /2011م ونتائج مؤتمر الحوار, وبرغم قناعتي بطرح المفكر العربي محمد حسنين هيكل بأن ما حدث في اليمن ليس ثورة وإنما هناك "قبيلة تريد أن تتحول الى دولة " – الا انني ارى ان هناك جملة من الإشكاليات ساهمت في صناعة حراك الشارع اليمني ولم يتطرق لها الأستاذ هيكل ومنها:

الحراك الاجتماعي لم يكن بفعل الصدفة ولم يكن أيضاً تقليداً لما حدث في تونس أو مصر وإنما كان هناك مقدمات وأسباب موضوعية وذاتية أدت الى خروج الناس للتعبير عن رفض واقع مزري وكذلك حلم البسطاء بمواطنة متساوية.

النظام السياسي القائم في اليمن منذ 1962م هو نظام( قبلي – عسكري- ديني-) قائم على ادارة البلاد بالأزمات ووصل الى نقطة أستنفذ فيها كل مبررات البقاء ووصل كما يقول نيوتن بالقصور الذاتي الى عجز عن إدارة الدولة وعبر عن عجزه هذا بأكثر من مناسبة إبتداءا من حروب المناطق الوسطى, عام 1978-1982م وافتعال الأزمات مع دول الخليج عام 1990م وصولاً الى حرب 1994م والتي دمرت إمكانية دولتين أستمرت الف ساعة كما يقول أحد أركان هذا النظام في مجلد أصدره بعد نهاية حرب 1994م مروراً بافتعال أزمة الجزر مع إرتيريا وأخيراً حروب صعدة الستة.

النظام السياسي بأضلاعه الثلاثة (القبلي – والعسكري- والديني) أعاق التنمية والتحديث وأنهى خدمات الصحة والتعليم وأوقف توظيف الخريجين وعجز عن خلق فرص عمل لفئة الشباب أو إعادة تصدير العمالة الفائضة الى دول الجوار فأدى ذلك الى خروج العاطلين الى الشارع.

سبق حراك 11 فبراير 2011 حراك شعبي وسلمي عم المناطق الجنوبية بكاملها 2007م وعجز النظام والأطراف المتحالفة معه (الإرهاب- الاستبداد- الفساد) عن قمع وإسكات صوت الجياع في الجنوب رغم ما أتخذه من وسائل عدة إبتداءا من اعتقال النشطاء و اغتيالهم الى اعلان الحرب المفتوحة والمواجهة العسكرية مع العزَل واستخدام النظام لكل ما يملك من أدوات القهر (مخابرات- أمن- جيش-رجال الدين) كما عجز التيار الديني المتحالف معه من تحجيم تمدد الحراك الجنوبي وعجزت فتاوى اباحة دماء الحراكيين وأنصارهم وفتاوى التكفير ضدهم من ارغامهم عن التراجع عن مطلبهم (فك الارتباط) كما لم تفد النظام لغة وبلاغة خطباء المساجد في لجم حدة الحراك الجنوبي ولم يبقى أمام شركاء الحكم الا البحث عن مخرج يضمن لهم استمرار نهبهم لثروات الجنوب انطلاقا من ثقافة الفيد والغنيمة المتسلحين بها وعندما وصل الحراك الجنوبي الى نقطة اللا عودة من تقرير المصير وقرب فك الارتباط أواخر عام 2010م ولما يمثله الجنوب من متنفس اقتصادي لزعماء الفيد كان لابد من التفكير بطريقة تضمن استمرار ارض الجنوب مستباحة فانه لابد من خلط الأوراق وعند انتصار ثورتي تونس ومصر فان فرقاء النظام ألتقطوا اللحظة التاريخية واستفادوا من خروج الشارع لإعادة ترتيب أوراقهم وتجميل قبحهم ومن ثم استولوا على حركة الشارع وعملوا على كبح جماحه تحت دعاوى حماية الثورة كي لا يؤدي حراكهم الى نتائج ليست في صالح الطبقة المسيطرة على السلطة والثروة ومن ثم الوصول بعد ذلك الى مبادرة ضمنت لهم البقاء في واجهة الصدارة والحفاظ على امتيازاتهم ومن ثم عرقلت انتصار الثورة الشعبية الجنوبية بعد وأدهم للوحدة السلمية بإعلان الحرب على الجنوب وتعميم نظام القبيلة وانتصارها على الوطن عام 1994م .

مبادرة وقع عليها شركاء الحكم مع بعضهم كرًست بقاؤهم جميعا وشراكتهم في تقاسم أشلاء وطن استباحوه طيلة خمسين عام كما ضمنت لهم عدم المساءلة في قتل الناس وانتهاك الحريات وسرقة المال العام وسلب لقمة الخبز من أفواه البسطاء ومن ثم قادتهم الى مؤتمر حوار يحد دوا فيه مستقبل الأجيال القادمة بعد استرقاقنا لفترة الخمسين عام السابقة .

مؤتمر يضم لفيف من القتلة واللصوص وقطاع الطرق ومنتهكي حقوق الإنسان والحريات الخاصة والعامة ومشعلي الحروب, مؤتمر يضم أمراء الحروب وعصابات نهب الأراضي والثروات ومسترقي البشر وأباطرة قوانين( التابو) وكل ذلك حسب زعمهم لبناء دولة مدنية حديثة مؤتمر يظم أركان النظام القديم بكل قوامه وأضلاعه (الإرهاب- الاستبداد-الفساد).

ان القوى الإقليمية والدولية الداعمة لهذا النظام كان عندها رغبة في تغيير مواقع تلك القيادات ومن أجل ذلك رعت عملية إجراء حركة تنقل في المواقع القيادية لأن وجوه تلك القيادات واستمرار بقاؤها في نفس مواقعها أصبحت لا تخدمها وعبئا ثقيلا على ميزانياتها وحرصا منها على استمرارهم وخوفا أن لا يجرف سيل الشارع منظومة الحكم بكاملها أجرت عملية هذه التنقلات بين الشركاء ومن ثم جرنا الى مؤتمر حوار يبقي الأوضاع على ماهي علية ويلغي القضية الجنوبية ويبقي اليمن وأهلها في قائمة الدول المتسولة مؤتمر حوار يسير بسرعة في الزمن المنحني والسرعة في الزمن المنحني كما يقول اينشتاين يعيدنا الى نقطة الإطلاق من جديد أي نقطة الصفر.

*عضو مؤسس في الحزب الليبرالي اليمني.

[email protected]



أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)