صنعاء نيوز/عبدالله الصعفاني -
في بلد الحكمة.. وبالشواهد العملية.. لا أحد يهتمّ بأحد حتى والأمر يتعلَّق بالنَّفْس التي كرَّمها اللَّه. < سواءً كنت ورقي الاطِّلاع أو إليكتروني المتابعة أو مشاهداً ومستمعاً.. لا بدَّ أن تستوقفك أخبار الذين يتعرَّضون يومياً للقتل والإصابة والإعاقة بدوافع يكون وراءها في الأغل -
< في بلد الحكمة.. وبالشواهد العملية.. لا أحد يهتمّ بأحد حتى والأمر يتعلَّق بالنَّفْس التي كرَّمها اللَّه.
< سواءً كنت ورقي الاطِّلاع أو إليكتروني المتابعة أو مشاهداً ومستمعاً.. لا بدَّ أن تستوقفك أخبار الذين يتعرَّضون يومياً للقتل والإصابة والإعاقة بدوافع يكون وراءها في الأغلب الأعمّ استرخاص بعضنا لأرواح الناس حتى صار القاتل يسأل القاتل الآخر وهو يضحك: كم في ذمَّتك؟ ثم يُمسح السؤال والإجابة وكأنها شخبطة تلميذ أسفل سبُّورة.
< وإذا كان قيام شخص أو أشخاص بقتل آخرين بمبرِّرات عداء شخصي من الأمور المفهومة حتى وهي مجنونة.. فإن ما يصعب استيعابه هو تجنيد بعض الناس أنفسهم لحساب أشخاص آخرين وتحوّلهم إلى قبَّاضي أرواح إرضاءً لا أقول لأولياء «النعمة».. وإنَّما اعتقاداً بأن في ذلك طريقاً وحيداً للحصول على «اللُّقمة».
< إن الذي جنَّد نفسه لخدمة نافذين هنا وهناك لا يقتل بتوجيهات وليّ نقمته فحسب.. بل يقتل ويجرح ويهين لمجرَّد إحساسه بأن وليّ النقمة غاضب على أحد خصومه فينطلق ولا يعود إلاَّ وقد نفَّذ من المهمَّات ما يهتزّ له عرش الرحمن.. وتستمر الحكاية.. فلا القاتل يعود إلى رشده ويتوب عن أفعاله التي لا تقوم بها إلاَّ الجوارح على الفرائس ولا أولياء النقمة يخافون اللَّه ويدركون دلالة أن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون على اللَّه من إزهاق روح مسلم.
< اقرأوا الصحف وشرائط الأخبار وستجدون أنفسكم أمام إعلام تحوَّل مكرهاً إلى مجرَّد صفحات لحوادث القتل وأخبار متواصلة، القتلة فيها معلومون ومجهولون في نفس الوقت، دونما مراجعة تخفِّف من إزهاق أرواح اليمنيين بأيدي اليمنيين ودونما محاولات جادَّة وعاقلة تمنع استمرار مشاهد الدم عند هذا الحدّ.
< ولو تقصَّينا أمر استرخاص الدماء سنجد أن مَنْ يغامرون بحياة الآخرين ويتفانون في الحفاظ على الوضع العبثي والفوضوي هم من المترفين الذين يعيشون وراء الحصون المغلقة.. فإن تحرَّكوا ضيَّقوا معيشة الراجل والراكب بالمواكب.
< عندنا جيش وأمن لكنه يشكو مثلنا ويتجنَّب المواجهة.. خاصَّةً عندما تكون المواجهة في الزمان والمكان الصحيحين.. ربَّما لأن المناخ العام يساعد على التواري عن سجالات العبث إلاَّ بالقانون.. مع أنه لا يفلّ الحديد إلاَّ الحديد.
< القانون عندنا إمَّا لا يطبَّق أو يجري تحريك ركوده بصورة استثنائية فتخرقه الثغرات لترتعش العدالة ويقف السلم الأهلي على أرضية غارقة باللزوجة.
< استرخاص للدم يضرب الأخوَّة.. فيهتز سقف الوطن.. فيما المعنيون بالبحث عن الحلول يتشاركون في استمرار البقاء كجزء من معادلة السلاح التي لم تثمر إلاَّ حصاد الأرواح.. فمتى نزرع أمناً وسلاماً وراحة بال ونحن نواصل هذا التمسُّك بنفس الحال.
< الكل يزعمون البراءة من الفتن.. والكل يسهم في إشعالها فيتسلَّل غول الجرائم وسط ذات السؤال الحائر : ما الذي يجري؟ مَنْ يقطع وَمَنْ يفجِّر وَمَنْ يقتل؟ ولماذا لا يضبط الفاعل والمحرِّض؟
< وتستمر المأساة وسط المزيد من المزاوجة بين الحوار وبين العنف الكلامي.. حيث للأخير دائماً ما بعده.. واللَّهُمَّ الطف بعبادك.