shopify site analytics
200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل - المملكة المغربية..أفول مغرب القرن التاسع عشر وبزوغ فجر عهد جديد!! - الأردن قلعة شامخة في الدفاع عن الأمة وفلسطين؛ ودوره لا يقبل المزايدة - كان طريق تحرير فلسطين مرورا بكربلاء شعارا - رسالة الله إلى العالم أن الثورة الايرانية جاءت لتبقى - بعد إشرافه على إيصال المساعدات إلى غزة - ترشيح مسؤول جديد للأمم المتحدة في صنعا - وصول 19 ضابطا إماراتيا وإسرائيليا إلى جزيرة عبدالكوري - اليمن تحتل المرتبة 6 بقائمة أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي - نقابة المحامين اليمنيين تدين تهديد المحامية نسيم حسين ملقاط -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - د/ رؤوفة حسن

السبت, 10-أبريل-2010
د/ رؤوفة حسن -



ما الذي يجمع الشامي مع المغربي؟ ربما يكون هذا السؤال في ذهن من يقرأ عنوان هذه التناولة. فسوقطرة وقبرص تجتمعان فقط في كونهما جزر حولهما المياه من كل مكان، وبعد ذلك لاشيء متشابه باستثناء وجود الجبال في الجزيرة كشيء مشترك، يضاف الى ذلك الحجم الشبه متساوي، وبعد ذلك كل شيء مختلف.
لماذا الحديث عن الجزيرتين إذن. دعوني أحكي القصة من بدايتها. كنت في الاسبوع الماضي في سوقطرة لاستكمال بقية تفاصيل مشروع للتوعية والبناء المؤسسي في الجزيرة قبل ان أنشغل ويبدأ موسم الرياح السنوي المعتاد الذي يجعل الذهاب في فصل الخريف شبه مستحيل.
التقيت الوجوه الجميلة الطيبة ذات السحنات الخاصة المتميزة، وتبادلت الخبرة والرأي والمشورة مع الجماعات التي تنوي العمل، واستمعت الى بعض الشكاوي المتكررة وبعض الخيبات المعتادة. ثم تنقلت من شمال الجزيرة الى جنوبها ومن وسطها الى أقصى غربها لأتابع التغيرات التي يزعجني بعضها ويفرحني البعض الآخر.
وسألت عن مشاريع كانت تبدو لي مبشرة كمشروع الهيئة العربية للزراعة فقيل لي انه انتهى وبحثت عن معمل قيل لي انه قد نشأ فاتضح انه كان فكرة ولم يخرج عن حيزها. واستمعت بحزن الى الذين أخبروني ان القات بعد منعه المؤقت عاد ليحتل في أسواق الجزيرة مكانا أكبر مما كان.
ووقفت مع طوابير انتظار البنزين مع غيري من الواقفين، وبحثت عن اجابة لمشكلة توفر مواد البترول في الجزيرة مثل غيري من الباحثين. وبسرعة انتهى الوقت فعدت إلى صنعاء لأفرغ حقيبة ملابسي مما يناسب سوقطرة وأضع فيها ما يناسب طقس قبرص وأعود إلى المطار.
المختلف تراكم للزمان:
توجهنا انا والدكتور الزميل حميد العواضي عميد كلية الآداب الى تركيا لنشارك في مؤتمر علمي في قبرص عن الجامعات والدراسات العليا يحضره جمع كبير من الأساتذة ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات من كل حدب وصوب.
قضينا يوم في اسطنبول ثم توجهنا الى المطار. فوجئنا بمعاملات السفر التي تتم عادة للخطوط الخارجية فقد كنا نظن انها رحلة داخلية. لكن قبرص التركية التي نتوجه اليها هي دولة مستقلة لم يعترف بها كدولة سوى تركيا، لذا لا يتم الذهاب اليها ولا العودة منها الا عبر تركيا. وهي تتقاسم مع قبرص اليونانية نصف أرض الجزيرة. ويسكن في هذا النصف الذي نزوره مائتان وخمسون ألفاً من السكان يعمل ما يزيد عن أربعين ألفا منهم في قطاع التعليم كسلعة انتاجية وخدمية هي المصدر الرئيسي للدخل في الجزيرة.
والجامعة التي تستضيف المؤتمر الذي جئنا اليه هي أحد فروع الجامعة الأمريكية الشهيرة. وهناك ست جامعات أخرى فقط في هذا الجزء من الجزيرة. وخدمة التعليم تقوم على الجودة ونظام المنافسة العولمي الذي يجتذب الطلاب من كل مكان في العالم. فقد كان ضمن المستقبلين لنا طالبة وطالبين من اليمن، وعدد كبير من الطلاب والطالبات العرب منهم ستة من عمان وحدها.
والفخر الذي يشعر به الطلاب تجاه جامعتهم هو دليل على قدرة هذه الجامعة على جعلهم يفخرون بها. ترى ما موقع جزيرة سوقطرة في الخدمة التعليمية؟ سؤال تكون اجابته قصة التراكم الزمني، ففي قبرص تراكم من سنين يجعل الكل متعلماً ويجعل الكل حريصاً على توفير أفضل الفرص لأبنائه وبناته.
وجزيرة سوقطرة، يدخلها المستعمر الانجليزي فيوقع مع سلطانها اتفاقية حماية ولا يقدم خلال مائتي عام من وجوده خدمة واحدة او مدرسة واحدة للجزيرة. ويخرج بالاستقلال، فيحكم نظام سياسي يساري أقصى ما يوفره لعدد قليل من سكان الجزيرة تعليما الى الصف السابع ولا شيء بعده.
وتنتظر الجزيرة حتى دولة الوحدة ليتوسع التعليم ويتوفر حتى الثانوية وتتوفر فروع لكليتين هي الوحيدة المتاحة. فالمسافة بين أن يصبح التعليم سلعة منافسة في السوق العالمية وبين التعليم في حدوده الدنيا هي المسافة بين قبرص وسوقطرة.
القادم لا بد ان يعد بالحلم:
حاولت أن أتامل الأشياء في الجزيرة دون أن أقارن بلدي بهذا المكان فلم استطع. وحاول الدكتور حميد مثلي أن ينظر الى الأشياء دون ربط أو تذكر فلم يستطع، حملنا معنا كعادة معظم اليمنيين أحلامنا ووعدنا أنفسنا أن نحاول عندما نعود أن نفرض هذه الفكرة أو تلك وأن نقنع أصدقاءنا بالمساندة، لأن العالم يسير ويقفز بخطوات واسعة، ونحن نتخلى قليلا قليلا حتى عن بقايا أحلامنا المشتركة.
جزيرة سوقطرة أو أرخبيل حنيش أو جزيرة كمران او حارة السكن في اي مدينة يمنية أو ساحة اللعب في كل قرية، جميعها مواقع لزمن يعبر فيلف الاحلام بغلاف من التقادم والنسيان، ويطوي الأصوات في ثنايا اللحظات المنكسرة. وأجيال جديدة تولد، الى لا وعد ولا حلم، ولا ضمانات بحدود دنيا من الحياة الكريمة السوية.
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)