shopify site analytics
في صالة اهلي صنعاء.. تدشين بطولة اندية الثالثة للعبة كرة اليد - المصابين بالحروق يعانون اضطرابات نفسية - اليمن والسلام الضائع!! - تدشين المسابقات العلمية والثقافية والرياضية لطلاب الدورات الصيفية بعتمة - تكريم خريجي دورات قوات التعبئة العامة  المرحلة الأولي بمديريتي القفر وجبلة - محافظ إب يتفقد أنشطة الدورات الصيفية - محافظ إب يدشن في بعدان مشروع توسعة ورصف طريق قرية ممسى العدن - اذاعة صنعاء و(ثلاثي أضواء الوطنية) - الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين المقري ونصر الله - عملاق الدوري الإنجليزي يستقر على التعاقد مع صلاح بعد أزمته مع كلوب -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الدكتور حسين فيلالي

الأحد, 04-أبريل-2010
الدكتور حسين فيلالي -

مساهمة في نقد النقد

يعد تحديد المنهج في الدراسة الأدبية من الركائز الأساسية في تناول النصوص، ويصبح الالتزام به واجبا إذا تعلق الأمر بالبحث الأكاديمي، ذلك أن تحديد المنهج، يعني وضوح الرؤية لدى الناقد و استثمار آليات محددة، وتوظيف قاموس معين يساعد على خلق تواصل بين النص المدروس والنص المنجز. و يسهم هذا الفعل في مد جسر بين النص المدروس، والنص المنجز، وبين المتلقي والدارس.ولعل التواصل، أو القطيعة بين النص المنجز، والمتلقي يخضع لوضوح، أو غموض توظيف المنهج، ومدى مقدرة الدارس على استثمار آلياته بوعي. وإذ يغيب المنهج، أو يساء استخدامه تضطرب الرؤية، وتنتج نصا تشوش مبانيه على معانيه، وهو ما يمكن أن نسميه نص الهذيان.
في هذه المداخلة سنناقش دراسة للبروفيسور محمد تحريشي الموسومة:رحلة الكتابة – كتابة الرحلة-نحو أفق كتابة مغاربي.
ينتظر المتلقي من الناقد الأكاديمي تقديم المنهج الذي سيتبعه، وتحديد مفاتيح بحثه، ويتساءل في البداية: ماذا يقصد في العنوان برحلة الكتابة، وكتابة الرحلة؟
و بدلا من أن يعرف الناقد كتابة الرحلة، ويوضح المقصود من رحلة الكتابة، يدخل مباشرة في حديث عام يتصدره حرف توكيد يقرر نتيجة نجهل بدايتها:(إن الاقتراب من عالم السانح لحبيب اقتراب نشوة وتلذذ ومتعة جمال..)
ثم يضيف الناقد إلى التعميم إبهاما:( وقد يحتاج فعل القراءة المرتبط بالنص عند السائح إلى نوع من المرجعية المرتبطة ببعد معرفي متطور..).
لا نعرف في هذا المقطع الذي تشوش مبانيه على معانيه إن كان السائح لحبيب دارسا أو مدروسا، ثم ينتقل الناقد إلى تقرير نتيجة مفادها أن الرواية الجزائرية (استطاعت أن تبني لنفسها بنيات جمالية وفنية تعتمد على نبذ المألوف وتجاوز المعتاد.).
وإذا كان النقد في الأعراف الأكاديمية كشف لما يكفره الكاتب من المعاني، واكتشاف لما هو بكر في النص المدروس، فإن الناقد في هذا المقطع يقدم لنا كلاما عاما غير معلل، بل يقرر نتيجة لا نقبلها حتى من طالب ليسانس فكيف نقبلها من بروفيسور ما لم يدعم رأيه بقرائن نصية .
وبعد أن يتوهم الناقد أنه قدم في المقطع الذي استشهدنا به:خصائص التجربة الروائية الجزائرية، ينتقل من الوهم إلى الهذيان( وهي كتابة- يقصد الكتابة الروائية الجزائرية - التفافية دارت على نفسها فاستفادت من تجربة الممارسة اللغوية المنتجة).
يقع الناقد في تناقض بين عنوان البحث( رحلة الكتابة، وكتابة الرحلة، نحو أفق كتابة مغاربي) وبين ما يذكره هنا في المتن،فرحلة الكتابة هي انفتاح على النصوص، وسفر خارج الحدود في حين وصف تجربة ما-إن جاز هذا الوصف- بأنها التفافية، دارت على نفسها يوحي بالانغلاق على الذات وقطع الصلة بالخارج.
ولعل ما أوقع الناقد في هذا التناقض الصارخ، هو غياب المنهج، وعدم فهم المصطلحات التي يوظفها. ويستمر البروفيسور في الهذيان:(السائح الحبيب ذلك المشروع الطامح للاكتمال،السائح ذلك النص الذي كتب ولم يقرأ،أو قرأ ولم يكتب. وقد يكون كتب العديد من المرات، وقد يكون قرأ الكثير من المرات. وفي هذه الحال أو تلك يبقى السؤال معلقا عن مصير تجربة في الكتابة لمشروع قراءة منتجة لنص جديد يحمل مصداقية فنية وجمالية تكون نبراسا يدق في عالم النسيان).
ويبدو أن الناقد لا يعرف معنى النبراس، لذا جعله يدق بدلا من أن يضيء. ويستمر وهم الكتابة عن تجربة السائح لحبيب لينتج كلاما يجعل من عناوين الكاتب سيرة ذاتية له (وقد يكون من المفيد لنا أن نقترب من عناوين أعمال السائح الحبيب الإبداعية لنقف على بعض من المعاناة التي يكابدها هذا الكاتب.وقد كانت هذه العناوين كالآتي القرار،. الصعود نحو الأسفل... زمن النمرود. ذاك الحنين..البهية تتزين لجلادها. الموت بالتقسيط . تماسخت دم النسيان، تلك المحبة..فكانت بنيتها اسمية في أغلبها، فدلت بذلك على إصرار، وثبات، ومواصلة كأنها تريد أن تستوقف التجربة في حيز زماني ومكاني وتقبض عليه وليس هناك فعل أو حركة أو حدث بل خواء في خواء كتبخير جمل واقف.). هكذا يقرأ الناقد عناوين السائح لحبيب القصصية والروائية بل يذهب إلى أبعد من ذلك: ( لقد أصر هذا المبدع على أن تكون عناوينه دالة عليه فهي قصيرة مكثفة مفعمة بالدلالة الموحية...).
وإذا أخذنا برأي الناقد، فإننا نؤنث السائح في عنوان مجموعته القصصية : البهية تتزين لجلادها مادام أنها تدل عليه، ونحكم عليه بقصر القامة...
وما يؤسف له أكثر هو استنتاج الناقد:( وليس هناك حركة أو حدث بل خواء في خواء كتبخير جمل واقف.).
ولنتأمل هذه العناوين : البهية تتزين لجلادها، الصعود نحو الأسفل، الموت بالتقسيط. أليست هي مفعمة بالحركة. ويختم الناقد استنتاجاته بما يتضمن ذم السائح الحبيب، فهو يرى أن عناوين السائح ليس فيها حركة أو حدث( بل هي خواء في خواء كتبخير جمل واقف.).
ويتابع الناقد هذيانه (ثم إن كل تجربة قائمة بذاتها من جهة أخرى ،وقد يكون من الأجدى أن تقرأ كل تجربة قراءة منتجة لأدوات إجرائية خاصة بها..).
لقد نسي الناقد أنه حكم على هذه التجربة من قبل بأنها خواء في خواء، فكيف يريد منها بعد ذلك أن تكون منتجة؟
وينتقل الناقد إلى تقرير حالة انتصار السائح في الكتابة، ويتساءل عن نضاله،و سنوات الشباب فيما أفناها ( لقد انتصر في تجربة الكتابة، فهل كان كذلك في تجربته النضالية؟وهل يشعر بالرضى على سنوات الشباب فيما أفناها؟ وهل عليه أن لا يأسف على زمن تولى؟ وهل العودة إلى هذا الزمن هي عودة حنين أو تشفي.)
ونتابع قراءة ما كتبه الناقد بفضول واستغراب لعله يجيبنا على الأسئلة التي طرحها،أو يشرح لنا ماذا يقصد بالحنين، والتشفي غير أنه ينتقل إلى كلام آخر:(لقد أصر هذا المبدع أن تكون عناوينه دالة عليه، فهي قصيرة مكثفة مفعمة بالدلالة الموحية، وهي عناوين توحي بالبساطة والسهولة...) وهكذا يتركنا نتساءل عن جدوى الأسئلة التي طرحها رغم غرابتها فما علاقة دراسة النص بعلم الناقد او جهله في ما افني الكاتب سنوات الشباب؟ وهل هو راض أم لا؟
ويبدو أن الناقد مهوسا بلفظ الخواء،فبعد أن وصف عناوين السائح بأنها خواء في خواء يعود لوصف رواية تماسيخت (إن تماسيخت هي بحث في الذات المتشرذمة والمتشظية وهي سؤال يقلب كف على كف وهي خاوية على عروشها).
لا يقدم لنا الناقد شاهدا واحدا على ما يقول بل يبقى كلامه يفتقر إلى القرائن النصية التي تدعمه وتخرجه من العموم إلى الخصوص.
ويتابع الناقد رحلة وهم القراءة:
( تماسيخت هذه العناية بالحرف والموقف والتحول والخروج من الامتلاء إلى الخواء للعودة للامتلاء ثانية،إن فعل الكتابة هاهنا هو تفريغ وشحن وهو قدرة على التحول من حال إلى حال).
يبقى سؤال الكيف يلح على المتلقي( كيفية الخروج من الخواء إلى الامتلاء) لكنه لا يلقى إجابة عند الناقد ،بل يظل الناقد يصر على تخريب نسيج النص السائحي ،ويقتل جماليته.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)