shopify site analytics
القدوة يكتب: محرقة رفح تفضح الاحتلال والتطرف الإسرائيلي - ندوة سياسية تناقش آثار مقتل إبراهيم رئيسي - التيار الصدري..الأبعاد الاستراتيجية لعودته السياسية - جلسة حوارية بذمار حول"لحالات النفسية وانتشارها وعلاقتها بقضايا العنف" - فضيحة مراسم تأبين إبراهيم رئيسي - مهرجان "عشاق النوستالجيا" يعيد أجواء الثمانينيات - هانم داود تكتب: المشير أحمد إسماعيل - بعد اكتر من 23 يوم مازال خبر رحيل فنان الوطن والوحدة العربية - المهندس / هدام زنيج يحتفل بتخرجه - الدكتور مراد مطير يعتزل العزوبية ويدخل قفص الفرح -
ابحث عن:



السبت, 24-أغسطس-2013
صنعاء نيوز - 
عندما اعتبرتُ الأسبوع الماضي معركة كسر العظم بين الاخوان والعسكر في مصر سيكون ضحيتها الرئيسية القوى المدنية «من أحزاب ومنظمات حقوقية وقوى شابة وحركة نسوية» صنعاء نيوز /بقلم/ محمد عبدالوهاب الشيباني -

عندما اعتبرتُ الأسبوع الماضي معركة كسر العظم بين الاخوان والعسكر في مصر سيكون ضحيتها الرئيسية القوى المدنية «من أحزاب ومنظمات حقوقية وقوى شابة وحركة نسوية» صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الذي بشّرت به ثورة 25 يناير، لإيماني أن الاصطفافات العنفية واستقطاباتها ستقضي تماماً على أي محاولة نزوع إيجابي ذاهبة نحو دولة مواطنة متساوية مختزلة في شعار الثورة الأبرز (عيش /حرية / كرامة انسانية) والتي أتاحت ممكنات تحققه في مساحة خالية من الاستبدادين السياسي والديني، اللذين صبغا وبقوة جزءاً غير قليل من تاريخ شعوب المنطقة القريب منه والبعيد.
فالاستبداد السياسي يتجسّد على الدوام في سلوك الدولة التي تُقدم الحلول الأمنية على غيرها من الحلول السياسية والاجتماعية للحفاظ على حاكميتها «المختزلة دوماً بتشبيك المصالح السياسية والمالية» فتجعل من صورة العدو الداخلي والتآمر الخارجي صورة متضخمة في أذهان المحكومين، ليسهل حضور ديكتاتورية الأجهزة الأمنية التي بدورها تعمل على تسويق صورة القائد الضرورة، المتوجب الالتفاف حوله لتطهير البلاد من شرور ما يتربص بالبلاد من أهوال وكوارث.
وتحضر صورة القائد الضرورة هنا كمعادل ضمني للبطولة التي فقدها المجتمع جرّاء خوفه من السقوط الجماعي تحت أقدام عدو مهتاج عمدت السلطة على تربيته في الأذهان كوحش ضارِ لعقود، وحش بالضرورة سيتحوّل إلى لحظة انفجار غير «ورقية» عندما يُحاصر من كل جانب بسبب الحلول الأمنية المفرطة التي يُنادى بتعظيمها الآن.
بدوره الاستبداد الديني خرج من معطف السياسي، اللحظي المرتبك جائعاً لسلطة انتظرها لقرن إلا عقدين من الزمن التي غدت وبسبب شعارات المظلومية حقاً إلهياً خالصاً لا تنازعه عليها أي من قوى الشر في المجتمع التي بدورها ستتوحّد وتتعاظم يوماً بعد يوم لتغدو في النهاية طوفاناً بشرياً رافضاً لاستبداد من هذا النوع بعد عام من حكمه الكارثي.
طوفان شاهدناه في الثلاثين من يونيو والسادس والعشرين من يوليو، وكان عماده معظم مكوّنات المجتمع المصري الذي خرج إلى الشارع للتعبير عن خشيته من تمددات هذا الاستبداد في المجتمع الذي كان قد هيّئاً معدته تماماً لابتلاع الدولة بكل مكوّناتها وفضاءاتها، ليُجبر تالياً على الانحصار والتحصُّن في ميدانين للاعتصام «رابعة والنهضة» التحصن هذا كان محاولة منه لجر مناوئيه للإتيان بسلوك عنفي أو بمعنى أدق أن تقدم على ذلك السلطة «التي خلفته» من خلال فض هذا الاعتصام ليتسنّى له مرة أخرى تسويق ذاته كصاحب مظلومية جديدة تستجدي تعاطف الداخل والخارج لاستعادة السلطة الضائعة، وهو ما يحاول فعله حتى الآن «بعد عشرة أيام من فض الاعتصام، وزجّ بأغلب قياداته العليا والوسطية في السجون بتهم العنف والإرهاب والتحريض عليهما» وقد جلب في البداية إلى صفه صوتاً إقليمياً ودولياً متعاطفاً قبل أن يهمد هذا الصوت بسبب دخول أطراف إقليمية فاعلة في المعادلة لصالح السلطة الوليدة.
ما أريد التأكيد عليه هنا هو أن أية عملية تماهٍ مع الصوت المرتفع الذي يتخذ شعار الاجتثاث من أي طرف من طرفي النزاع بحق الآخر، يساعد على تربية الكراهية في مجتمع يمر بمخاضات صعبة في طريق ذهابه إلى الاستقرار، وأظن أن سلوك مثل هذا لن ترتد ويلاته على وضع قوتي التنازع على السلطة «الإخوان والعسكر» بل على المجتمع المصري برمته الذي يجلس الآن على برميل بارود، المطلوب من نخب العقل في المجتمع المصري العمل على تشكيل رأي عام مؤثّر وقادر على نزع فتيله.
ولعل البداية تكون في مساعدة جماعة الاخوان المسلمين على كيفية التحوّل إلى خيط طبيعي في نسيج المجتمع المصري، وليس كما أرادت لها قياداتها الخرفة المتطرّفة وبعض الأطراف الإقليمية أن تصبح «فرقة ناجية في مجتمع جاهلي» أغشت أبصارها السلطة وبريق لذائذها، وما دون السلطة الموت والشهادة، مساعدتها لتكون جماعة سياسية تنبذ العنف والتطرف، تمارس نشاطها وفق برنامج سياسي يُعنى بقضايا الشأن العام وحاجات المجتمع من برامج التنمية التي تسنده على تجاوز محنه الاقتصادية والاجتماعية.
على نخب العقل أيضاً مساعدة المجتمع على تحديد حاجاته وترتيب أولوياتها خارج سياقات الاستبداد التي منها الحاجة إلى القائد الضرورة أو الحاجة إلى الجماعة المخلِصة.
الطريق إلى لحظة الشراكة في إدارة الدولة ومقدّراتها من قبل كافة مكوّنات المجتمع لا تعبد إلا بتعظيم قيمة التسامح والقبول بالآخر، والتعويل هنا سيكون أيضاً على قوى العقل ذاتها المتوجب عليها أن تخطو الخطوة الأولى في هذا الطريق الشاق لتكون الفعل لليد القوية التي تحمل معول الحق بضربته الناجزة التي توجّه نحو جدران الاستبداد السياسي والديني.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)