shopify site analytics
زيارة معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار/ العراق بغداد - قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار - آخر حاخام في مصر يكشف تفاصيل خطيرة - غرامة بالآلاف وحرمان من دخول السعودية لـ10 سنوات للمصريين - الكشف عن جرائم إسرائيلية بشعة ضد المصريين في رفح - تسارع في الأحداث بعد موافقة تل أبيب على خطة العملية - سبب غريب وراء تدهور حالة لاعبي الاتحاد السعودي البدنية - محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ - بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل نتنياهو -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - هذه الأيام فرصة تمنح الناس وخاصة المثقفين منهم مساحة من خيارات المواقف الصعبة التي يبدو بعضها الآن وكأنه الخيار الأفضل. فينضوي البعض إلى هذا الجناح، ويستظل البعض الآخر بهذه المظلة.
وبعد خمسين عاماً من الآن سيحتاج الجميع أو ورثتهم إلى وضع مبررات لهذه الخيارات، أو يحاولون إعادة كتابة التاريخ بشأنها لكي يبرروا مواقفهم على أنها مراهقة فكرية أو خضوع لضغوطات الزمان.
فقضايا كالوحدة، أو الانفصال، والحرب، أو السلام، والتنمية أو الإمعان في الماضوية، ومساندة النساء أو الوقوف ضد أي تغيير بشأنهن، وحب الوطن بالأفعال أو بالأقوال، وغير ذلك كثير هو ما يمنحه هذا الزمان من الخيارات لنا جميعا.
وأين نقف؟ أو إلى أين نتجه؟ هو ما سيحاكمنا عليه المستقبل.
تغير الثوابت: 
عندما قام ملتقى الرقي والتقدم بتكريم الأستاذة رضية إحسان بصفتها شخصية هذا العام قمت بالمبادرة بدعوة بعض الشخصيات التي كان لها علاقة مباشرة بفترات نضال هذه المرأة. فمن خلال مقال طويل كتبه الأستاذ محمد باسندوة عنها ذات يوم بعنوان "تحية لرضية إحسان البطلة" تحدث فيه عن دورها الكفاحي الكبير ظننت أن الاتصال به ودعوته إلى حفل التكريم ضرورة.
وعندما تحدثت معه بهذا الشأن كانت ردة فعله الأولى التذكير بمواقف أخرى لها بعد الاستقلال عنده عليها تحفظ. فلما قلت له أن نكتفي بتكريم الجزء من تاريخها الكفاحي ضد الاستعمار الذي لا يختلف بشأنه أحد وافق معي على ذلك وقال إنه سيحرص على الحضور لو تمكن من الإفلات من التزامات سابقة.
وحدث الموقف نفسه ثانية وأنا أتواصل مع شخصية نضالية كان لها دور في تاريخ تلك المرحلة لكنه فيما بعد وقف إلى جانب الجبهة القومية ضد جبهة التحرير التي كانت رضية تنتمي إليها في فترة من تاريخها. وقد أدى الصراع بين الجبهتين إلى إخراج جبهة التحرير من موقع الاستلام للحظة الاستقلال إلى موقع المطاردة والخروج من جانب من اليمن إلى جانب آخر. وعكس ذلك نفسه على تاريخ رضية وغيرها بعد ذلك.
ووجدت الوضع إلى حد ما مسليا، فبدأت التواصل مع شخصيات سياسية شهيرة سواء عرفت أن لها علاقة تاريخية بمواقف رضية أو لم يكن. وكانت الاستجابات مشفوعة بتفسيرات وتخاريج للتاريخ بعضها لم أقرأها في كتاب.

الأحد, 14-مارس-2010
د/ رؤوفة حسن -

هذه الأيام فرصة تمنح الناس وخاصة المثقفين منهم مساحة من خيارات المواقف الصعبة التي يبدو بعضها الآن وكأنه الخيار الأفضل. فينضوي البعض إلى هذا الجناح، ويستظل البعض الآخر بهذه المظلة.
وبعد خمسين عاماً من الآن سيحتاج الجميع أو ورثتهم إلى وضع مبررات لهذه الخيارات، أو يحاولون إعادة كتابة التاريخ بشأنها لكي يبرروا مواقفهم على أنها مراهقة فكرية أو خضوع لضغوطات الزمان.
فقضايا كالوحدة، أو الانفصال، والحرب، أو السلام، والتنمية أو الإمعان في الماضوية، ومساندة النساء أو الوقوف ضد أي تغيير بشأنهن، وحب الوطن بالأفعال أو بالأقوال، وغير ذلك كثير هو ما يمنحه هذا الزمان من الخيارات لنا جميعا.
وأين نقف؟ أو إلى أين نتجه؟ هو ما سيحاكمنا عليه المستقبل.
تغير الثوابت:
عندما قام ملتقى الرقي والتقدم بتكريم الأستاذة رضية إحسان بصفتها شخصية هذا العام قمت بالمبادرة بدعوة بعض الشخصيات التي كان لها علاقة مباشرة بفترات نضال هذه المرأة. فمن خلال مقال طويل كتبه الأستاذ محمد باسندوة عنها ذات يوم بعنوان "تحية لرضية إحسان البطلة" تحدث فيه عن دورها الكفاحي الكبير ظننت أن الاتصال به ودعوته إلى حفل التكريم ضرورة.
وعندما تحدثت معه بهذا الشأن كانت ردة فعله الأولى التذكير بمواقف أخرى لها بعد الاستقلال عنده عليها تحفظ. فلما قلت له أن نكتفي بتكريم الجزء من تاريخها الكفاحي ضد الاستعمار الذي لا يختلف بشأنه أحد وافق معي على ذلك وقال إنه سيحرص على الحضور لو تمكن من الإفلات من التزامات سابقة.
وحدث الموقف نفسه ثانية وأنا أتواصل مع شخصية نضالية كان لها دور في تاريخ تلك المرحلة لكنه فيما بعد وقف إلى جانب الجبهة القومية ضد جبهة التحرير التي كانت رضية تنتمي إليها في فترة من تاريخها. وقد أدى الصراع بين الجبهتين إلى إخراج جبهة التحرير من موقع الاستلام للحظة الاستقلال إلى موقع المطاردة والخروج من جانب من اليمن إلى جانب آخر. وعكس ذلك نفسه على تاريخ رضية وغيرها بعد ذلك.
ووجدت الوضع إلى حد ما مسليا، فبدأت التواصل مع شخصيات سياسية شهيرة سواء عرفت أن لها علاقة تاريخية بمواقف رضية أو لم يكن. وكانت الاستجابات مشفوعة بتفسيرات وتخاريج للتاريخ بعضها لم أقرأها في كتاب.
ربما يكون لدي وقت ذات يوم لاستعادة كل الحوارات بشأن المدعوين إلى حفل تكريم مناضلة من نساء اليمن في فترة هامة من التاريخ. المهم أن تغير الأزمنة قد غيرت من المواقف. وحتى الذين شاركوا في مظاهرة معينة بعد رضية ذات يوم رغبوا أن لا يذكرهم بما فعلوه أحد.
فالزمان يتغير والمبادئ وحدها مع القضايا الكبرى لا تتغير. وحتى الذين سيطروا في فترة من الزمان فحذفوا من وقائع التاريخ ما لم يعد ملائما من وجهة نظرهم تأتي الظروف في فترة قصيرة قد لا تزيد عن خمسين عاما لتجعلهم إذا كانوا على قيد الحياة في موضع حرج من التوضيح.
الأحزمة الناسفة:
عندما تختلط الصور والمواقف ويجد الناس أنفسهم محصورين في الزاوية بين اختيار السيئ أو الأسوأ، يصبح التفكير في كيف سيشهد لهم أو عنهم التاريخ ملجئاً عليهم الاستفادة منه. فالمسألة ليست وليدة اللحظة، بل نتاج إرهاصات عميقة. والمسألة ليست موقف شخصي بل اصطفاف جماعي.
يصبح الموقف الشخصي ضرورة فقط لو صارت الجماعة مع بعضها بحكم الترابط العضوي تحت شعار مع "إخوتك مخطئ ولا وحدك مصيب". هنا يصبح على المثقفين أن يتحملوا مسؤولية قول الحق ما استطاعوا لأن هذا هو المعيار الذي سيقاسوا عليه في الزمن الآتي.
فالذين يلجأون إلى الأحزمة الناسفة ليقتلوا أنفسهم ومن يختلفون معه، هم حصيلة ثقافة أحزمة ناسفة من نوع آخر. مثقفين يقتلون أنفسهم بمواقف لا تليق بهم ولا تتوافق مع مبادئهم، ويقتلون غيرهم من الشباب والمؤمنين بما يقولون ويطرحون.
وعندما يأتي اليوم الذي تتم فيه مراجعة التاريخ ستكون هذه المواقف بحاجة إلى تمحيص ومراجعة وسيكون التبرير للأقوال والأفعال شديد المرارة.

[email protected]




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)