صنعاء نيوز / عبدالله الصعفاني -
كل الشواهد تؤكد أن الربيع العربي لم يكن سوى مخطط وجد مناخ الفساد مناسباً لتحقيق الانتقال من الجمود البليد والفساد الكبير إلى صراع وفوضى وفساد أكبر نشاهده اليوم في سوريا ومصر وتونس وليبيا.. واليمن.. !
* والفارق في الحالة اليمنية أن الفرجة على الفساد أدت إلى خروج نصف الشارع بدفع من نظام انقلب نصفه على النصف الآخر لتفضي المواجهات المسلحة إلى مخاض الحوار..
* وأجزم باليقين لو أن شهداء الربيع العربي عرفوا ما الذي حصدته بلدانهم بعد استشهادهم في الشوارع والميادين لحزنوا على ما فعلوه.. ولكن لا بأس فقد عرف الجرحى الحقيقة ومعهم أحمد سيف حاشد.
* مصر صححت ثورتها بثورة ثانية قادت الإخوان إلى السجون لتعود النسخة الأمنية من حكم حسني مبارك بصورة أكثر صرامة ونفاذاً.. وليهتف بديع ومرسي ورفاقهم "منك لله يا سيسي"..
* سوريا تحلم بمؤتمر جنيف 2.. لعلها تمسك بشظايا بلد مكلوم على مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين حتى لحق بالحجر من الخراب والدمار أضعاف أضعاف ما لحق بالبشر..!
* تونس تحاول الاستفادة مما حدث في مصر لكن النار فوق وتحت الرماد أو حسب توصيف الدكتور عبد الكريم الإرياني للوضع في اليمن ذات توتر بأنه "تحت السفود" وليس السفود إلا المسمار الذي يتم عليه إنضاج الكباب.
* ليبيا تتخبط بين فوضى الحدود والعجز في ضبط الأمن وارتفاع نزاعات التقسيم.. حتى صار جنون القذافي مجرد حلم وردي على الضفة الأخرى من كوابيس بلا ضابط.. كل هذا وما يزال مجاهد القهالي وزير الاغتراب يبشر عاطلي اليمن باستبدال الرياض ودبي بطرابلس وبني غازي.
* الداهية أن التقسيم مخطط لا يبدو أنه سيقف عند حد.. بدليل ما نشرته النيويورك تايمز من تصور تحليلي لخارطة شرق أوسط جديد لن يكتفي بإعادة اليمن الواحد إلى دولتين وإنما بلقنة العراق وسوريا وليبيا.. ولم يستثن المخطط حتى السعودية..
* المثير للسخرية الحارقة أن البلقنة ستتم -وفقاً لهذا التصور- على أسس طائفية ومذهبية وقبلية تتجاوز تسميات الشمال والجنوب والشرق والغرب إلى تسميات مثل دولة شيعي ستان وسني ستان ووهابي ستان وعلوي ستان وما إلى ذلك من خطط التمزيق التي تستدعي سرعة إصلاح سفينة يمنية يتكاثر عدد الذين يخرقونها، ظناً بأن هناك جبلاً سيعصمهم من الماء..!